أحياناً يحلو للبعض من الناس أن يستكين إلى مبدأ شوق لأداء مهمة يريد أن يؤديها بكامل أركانها وزواياها وأقطارها بنفسه دون سواه ويكون تواقاً مستعجلاً إلى عمل المستحيل أو شبه المستحيل، الذي لم يستطع سلفه أن يحققه على أساس محاولة عمل ما يجب أن يكون وليس على ما هو كائن.. لكنني كغيري ممن يحبون العمل الجماعي أقول كما قال آخرون: العبرة ليست بالفكرة وإنما العبرة باستثمارها، ولكي تبقى الأسس متينة لا تصدأ في تسليحها لتُبنى عليها قواعد صلبة فلا بد إذن أن تكون سمة الشهامة والحصافة بل والكياسة أيضاً في دائرة العملية الإدارية سمات لا تخونها الذاكرة وأن لا تكون من سمات بما يُسمى بالمصطلح المحلي (الفزعة أو النخوة).. فنحن مقبلون على تنفيذ خطة إستراتيجية على مستوى القطاعين العام والخاص بما يُسمى الحكومة الإلكترونية (معاملات بلا ورق).. فضلاً عن أننا نعيش في الوقت الحاضر فترة تطوير الأنظمة القائمة المالية والإدارية وغيرها من الأنظمة ذات الصلة بحياة المجتمع وعلاقات المملكة الدولية والإقليمية كدولة لها الثقل العالمي، وهذه الأنظمة تدرس بتسارع حثيث داخل أروقة الهيئات والمجالس الحكومية الاستشارية، فمن المسلّمات أن الجديد أو التجديد له أضداد، وللتخفيف من حدة تلك الأضداد لا بد من السعي إلى طرح المستويات على مختلف فئاتهم العمرية ومشاربهم وأوضاعهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، مع الأخذ في الاعتبار التوقيت المناسب لإيصال تلك الأفكار إليهم بتوازن بين الرفض والقبول والرأي والرأي الآخر وعدم إغفال أهمية الأطروحات في الندوات النسائية أو الرجالية للخروج بمحصلة كبيرة من الآراء المتباينة لإخضاعها للقياس مع المعايير المناسبة، بعيداً عن المبالغة في التخوف من المجهول بحيث لا يُترك ذلك إلى اجتهادات أحاديث المجالس غير النظامية أو المساجلات عبر المتنديات الإلكترونية. فكفانا ما لاكته وما تلوكه الألسن في المجالس عن قيادة المرأة للسيارة، أو عملها في الأسواق التجارية، أو حتى ما يدور هذه الأيام من أحاديث عن التفرقة والفروقات بين تدريس مادة الرياضيات بين طالبات وطلاب المرحلة الثانوية وما دونها، رغم أن المعاملة في التوظيف ما بعد المرحلة الجامعية متساوية في معظم التخصصات العلمية فمثلاً: الطبيب والطبيبة خلال مرحلة الدراسة بكلية الطب مرجعيتهما العلمية هي الدروس المستقاة من الدراسة في المرحلة الثانوية..!! فلا عجب في أضداد تكون أضداداً مراراً تلوكها ألسن في المجالس غير النظامية في ظل غياب المنابر التوعوية الحقيقية وليست المنابر التقليدية المحتكرة، التي يُذكر عليها بعض الأمور الاجتماعية على استحياء أو أنه يفرض عليها ضمن أطر محددة.. ولنا وطيد الأمل في الحوار الوطني كأحد مفاعيل تجسيد روح المواطنة الحقة بعيداً عن الأهواء الفردية أو النزعات والنزاعات المتعددة.