آفة العصر وعشقها الدائم للشباب تبتدئ بسيجارة وتنتهي بحقنة مخدر.. المخدرات كم جلبت من آفات ونقمات حتى أصبحت من أكبر المدمرات، استهدفت الشباب بالذات لكسر عصا الأمة التي تكمن في شبابها، كيف ننقذ أبناءنا من تلك المحرمات، ما هو دور الأسرة والمدرسة والمجتمع؟.. لم يقصر العلماء والباحثون في بيان الحقائق عن تلك الآفة، ولم تقصر الدولة في علاج من تورطوا بها، فأوجدت المستشفيات لعلاجهم بكل تقنية وسرية، العلماء يحذرون في المنابر والمحاضرات، والخبراء يوضحون نتائجها، والتجارب العلمية ممن وقوعوا في حبالها تتضح للملأ من خلال النتائج.. لقد يتمت أطفالا وأرملت نساء، دمرت أسراً ومجتمعات، سلبت الأموال وأوقعت بالحرام عن الحلال، أشغلت العالم بأسره، بعض الشباب تورطوا بهذه الآفة وجعلوا من حماسهم تجارب لتلك الآفة بدلا من توظيفها في الدراسة وطلب العلوم التقنية المفيدة لهم ولمجتمعاتهم، وغدوا بعد التجربة نادمين متحسرين على ما حدث لهم، فقدوا الأهل والأصحاب، ودمروا الشعوب والمجتمعات، يجب على كل فرد من أفراد الأمة التفكير جدياً في القضاء على هذه الآفة ومروجيها، ولا يقف مكتوف الأيدي أمام الشبهات، فالجهات لم تقصر في وضع أرقام هواتف في التبليغ عن أولئك المروجين، ويجب على من يرى أي فرد من تلك الفئة أن يجزم بأن هذا المفسد سيقضي على مقدرات البلد الاقتصادية وشبابها، وسينشر الفتنة والمشاكل في البلاد، إنها آفة جد معضلة ولربما لا يحس بها إلا من يشاهد من وقع في حبالها مع رفقاء السوء.إن الدين الإسلامي وضع للإنسان وللنفس البشرية حقوقا وواجبات يتحقق بها التكافل الاجتماعي ويرتقي بها الإنسان إلى أعلى المراتب الدنيوية. إن مجتمعا صالحا سويا يستطيع بالعلم والمعرفة أن يتطور وينمو دون عوائق، أما إذا انتشرت هذه الآفة الخطيرة بين أفراد المجتمع فإنها تفكك الأسرة أولا ثم تولد عصابات غير سوية تستهدف الشباب لتدميرهم وتقطع عليهم مستقبلهم لينحدروا مع تلك العصابات إلى الهاوية المظلمة. أما أولئك الشباب الذين وقفوا على أرجلهم متحدين كل المغريات إيمانا بالله أولا ثم حبا لوطنهم ومليكهم ومستثمرين عقولم النظيفة بالرفع من نهضة البلاد وتطورها في شتى العلوم والمجالات فإننا نقف لهم تحية إعجاب وإجلال آخذين بأيديهم متمنين لهم التوفيق والاستمرار بالحياة السعيدة إن شاء الله. ولعل الإنجازات التي تتحقق على أيدي الشباب السعودي الطموح بين الفينة والأخرى لخير دليل على ذلك.إن الدولة - حفظها الله - لم تقصر في تهيئة المكان، إذ أوجدت المعاهد والجامعات لينهل منها الطلاب العلوم والمعارف وليتزودوا بسلاح العلم. إن الدين الإسلامي ينهى عن أكل الحرام بجميع صوره ويأمر بالحلال، ووضع لكل شيء ضوابط يستنير بها الإنسان في حياته ويكفل له بها حياته ومعيشته.