خلاص.. قضي الأمر..!!

صالح السليمان

لا يمكن أن أعلق على مسألة السماح لبعض الدوليين
في هذا التوقيت لمشاركة الهلال.. إلا بما قالته العرب (سبق السيف العذل).. ترى ما الهدف من هذا القرار المتأخر بعد أن فقد الهلال الأمل وخرج من البطولة؟ هل كانت الوطنية مختفية وظهرت الآن ليكتشفوا أن الهلال يمثل المملكة في البطولة الآسيوية؟!.. هذا القرار يثير إشكالات وظنوناً أكبر وأخطر عقب صدوره بهذا التوقيت.. ولو استمر المنع لكان أفضل من عودتهم بعد أن طارت الطيور بأرزاقها..! إذا كان قرار منع دوليي الهلال هدفه مصلحة المنتخب، فلماذا تم التراجع (جزئيا) عنه الآن؟.. وإذا كان قراراً خاطئا ولم يكن هدفه المنتخب فمن المتسبب به؟ ومن الذي يقف خلفه وكبد الهلال غاليا بفقدان فرصة المنافسة على البطولة الآسيوية المؤهلة لمونديال الأندية؟
ثم كيف يستفيد الهلال من لاعبيه وقد أبعدوا عن الكرة والتمارين ثمانية أيام متتالية؟!.. ترى أين الحرص على سلامة لاعبي المنتخب بدفعهم للمشاركة في هذه المباراة دون استعداد فعلي.. ألا يتعارض هذا مع مبدأ أولوية المنتخب؟!. ثم إنهم سيغيبون عن مباراة الميناء العراقيّ.. غياب عن مباراتين ومشاركة محدودة في المباراة الثالثة ودون استعداد.. أي تخبط وعشوائية هذه؟.. ثم يقال: هذه مساندة للفريق في مهمته الآسيوية!!
في كل الأحوال على الهلاليين أن يلعبوا مباراة العين كمباراة خاصة أو مباراة رد اعتبار.. وليصرفوا عن أذهانهم البحث عن بطاقة التأهل التي طارت بعد أن أصبح مصيرهم بيد الآخرين.. وبالذات بعد ما فعله الحكم الإيراني الذي أنقذ العين من مفاجأة الميناء العراقي!
وليقتنع الهلاليون أن فريقهم خرج من البطولة.. وسبق أن كرر خروجه من البطولة القارية بظروف مشابهة.. فهذا قدرهم وليتكيفوا معه.. وأرجو ألا يفت بعضدهم أو يصيبهم بالإحباط.. لأن هذه العراقيل قديمة قدم الكرة محليا.. ولكن لم تمنع الهلال من تزعم الفرق داخليا وقاريا.. وكما قلنا ليست المرة الأولى التي يخسر فيها آسيويا بهذه الطريقة المؤسفة.. وفي وقتها لم يكن الهلال يحمل أي لقب آسيويا.. وهذا لم يمنع الهلال من تكرار المحاولة من جديد.. لينجح في اكتساح بطولات آسيا ويتزعم القارة ولا زال!
حتى المفاجأة ممنوعة!!
الهلال وهو يتعرض لهذه الظروف التي تسببت في إقصائه آسيويا.. كان هناك بعض الأمل أن تلعب نتائج الفرق الأخرى لصالحه.. ولكن يبدو أن هذا محال.. فما فعله الحكم الإيراني عندما تدخل وأنقذ العين من ورطة وقع فيها أمام الميناء العراقي الذي استأسد وتقدم بهدف وأوصد الأبواب في وجه العين ليمنح العين ضربة جزاء لا يمكن لحكم لديه ذرة ضمير وأمانة احتسابها.. لينجو العين ويقلب خسارته إلى فوز ثمين وثلاث نقاط حاسمة.. في المقال السابق كتبت أن العين فاز بضربة جزاء مشكوك بها على الميناء في مباراة الذهاب والآن تتكرر في الإياب ضربة الجزاء وبنفس الصورة وبشكل أسوأ مما يثير الشبهات.. لتتكامل كل العوامل الخارجية ضد الهلال وتقصيه رغم أنفه خارج البطولة.. ولست هنا أتحامل على العين.. فالعين حصل على ركلة جزاء ضد الهلال ولم يطعن بها أحد.. والعين الذي يحظى بدعم خيالي يحسد عليه من بلده فريق عريق وكبير ولا يتحمل مسؤولية هذه الهدايا التحكيمية الغريبة.. فاللوم يوجه إلى لجنة التحكيم الآسيوية برئاسة البحريني أحمد جاسم التي عمدت حكما واحدا ليدير مباراتين من أربع للعين!!
لجنة الاحتراف.. هل تتجرأ وتفسر ما يحدث؟
لنخرج من الآسيوية وبلاويها ونعود لنناقش شأنا داخليا يتعلق بلوائح الاحتراف المحلية.. وهي إشكالية كثيرا ما راودتني لمناقشتها والآن أتت الفرصة لذلك.. فهناك مفارقة غير مبررة في كيفية التعامل مع عقد المحترف في حال نهاية عقده مع ناديه!.. فإذا كان سن اللاعب يقل عن ال(28 عاما) واختلف مع ناديه فإنه يوضع على لائحة الانتقال لاستقبال العروض.. ويلتزم ناديه بدفع 30% من قيمة العرض المالي إذا رغب في إبقاء اللاعب في صفوفه!
في المقابل عندما يبلغ سن اللاعب (ال28) تختلف هذه الموازين والضوابط بشكل عجيب!.. وبدلا من تقييم تكلفة عقد اللاعب حسب (العروض الصريحة) المقدمة له.. تختفي نسبة ال30% لتظهر ما يدعى (المسطرة).. ومهما قيل عنها من دقة في التقييم فهو تقييم جزافي لا يستند على أية أرضية موضوعية ولا علمية ولا على أية أرقام.. بل تعتمد على المزاجية والاجتهاد وربما العاطفة! فهذه (المسطرة) لا يمكن أن تقنع أحدا ولو دعمت بالمنقلة والفرجار.
وأصلا لا مبرر للجوء لهذه المسطرة.. لأن تقييم اللاعب يمكن اعتماده بحسب العرض والطلب.. ولتقريب الفكرة سأستعين بمثال واقعي وشهير.. وهو انتقال لاعب الهلال الدوخي للاتحاد.. الهلال قدم للدوخي ثلاثة ملايين ريال لتجديد العقد.. اللاعب رفض.. وبالطبع لا يمكن أن يرفض اللاعب هذا المبلغ المغري إن لم يكن وضع في جيبه مبلغا أكبر بكثير.. وهو بالمناسبة مؤشر عملي على أن اللاعب تمت مفاوضته والاتفاق معه خلال سريان عقده مع ناديه بما يصنف كمخالفة نظامية صريحة..!
بالطبع اللاعب انتقل للاتحاد.. وحسب نسبة ال30% التي تصنف قبل (28) كحصة للاعب من العرض المقدم له.. كان من المنطق والعدل والموضوعية اعتماد هذه النسبة لتحديد حصة النادي.. وحسب عرض الهلال للدوخي.. تكون حصة الهلال من الانتقال (70%) أي سبعة ملايين ريال.. ولكن ما حدث أن حصة الهلال النادي حولها نادي الاتحاد لحساب اللاعب الدوخي (ما يقارب الثمانية ملايين ريال).. فاصطاد الاتحاد عصفورين دفعة واحدة.. أخذ اللاعب عنوة من الهلال.. وحرم الهلال حتى من قيمة لاعبه العادلة.. وأكملت اللجنة بمسطرتها الشهيرة المهزلة.. لتقيم اللاعب بمليون وثمانمائة ألف ريال. منها 30% للاعب.. فكان نصيب الهلال مليون وربع المليون فقط.
فيا بشر، ويا عالم، ويا ذوي العقول والنهى.. نادي الهلال قيَّم لاعبه بثلاثة ملايين ريال، وقال اللاعب أنت تساوي ثلاثة ملايين ريال ولا مانع من تقديمها لك، فخذها وابق في النادي، ولكن اللاعب يرفض.. وتأتي (المسطرة العمياء) لتجعل نصيب الهلال ثلث هذا المبلغ.. أي ثلث ال(30%).. وأيضا نصيب اللاعب نصف مليون ريال!.. فهل يعقل أن اللاعب الذي رفض 3 ملايين من ناديه.. سيقبل ب(نصف مليون) من الاتحاد!
إذا كانت لجنة الاحتراف تنشد العدل والأمانة والمساواة بين الأندية.. فلتطبق قاعدة (30% للاعب + 70% للنادي) بعد سن ال(28) كما تطبقها قبله.. فيقدم النادي عرضه للاعبه بشيك مصدق عن طريق اللجنة.. ثم يبقى الخيار بيد اللاعب.
وبهذا نحافظ على انسيابية اللاعبين المحترفين بين الأندية.. وفي نفس الوقت نحافظ على حقوق الأندية ونعوضها بالقيمة العادلة عن رحيل نجومها الذين تتعب في صناعتهم وإعدادهم لسنوات طوال ويأتي من يسرقهم منها بأسلوب (الحنشله).. وباتفاقات مريبة تتم تحت أستار الظلام.. ويصبحون صيدا سهلا لهذه الأندية العقيمة غير القادرة على استيلاد المواهب ومتخصصة باستيلاد الأموال.. وبهذا نقضي تماما على هذه الاختراقات التي تحدث من إغراء اللاعبين قبل نهاية عقودهم بالمبالغ الطائلة لدفعهم إلى التمرد على أنديتهم بمخالفات صريحة تدعي اللجنة أنها غير قادرة على محاصرتها بحجة صعوبة إثباتها!!
تعيش وتأكل غيرها ي(إنبي)!!
الفريق المصري (إنبي) والذي وصل للمباراة النهائية لبطولة الأندية العربية مع الرجاء البيضاوي احتج وبشدة على قرار جعل مباراة الإياب والتتويج على أرض الرجاء البيضاوي.. الأمين العام للاتحاد العربي قال: إن هذا يأتي طبقا للوائح البطولة.. (الأنبيون) لم يقتنعوا بالتبرير، وقالوا: إن اللوائح تنص على إجراء القرعة.. على كل حال الظلم الذي حدث للإنبي أقل مما حصل للهلال في البطولة التي قبلها.. عندما تورط الهلال بوجود نادي الاتحاد في نفس البطولة.. حيث تم إقرار إقامة النهائي في جدة دون اعتبار للهلال كأحد أبرز المرشحين للوصول للنهائي.. والهلال لو لم يلعب بنقص كبير في لاعبيه أمام الاتحاد بسبب تداخل البطولات.. ولو لم يتضاءل اهتمامه بالبطولة بعد إحباطه في مسألة الملاعب.. كان بالإمكان أن يصل للنهائي ويتأهل لمقابلة الصفاقسي التونسي.. وبهذا سيفرض عليه أن يلعب مباراتي النهائي خارج ملعبه في سابقة كروية لم تحصل من قبل.. ولكن الهلاليين فهموها وشعروا أن استمرارهم في البطولة غير مرحب به.. فخرجوا مرغمين منها!
ضربات حرة
* اليوم يحل ضيفا على الهلال شقيقه فريق العين وهو نادي كبير وزعيم في بلاده.. فعلى الجماهير الهلالية الترحيب به بكل روح رياضية وليظهروا بالمظهر المشرف.. وإذا كان الهلال خسر التأهل فلتقدم جماهيره الكبيرة صورة حسنة ومشرفة عنه.. وليدعموا ناديهم الأزرق مع احترام المنافس فهم أشقاء وضيوف أعزاء.. والمنافسة الكروية بين الأشقاء لا تتجاوز محيط الملعب.
* كان الهلاليون يخططون لجعل مباراة العين مباراة (تاريخية) من الناحية الجماهيرية.. ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الهلال.. وخيرها بغيرها.. والفرص قادمة.
* رئيس الهلال صرح (أن الهلال لو حظي من اتحاد الكرة بنصف الدعم الذي يحظى به العين لتأهل) لا أعلم عن مدى دقة هذا التصريح.. فالهلال لم يكن يبحث عن دعم فهذا كثير ولم ينتظره.. الهلال كان يبحث فقط عن منحه فرصة الاستفادة من لاعبيه لا غير.
* إدارة الهلال عليها عدم الاستعجال في فتح ملف اللاعبين الأجانب.. فلابد من دراسة احتياجات الفريق بدقة وترشيح الأسماء المناسبة ومتابعتها عن كثب قبل التعاقد معها.
* كان كماتشو سيشعل جدلا هلاليا حول مسألة تجديد عقده.. ولكنه حسم نهايته بيده عندما تخاذل وبدأ بالمساومة.. وبرأيي أن موسمين كافيان له، فقد قدم فيهما كل ما يملك.. وحانت فرصة تسريحه ليذهب لمن أغروه وخدعوه.. وليعلم أنه لم يكن سيتميز فنيا ويحظى بكل هذه الشهرة لو لم يكن في الهلال.
* ما يقال عن كماتشو وكامل الموسى ومفاوضة الاتحاد لهما.. الهدف منه إرباك الهلال خلال مشاركته الآسيوية!!
* الاتحاد لديه صالح الصقري ومشعل السعيد وسعد العبود وعدنان فلاتة في مركز الظهير الأيسر.. فماذا يريد بكامل الموسى؟ هل سيلعب بخمسة لاعبين في مركز الظهير الأيسر؟!
* قرار إبعاد الدوليين أثار الكثير من اللغط والاحتقان.. بسبب اعتقاد بعض الجماهير أن القرار يسهم بإبعاد الهلال عن طريق الاتحاد الذي سيلتحق في البطولة بدءاً من دور ربع النهائي.
* (رومينجيه) الرئيس الحالي لبايرن ميونخ.. طالب الفيفا بتقديم تعويضات مالية للأندية التي تقدم لاعبيها للمشاركة في المونديال مقابل الجهد الذي يبذلونه وانشغالهم عن فرقهم واحتمال تعرضهم للإصابات.. بحجة أن أنديتهم أنفقت عليهم عشرات الملايين من الدولارات.. بل دعا إلى تكوين تكتل من الأندية العالمية للضغط على الفيفا!!
* برنامج (عشاق الرياضة) برنامج تهريجي يدار بأسلوب المشجعين الذين يصيغون الأسئلة بأي شكل للوصول إلى عرض أهداف فريقهم ولاعبيهم المفضلين بأسلوب مكرر ومكشوف.. ولا أعلم ما الفائدة من هذا البرنامج حتى يظهر يوميا.
* إحدى الفضائيات أذاعت في نشرتها الرياضية أن الفيفا هدد نادي الاتحاد بمنعه من التعاقد مع اللاعبين الأجانب.. بعد أن رفع لاعب الاتحاد الكولمبي هيرنانديز شكوى للفيفا بحجة عدم استلامه لمستحقاته منذ أشهر.
* قبل ليلتين شاهدت برنامج خصص لأهداف الاتحاد وأغاني واحتفالات لم يحظ بها حتى الهلال الفائز ببطولة الكأس!.. فهل فاز الاتحاد ببطولة مؤخرا دون أن نشعر!؟ أم أن دعم الهلال والشباب آسيويا يكون باستعراض أهداف وبطولة الاتحاد الآسيوية.
* يقال إن مجموعة من نادي الشباب اختيرت للمنتخب ولكن تم تأخير التحاقهم بالمنتخب حتى نهاية مشاركة الفريق الآسيوية.. سننتظر ونرى!
* المعلق فهد العتيبي برأيي هو أفضل المعلقين الصاعدين وله مستقبل مشرق.. ولكنه جلد الهلال في مباراته مع الأوزبكي.. وجعل من النتيجة مأساوية وعار وكأنه يجهل ظروف الهلال وأنه يلعب بنقص فريق كامل!
* في برنامج (القرار) عمل استفتاء للجمهور عن مدى تأييدهم لعودة الكشف عن المنشطات محليا.. المفاجأة أن نسبة عارضت الكشف عن المنشطات!!.. فهل لهذا الرأي الغريب لهذه الفئة علاقة بما تم اكتشافه من حالات منشطات في ناديين معروفين قبل إيقاف عمل اللجنة بشكل مفاجئ في ذلك الوقت؟!