لأول مرة أشاهد صورة واحد من عقلاء الغرب. سمعت عنهم كثيراً ولم أتعرف على سحنة أي منهم. الصحف مع الأسف لا تنشر سوى صور سفهائهم. انشتاين وبل جيتس وبل كلنتون وفوكوياما وماركس وفرويود وينغ إلى آخر الزمرة المعروفة التي روجت لهم الشركات والجامعات والتقنيات والنظريات العلمية والمستشفيات والصواريخ والمفاعلات الذرية والاستنساخ وإلى ما لا نهاية له من وسخ الدنيا التي ضيعوا قدرات عقولهم فيها. تأملت في الصورة لأعرف الفرق بين عقلاء الغرب وبين سفهائهم. لا شيء أبداً الرجل يشبه ماركس ويشبه فيكتور هيجو ويشبه فرويد ويشبه سواويق التركات التي تجوب الولاياتالمتحدة أيضاً. ملامحه غربية خالصة. رغم أن الصورة بالأسود والأبيض إلا أنه من الواضح أن شعره أشقر وعيونه زرق ولونه أبيض ضارب إلى الحمرة الشديدة لا تشوبه شائبة شرقية. غربي السحنات يصلح أن يكون دليلاً على أهله. ويصلح أن يكون خبيراً. قرأت الحوار القصير الذي أجرته معه جريدة الحياة. يرى مشكوراً أن السعوديين هم آخر الرجال وقوفاً على الأرض. لم تهزمهم نساؤهم يطالب السعوديين رفض الأصوات المطالبة بإعطاء المرأة حقوقها. محذراً من مغبة ما حصل في الولاياتالمتحدة عندما سمحت للمرأة بالتصويت والمشاركة السياسية. يحذر في حواره مع الحياة السعوديين من انهيار الاقتصاد الذي (لم ينهر) ولكنه كاد أن ينهار حين أخذت المرأة الأمريكية حقوقها ويحذر من انهيار القيم التي (لم تنهر) ولكنها كادت أن تنهار ويحذر من كثرة الطلاق ومن كثرة الإجهاض في المجتمع الأمريكي. فكل شيء سيئ كاد أن يحصل في المجتمع الأمريكي (وهو لم يحصل) يعيده إلى السنة التي نالت فيها المرأة الأمريكية حقوقها. فلو لم تأخذ المرأة الأمريكية حقوقها السياسية لما تردى الاقتصاد الأمريكي الذي أصبح ينافس اقتصاد زمبابوي ولو لم تحصل المرأة حقوقها السياسية لمَ أصبحت أمريكا دولة متهالكة. فأمريكا أصبحت بهذا المستوى الهزيل بسبب تهور الحقوقيين ودعاة حقوق الإنسان الذين انتزعوا للمرأة حقوقها السياسية. من باب المحبة يقدم لنا النصيحة الخالصة أن نبقي على المرأة بعيدة عن حقوقها حتى لا يحصل لنا ما حصل لأمريكا. حتى لا نتردى ويصبح لدينا آلاف الجامعات وآلاف الشركات التي تسيطر على العالم وآلاف العلماء والمفكرين وأن لا نبتلى بوكالة مثل وكالة ناسا وألا يأتي اليوم الأسود الذي يمثل فيه اقتصادنا 40% من اقتصاد العالم والعياذ بالله. ينصحنا أن نبعد نساءنا عن حقوقهن حتى لا تنزل علينا الطوام التي يعاني منها الشعب الأمريكي البائس الذي ضاع وتفسخ وانهار بعد أن أعطى المرأة حقوقها حتى أصبح في النهاية ملطشة للأمم. علينا أن نربي بناتنا وعائلاتنا كما ربى هو عائلته والنتيجة كما يقول: لسوء الحظ زوجتي وأسرتي رفضوني ولم يعد لي أن أدعي انتمائي إلى الديانة المسيحية التقليدية.. كما أن عائلتي تخلت عن الثوابت التي نشأت عليها، التي كانت في غاية الأهمية لنا وانتقلت إلى العالم الآخر المليء بالمتعة. الله يعيننا وإياه. فاكس 4702164