لا يشك أحد في أهمية الصلح ودوره في بناء الإنسان، وتقويم الأخلاق، ذلك أنه من أسباب الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. وقد وردت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والأقوال المأثورة في الترغيب بالصلح والحث عليه. الأمر الذي يدعو لوضعه في مقدمة الحلول عند النزاعات.. والخلافات المتصلة بشؤون الحياة. أملاً بالخيرية الواردة في قوله تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْر} وطلباً للأجر والمثوبة.. ودرءاً للمفاسد وتضييقاً لهوة النزاع. فضلا عن تبعات وآثار إيجابية أخرى سواء كانت تربوية أو اجتماعية، أو نفسية، أو غيرها. ولتحقيق أهداف الصلح لا بد من النظر في مشروعيته - وأسبابه - وضوابطه وكذا بالنظر في كيفيته من حيث الطريقة والوقت، والمكان.. وكذلك شخصية (المصلح) في قدرته.. ومهارته.. ومكانته.. وبناء عليه فربما يكون الصلح محرماً شرعاً أو مفضياً إليه. ولذا تشترط المشروعية العامة للصلح ألا يترتب عليه ضرر.. أو اعتداء.. أو مخالفة صريحة.. ومراعاة المصالح والمفاسد في ذلك. واعتبار أحوال (المتصالحين) واتخاذ ما يلزم حيالها.. لينفض (مجلس الصلح) على أفضل حال.. وأحسن مآل عندها سيتجلى المعنى الحقيقي للصلح.. وينصرف الأطراف.. أخوة متحابين كل قد ظفر بمطلوبه.. وما عند الله خير وأبقى.. ولكم تحياتي والسلام.