بدأت صناعة الخوف قبل الحادي عشر من سبتمبر وبعد ان انتهى الاستعمار بمفهومه التقليدي بدأت في هيروشيما مع مفاجأة لم يتوقعها العالم بكارثة بشرية وبيئية مرعبة صناعة امريكية كان لها ما يبررها في ذلك الوقت ولكنها استمرت وامتد أثرها الى الداخل الامريكي واثرتها افكار الساسة والمحافظين الجدد ووجود القوة العظمى السابقة (الاتحاد السوفيتي).. وان كان تأثيرها لم يكن قويا لاسباب كثيرة منها توازن القوى والرادع النووي وبعد التفكك المريع الذي حدث للاتحاد السوفيتي وتفكيك مبررات الخوف كان لابد من احيائه وايجاد عدو يكون الهدف والمبرر لكل السياسات غير العادلة، ولعلنا سمعنا ما قاله بعض القادة العسكريين في امريكا حول هذا العدو الجديد الذي تأطر في الفكر الامريكي والثقافة الامريكية بفضل المحافظين الجدد أطروحات المفكرين امثال هنتيجنتون وفوكوياما، وكذلك بتأثير من الاعلام الامريكي الذي جسد هذا العدو من اجل صناعة خوف جديدة لم يتأكد تجسيدها داخل المجتمع الامريكي الذي كان يعيش حالة من عدم المصداقية لساسته.. الى ان كان الحادي عشر من سبتمبر الذي جاء بقراءة غير واعية من قوى الظلام ليساند ويؤكد ويوثق ما حاولت السياسة الامريكية صناعته وهو الخوف الذي انطلق عقاله واجتمعت حوله قلوب الأمريكيين بتحقق هذا الخوف وشعور المواطن الامريكي بمقدار ما حاق به من خسارة وقيود وازته بعدوه المفترض اغلق باب الحوار اللارسمي وبدأت مقاييس اخرى ورؤى اخرى وخوف حقيقي يبرر للساسة ما يصنعون.. هذا الامر يحتاج الى وقفات. أحمد سماحة