في إطار تفعيل اتفاقية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام -حفظه الله- مع جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة التي تشمل ضمن بنودها (تنشيط وترقية العلائق والاتصالات بين جامعة الأمير سلطان بالرياض وجامعة أكسفورد، على أساس المساعدات الثنائية المتبادلة وتطوير البحث الأكاديمي والتفاهم بينهما)...إلخ. ووفقاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، بإرسال وفد من جامعة الأمير سلطان إلى جامعة أكسفورد لمناقشة موضوع الاتفاقية، استضافت جامعة أكسفورد لنحو أسبوع كامل وفد جامعة الأمير سلطان الذي اتجه إليها قبل أسبوعين، وخاض مع قيادتها الأكاديمية العليا وعلى رأسهم معالي مدير الجامعة البروفسور جان هود حواراً تمخض عن اتفاقية بين الجانبين، هي الأولى من نوعها بين جامعة عربية وجامعة أكسفورد، التي تتربع على هرم العراقة الأكاديمية في العالم بلا منازع. ***** البريطانيون الذين أتوا لجامعة الأمير سلطان قبل شهرين برفقة وزير التعليم العالي البريطاني، وبينهم أحد ممثلي جامعة أكسفورد البروفسور الدكتور شيس رابنسن، شاهدوا الجامعة التي أقر مديرها أمامهم بأنها وإن كانت إذا ما قيس عمرها بعمر جامعتهم تعد في مرحلة بداية تاريخها الحافل إلا أنها في وقت قياسي قطعت خطوات تعتز بها في العمل الأكاديمي المميز وفقاً لحاجات سوق العمل في بلدها، وخير برهان على ذلك هو نوعية خريجي جامعة الأمير سلطان الذين أثبتوا تميزهم، وصاروا مرآة للجامعة، والمنتج المميز الذي نفتخر به من خلال منافسته العلمية والعملية لخريجي الجامعات والكليات الأخرى، وذلك بفضل الله ثم بفضل المتابعة والإشراف المباشر من قِبل رئيس مجلس أمناء الجامعة المستمرة صاحب السمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض ورئيس مجلس أمناء الجامعة. هذا التصور المبدئي عن الجامعة، منح وفد جامعة أكسفورد فرصة جيدة للخروج بنتيجة اعتبرها الدكتور أحمد بن صالح اليماني مدير الجامعة (مكسباً علمياً وأكاديمياً، ودعماً معنوياً كبيراً). مشيراً إلى أن إدراك رجل العلم والخير والعطاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لما يضيفه التعاون مع أكسفورد لجامعتنا هو الذي دفع سموه الكريم إلى منح الجامعة شرف تفعيل اتفاقيته مع قيادات أكسفورد الذين اشترط عليهم بذل الدعم الأكاديمي لجامعة الأمير سلطان، بهدف نظرة سموه الكريم البعيدة التي تتركز على إعطاء مزيدٍ من الدعم الأكاديمي لمركز الجامعة العلمي. وحول الذي تم في الزيارة الأخيرة التي جرت بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم الذي اهتم سموه شخصياً بتفعيل الاتفاقية، أكد رئيس الوفد مدير الجامعة الدكتور أحمد بن صالح اليماني أن (البريطانيين وافقوا على كل مطالبنا، وأصبح بوسع طلابنا أن يقضوا برنامج تعليمهم الصيفي أوالتعاوني في جامعة أكسفورد، كما سيكون هنالك تبادل للطلاب وأعضاء هيئة التدريس بين الجامعتين، وتعاون في مجال البحث العلمي، والمشاركة في تصميم برامج علمية أوتسويقية لرجال الأعمال أوللقطاع الخاص وبرامج تخصصية بالإدارة المحلية، واتفقنا على إتاحة الفرصة لبعض طلابنا ليقضوا عامهم الأكاديمي الأخير في جامعة أكسفورد لتطوير مهاراتهم وإعطائهم فرصة كسب المعرفة وتعزيز التعاون والتفاهم والتقارب بين طلاب جامعة الأمير سلطان وطلاب جامعة أكسفورد سعياً في إزالة الحواجز وإعطاء الصورة المشرقة عن طلابنا، إضافة إلى أن المتخرجين من جامعة الأمير سلطان سيجدون أبواب جامعة أكسفورد مفتوحة لهم لمواصلة الدراسات العليا بمميزات لا تتوفر لغيرهم، وهذا بحد ذاته مكسب في غاية الأهمية، فليست جامعة أكسفورد بساطاً مفروشاً لكل من أراد المنام على أسرّته الوثيرة)! اليماني الذي اعتبر المكسب من الاتفاقية، التي جرى تحديدها مبدئياً بخمس سنوات قابلة للتجديد، لجامعته كبيراً باعتبار أنه يقوي العنصر الأكاديمي للجامعة من خلال ارتباطها بجامعة عريقة تجاوز عمرها 900 عام، واسمها من دون أي تفاصيل يكفي للتعبير عن الجودة والتميز، اشترط في تحقيق تلك المكاسب أن يدرك الجهاز الأكاديمي والإداري معه بأنه لم يعد أمامه عذر بعد كل الدعم العلمي والمعنوي إلى جانب المادي الذي تلقاه أخيراً من الرجل الذي شرفت الجامعة بأن تحمل اسمه، رجل الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد.وحول ما إذا كانت جامعة الأمير سلطان بعد الاتفاقية الجديدة حددت لنفسها برنامجاً معيناً للوصول إلى مصاف الجامعات المتقدمة، أشار اليماني إلى أنه وزملاءه راضون نسبياً عما تحقق على أيديهم في الفترة الماضية بفضل الدعم الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ومتابعة الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض ورئيس مجلس أمناء الجامعة، ولكننا إن شاء الله خلال خمس سنوات قادمة وهي عمر الاتفاقية الموقعة مع جامعة أكسفورد سنكون حققنا قفزات تضعنا في مقدمة الجامعات الخليجية والعربية، ثم بعد ذلك نتطلع إلى منافسة العالمية، فطموحنا وإمكاناتنا بفضل ما نتلقاه من دعم في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين كبيرة. أما نظرة جامعة أكسفورد إلى الاتفاقية فإنها - كما يقول اليماني - (اعتبرت التجربة جديدة وأنها الوحيدة من نوعها، وهي بالقدر الذي تكون فيه جامعة أكسفورد حريصة على دعمنا علمياً وأكاديمياً هي أيضاً حريصة على سمعتها التي بنتها قروناً بعد قرونٍ، وهي أيضاً حذرة من أي شيء يمكن أن يؤدي إلى النيل من اسمها الذي تفخر به، وكان اتفاقنا معهم هو الأول من نوعه في العالم العربي، وفي العالم كله باستثناء اتفاق شبيه به أبرمته جامعة أكسفورد مع جامعة أمريكية شهيرة (جامعة برنستن)، وكان حضور مدير الجامعة السياسي لمراسم توقيع الاتفاقية أحد المؤشرات لديهم التي تدلل على تاريخية الاتفاق واهتمامهم به. ونحن بدورنا يجب أن نشعر بأن هذه فرصة ثمينة متميزة وعلينا استثمارها اليوم قبل الغد، وعلى ضوء ذلك سيتم عقد عدة اجتماعات ولقاءات مع الجهات ذات العلاقة بجامعة الأمير سلطان لوضع خطط لمدة خمس سنوات لكل قسم تحقق الاستفادة القصوى من هذه الاتفاقية المهمة. واعتبر في هذا الصدد تجربة التعليم العالي الأهلي الخيري (غير الربحي) جديرة بأن تُنمى وتوسع، فهذا النوع من التعليم كان الأول في التجربة الأمريكية ثم جاءت الجامعات والكليات الحكومية وساندته، فالتعليم العالي الأهلي غير الربحي في أمريكا على سبيل المثال سبق التعليم العالي الحكومي، حيث يعتبر تجربة ثرية بالنجاح، وها هي الجامعات الأمريكية الرائدة كانت في أصلها جامعات خيرية، أي لا تستهدف الربح، وخير مثال على ذلك جامعة هارفارد وجامعة ييل وجامعة ستانفورد وجامعة برنستن وغيرها. ويختتم اليماني تصريحاته بهذه المناسبة بشكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة وأيرلندا، الذي اعتنى بزيارة الوفد شخصياً، وهيأ له كل السبل التي أعانته على تحقيق مهمته بيسر وسهولة. تجدر الإشارة إلى أن الوفد تضمن كل من سعادة مدير الجامعة الدكتور أحمد بن صالح اليماني، والدكتور عبد الحفيظ بن محمد الفدا وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية، والأمير الدكتور ماجد بن عبد الله المشاري آل سعود عميد كلية الحاسب والمعلومات المكلف، والدكتورة كاثلين جيوم رئيسة قسم اللغة الإنجليزية بكلية البنات، والدكتور محمد حنيف أختر، الأستاذ المشارك بكلية إدارة الأعمال ومنسق الدراسات العليا، والأستاذ دانيل جيوم، مدير العلاقات الدولية.