قال عبدالمحمود عبدالحليم مندوب السودان لدى الأممالمتحدة بأن طلب الحكومة السودانية من ايان برونك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في السودان مغادرة البلاد يتعلق بشخص برونك فقط وليس بدور المنظمة الدولية في السودان، مؤكداً أن برونك تجاوز كل الخطوط الحمراء لدوره كممثل للأمين العام للأمم المتحدة وبالتالي أصبح جزءاً من المشكلة بدلاً من أن يكون جزءاً من الحل. ورفض المندوب السودانى في مقابلة مع راديو لندن الأنباء التي ذكرت أن قرار الحكومة السودانية بطرد برونك جاء لتغطية ما تقوم به في دارفور، مؤكداً أنه ليس لدى حكومة بلاده ما تخفيه بالنسبة لمشكلة دارفور، فدورها في حل المشكلة معروف للجميع. وأوضح أن رد الأممالمتحدة على قرار السودان اتسم بالهدوء وأنها تفهمت تماماً مبررات الحكومة السودانية لاتخاذ هذا القرار، بل إنها شرعت في اختيار بديل لايان برونك، مشيراً إلى أن الأوضاع في دارفور ومتابعة موضوع السلام في السودان تستدعى وجود ممثل للأمين العام للمنظمة الدولية يتمتع بالحيدة والمصداقية وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدولة عضو في الأممالمتحدة غير أنه قال إن اختيار البديل قد يستغرق بعض الوقت. وجاء إبعاد برونك في أعقاب الكتابة على موقعه الشخصي على الإنترنت بأن الجيش السوداني يعاني من خسائر فادحة في منطقة دارفور وهو ما يؤثر سلباً على عمل القوات المسلحة. ورداً على سؤال عما إذا كان موقف كوفى عنان الأمين العام للأمم المتحدة بالنسبة لهذه القضية يتفق مع موقف كل من مندوب الولاياتالمتحدة ومندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة قال المسؤول السوداني إن ايان برونك كان مبعوثاً للأمين العام للأمم المتحدة وليس للحكومة الأمريكية أو الحكومات الغربية ولذلك فإن تعامل الحكومة السودانية كان مع الأممالمتحدة وليس مع الحكومات الأخرى وأكد أن تعاون السودان مع الأممالمتحدة سيستمر ولن يؤثر عليه هذا الحادث. ومن جانب آخر أجرى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يوم الأحد اتصالات هاتفية مع الرئيس السوداني عمر البشير وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة في إطار التشاور حول الأزمة التي نشبت بين السودان ومبعوث المنظمة الدولية يان برونك بعد تعليقات له على موقعه الشخصي على شبكة الإنترنت. وأفادت مصادر الجامعة العربية بأن الاتصالين الهاتفيين تناولا سبل احتواء الأزمة في أعقاب مطالبة الخرطوم لبرونك بمغادرة السودان خلال ثلاثة أيام.