قبل اقرار نظام الاحتراف الحالي بقوانينه الموسمية المتغيرة ومسطرته الدولية المتناقضة جملة وتفصيلا مع القانون الدولي فهو يعطي الفائدة العظمى ماديا للفريق البائع فيما يستفيد الفريق «المشتري» فنيا ويظل اللاعب في منطقة وسطى ماديا وفنيا.. في حين أن مسطرتنا المعوجة تعطي صاحب الثروة الطائلة الفوائد جميعا وتوزع الفتات على الفريق المفجوع برحيل نجومه تحت طائلة الإغراءات. ولنا في رحيل الدوخي الأخير وقائع وشواهد كثيرة فاللاعب ظفر بما يفوق الأربعة ملايين ريال نقدا اضافة إلى سكن وسيارة فارهة فيما بقي ناديه الهلال تحت رحمة المسطرة في انتظار ما ستجود به من زهيد وهو في كل الأحوال اقل بمراحل ما تقاضاه اللاعب وكان من الأجدى ان قيمة ما تحصل عليه الدوخي لا يتجاوز الثلاثين في المائة من قيمة الصفقة وبلغة الأرقام يجب أن يتقاضى الهلال وفق المنظومة الرسمية اكثر من عشرة ملايين ريال ولكن هيهات.. وقبل هذا العصر كانت القوة تصب لصالح الأفضل في حين ان الاحتراف الجديد جير القوة للأغنى والأغنى فقط وللدوخي في هذا الامر وقفة وهو الذي وقع بين «مطرقة» ناديه الذي لا يرغب في بقائه وبين «سندان» الملايين الاتحادية والثلاثين من العمر وقد تأكد «بالفعل» أن الهلال في طريقه للاستغناء عنه منذ منتصف الموسم حين تعاقد مع الأحدي ياسر الياس وأخذ يعطيه الفرصة تلو الأخرى حتى في وجوده ومع اقتراب نهاية عقده بشراء عقد الشبابي عبدالرحمن العصفور باعثا برسالة مباشرة. وجاءت اتصالات الادارة الهلالية مع الدوخي وعرض الملايين الثلاثة لأمرين أولاهما الابقاء على اللاعب في حال رغبته بذلك باعتبار ان الهلال لا يستغني عن أبنائه المخلصين أو لوضع الأطراف الهلالية الأخرى أعضاء شرف وجماهير في موضع الرضا. وجاءت نظرة الإدارة الهلالية مستقبلية باعتبار ان الدوخي بلغ الثلاثين من عمره وشهد مستواه هبوطا في هذا الموسم وترتكز ميزته الأساسية في انطلاقاته الهجومية السريعة والعودة بسرعة لتغطية خانته الأساسية وهذا الامر يتطلب لياقة بدنية عالية ومرونة فائقة من الصعب توفرها في العقد الثالث. لذا فالدوخي نفسه شعر بهذا الامر واراد أن يؤمن نفسه بالثروة الطائلة فكان قراره الأخير. وعملية انتقال الدوخي تشبه إلى حد كبير عملية انتقال عبدالله سليمان فالاتحاد لن يستفيد منه الموسم القادم في أغلبه في حال ضمه للمنتخب الوطني وفي الموسم الذي يليه يكون في الثانية والثلاثين من عمره في حين أن النظرة الهلالية تعتمد على التجديد والبناء حتى على مستوى المحترفين الأجانب. لذا فلا ألوم على الأطراف الثلاثة ما دام الموضوع رتب له بالتراضي فالهلال سعى إلى التجديد والدوخي إلى الثراء والاتحاد إلى التكديس في العارضة كيف يتم تسجيل الدوخي والعصفور وعقودهما سارية دون الرجوع لنادييهما بعد قرار الرئيس العام تمديد العقود حتى نهاية الموسم الرياضي. - أكثر المتضررين من انتقال الدوخي حمد العيسى ومسفر القحطاني واللذين بحثا عن فرصة المشاركة من ثقب الابرة. - طالب بعض الاتحاديين بضم الدوخي ليكون احتياطيا لمسفر والعيسى والمولد في بعض الأحيان ويبدو ان أمانيهم قد تحققت. - الأداء القوي الذي قدمه ياسر الياس في مباراة الأهلي الماضية بعث الاطمئنان في نفوس الهلاليين واليوم أتوقع ان يظهر الياس بقوة أخرى. - الاحتراف الحقيقي يكون «بالقدوم والمغادرة» بين بيع العقود وشرائها أما ما تقوم به الادارة الاتحادية فهو تكديس غير مبرر. - كيف يتم طمس موهبة سامي شاس بكريري والواكد والعويران والشمراني والقهوجي بسويد والأجانب؟ - هل يكون الدوخي ضحية أخرى في العميد على غرار ما حدث مع مرزوق والقحطاني مسفر والعيسى والقهوجي اتمنى ألا يحدث ذلك.