تقترب نهضتنا الثقافية والتعليمية من نصف قرن مبارك، تتالت خلاله الخطوات التطلعية للوصول إلى مصاف الأسبقين والسابقين من الأمم المتقدمة, وقد سرنا سوياً معهم بفضل الله في خندق العصر السريع، وتميزت هذه الثقافة عما سواها بالعقيدة الطاهرة النقية الخالصة، مما انعكس على نتاجنا الفكري، وحينما تضطلع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بتنظيم معرض لإنتاج المرأة السعودية الفكري والعلمي، فإنما هي تقوم بعمل حضاري يدلل على نتائج هذه النهضة ليتواكب مع اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية،ويؤكد أن المرأة قد بلغت مبلغاً يناصف الرجل حركته ونتاجه وعطاءه الفكري والعلمي، ويثبت لنا أولوية هذه المكتبة وريادتها دوماً، حيث ان هذا النوع من المعارض المتخصصة هو الأول في ساحتنا الثقافية. إن المتابع لمسيرة المرأة السعودية ثقافياً سيشعر بالزهو والفخار لما حققته من مكانة في كل المواقع التي استطاعت الوصول إليها أو المناصب التي تبوأتها، مشاركة أو إدارة أو مساهمة في الإدارة أو في الانتاج العلمي والفكري والثقافي، والوقائع المشاهدة لا حصر لها في حياتنا حيث كل يوم تصلنا الأخبار عن تفوق علمي للمرأة السعودية, ولذا أرى أن حصر هذا الإنتاج في معرض لإنتاجها الكتابي والطباعي يبرز لنا: أولاً: المجالات التي استطاعت الخوض فيها والتطرق إليها في دراساتها وبحوثها ونتاجها بشكل عام. ثانيا: الفترات الزمانية الأكثر طباعة ونتاجاً للكتاب السعودي للمرأة السعودية. ثالثاً: مستويات الطباعة والإنتاج وفي أي المجالات تهتم المرأة؟ في الشكل والإخراج والألوان؟ أم في المضمون؟ رابعاً: النشر والطباعة للمرأة,, أفي الداخل أكثر؟ أم في خارجها؟ ولماذا هذه الأكثرية؟ وفي أي الموضوعات تزيد حركة الإنتاج داخليا أم خارجياً؟ خامساً: سيُظهر لنا هذا المعرض الهيئات المهتمة بقضية النشر للمرأة من القطاعين الأهلي والحكومي، وحركة الناشرين وتفاعلهم. ولكي نعطي هذا المعرض أهمية أكثر، أرى ضرورة التكاتف من العاملين في الحرس الوطني بوكالاته المعروفة مع المكتبة الراعية، مع الجهات الثقافية الأخرى. أما المكتبة فعليها القيام بالأشياء التي تعلمها حق المعرفة، وأنا لا أشكك في قدرتها، بل هي أحرص وأقدر وما قيام هذا المعرض إلا دليل قاطع على امكانياتها وقوتها، ولكن للإعانة والتذكير أرى: أولاً الاستفادة من هذه الكمية المعروضة في عمل قوائم بيبلوجرافية للكتب والدوريات والبحوث والجهات الناشرة. ثانياً: إقامة ملتقى مصاحب لهذا المعرض حول المرأة السعودية المفكرة، المبدعة، العاملة، الموظفة، ,, الخ ويتكون من: أ أمسيات قصصية أوشعرية. ب ندوات حول الكتاب أو المؤلفات السعوديات. ج محاضرات عن حركة المرأة في الإنتاج والتأليف. ثالثاً : تكريم الكتب المتميزة، والاحتفاء بأصحابها، فهناك من يكتب بموضوع معين أو طريقة طرح وتأليف جاذب، أو غزارة إنتاج مع تمكن في هذا الإنتاج, إلى غير ذلك من المعايير أو المقاييس المطلوبة. رابعاً: فتح المجال أمام الرجال لزيارة هذا المعرض والحصول على مبطوعاته الإعلامية والثقافية والعلمية، لكيلا ينحصر من المرأة وإليها فقط! هذا ما أردت المساهمة فيه، لإنجاح معرض يهتم بالمرأة المنتجة الناجحة. وسلفاً أعلم أنه من المعارض التي ستنجح لانفراد هذه المكتبة دوماً بالنجاحات والتفوق في كل المحافل.