المال والبنون زينة الحياة الدنيا. هكذا قال ربنا سبحانه وهو العليم الخبير.. فمن رزق بهما أو بأحدهما فقد أوتي من الله خيرا كثيرا يستوجب كبقية النعم التي علمناها والتي لم نعلمها الشكر والتمسك بمسببات ما يحفظها من الزوال.. والترتيب ربما يكون لتبيان الأفضلية لكني من زاوية أخرى أرى أن السياق جاء لتبيان الغاية والله أعلم؛ فبالمال تتحقق غاية البنين الصالحين المكتفين وبهما أو بأحدهما تتحقق البيئة والظروف المساعدة للباقيات الصالحات من عمل وفعل يشمل حسن الانفاق والتربية الصالحة بما يساعد على تثبيت ما شرعه الخالق. وقد أكرمني الله بأن أنعم عليّ بوردتين أشم بعبيرهما دفء أيامي الباردة.. وتستكين روحي في لمسات أيديهما الحانية.. وتبثان في قلبي المتعب أملاً في الليالي الباقية.. خلود ومنال.. اسمين لروحين بهما أشعر أن لحياتي معنى وان لمستقبل أيامي مغزى، هما هنا معي دائما تسكنان أعماق روحي.. في كياني.. تبقيان نبضات قلبي على رتمهما وجريان الدم في عروقي على قدر حركتهما.. عندما يغلبني شوقي إليهما.. استنسخ صورتيهما من أعماق أعماقي فما يسكن في جوف المرء لا يمكن أن يُرى.. وأجسدهما أمامي لأتمكن من أن أمعن النظر إليهما.. وأراهما وهما تسيران.. في كل خطوة نبض من قلبي وفي كل بسمة حياة لقلبي وفي كل ألم يلم بهما أنه تزعزع أركان قلبي. صغيرتاي قد كبرتا، وأصبحتا تناقشاني وتراجعاني وتعارضاني في كل شيء ولا أملك إلا أن استجيب لهما لأنهما في كثير من الأمور تغلباني بفكرهما وحسن تقييمهما، فأعلم أن أباهما قد كبر معهما ولم يجد في كبره بعد أن فقد أمه وأباه غيرهما تستكين روحه على لمس أيديهما ويشعر أنه وهو معهما قد ملك الدنيا في يده وضم الأمان كله في قلبه. ما أسعد إنسان يرزق ببنت تتبنى كل أمانيه وتسعى لها في بعض الوقت وله في معظم الوقت أن تحقق ما كان يحلم به فتتواصل المشاعر بينهما في كل حين ويقربان من بعضهما فحنان البنت يختلف عن أي حنان وحبها يجمع شتات أي إنسان، وقد منّ الله عليَّ بهما، إن كان في حياتي أمر جميل فبدايته منهما، وإن كان في حياتي خوف دفين فأصله منهما فبهما وعليهما تتمحور كل مشاعري.. دعواتي لمن لا تخفى عليه الخوافي أن يحفظهما من كل شر وأن يبقيهما في حياتي مشعلا للنور الذي ينير ظلمة قفر أيامي حامداً المولى عز وجل أن منّ عليَّ بهما.. والله المستعان.