ظلت الجماهير الرياضية على مدى أكثر من اسبوعين تتحدث عن انتقال حارس مرمى النصر محمد الخوجلي، لكن النصراويين نجحوا في إبقائه بعدما وافقوا على مطالبه المالية. وفجأة انتقل الحديث ليدور حول انتهاء عقد لاعب الوسط في الهلال الدولي خميس العويران لكنه لم يستغرق وقتاً طويلاً، إذ "طار" العويران وبصورة مفاجئة الى جدة، وحط رحاله في صفوف الاتحاد حيث وقّع لمدة موسمين في مقابل 5،1 مليون ريال، إضافة الى 20 ألف ريال راتباً شهرياً، وسيارة فارهة وسكن له ولأسرته. وقاد المفاوضات الاتحادية عضو إدارة النادي المليونير منصور البلوي الذي تكفل بدفع مبلغ الصفقة، ونقل العويران بطائرته الخاصة الى جدة، وحضر مراسم التوقيع مهاجم الهلال عبدالله الجمعان ولاعبا الشباب السابقان رمزي العصيمي وسعيد العويران. وعاشت جماهير الهلال ليلة أشبه ما تكون بالقصص الخيالية، لأنها لم تكن تصدق أن أحد اللاعبين يمكن أن يتخلى عن الفريق الأكثر إنجازات بين الأندية السعودية، حيث ينعمون بالدعم المالي والمعنوي، حتى أن كثيرين من لاعبي الأندية الأخرى يمنون أنفسهم باللعب في صفوف "الزعيم"، لكن خميس العويران ضرب ضربته وغادر فريق الصبا والذكريات، واتجه صوب "العميد" وكان طلب مبلغ نصف مليون ريال لتجديد عقده، لكن الإدارة الهلالية لم تحقق مطلبه بسرعة. وعلق رئيس الهلال الأمير سعود بن تركي "طلب منّا العويران قبل يومين تأمين مسكن في مقابل تجديد عقده، لكننا طلبنا تأجيل الموضوع وحصل الذي حصل، وذكر لي أن بحوزته عرضاً من أحد الأندية من دون الإفصاح عن هويته". من جهته، أوضح عبدالله الجربوع مسؤول الاحتراف في الهلال انه لم يكن يتوقع ان يتخذ العويران مثل هذه الخطوة. وكان العويران يتمنى أن يعامل بمثل ما عومل به زميله الدوخي الذي وقع في مقابل 4،2 مليون ريال، إلا أن شيئاً من هذا لم يحصل، فودع زملاءه بعد انتهاء حصة التدريب أول من أمس. وحاول الجربوع الاتصال به عندما تأكد من ذهابه لتوقيع العقد الجديد، لكن العويران أقفل هاتفه الخلوي، وتوجه الى فندق ماريوت ووقّع على كشوفات الاتحاد. وهو يعد أول لاعب سعودي يفيد من القرار الجديد الذي أقرته لجنة الاحتراف وينص على أنه "يحق للاعب الانتقال من ناديه الى ناد جديد إذ تجاوز عمره 27 عاماً من دون الرجوع الى ناديه الأصلي". وينتظر أن تحدد لجنة الاحتراف المبلغ الذي سيدفعه الاتحاد للهلال في مقابل توقيعه. ويرفض الاتحاديون التطرق الى قيمة المبالغ التي دفعوها الى العويران لئلا يضطروا الى زيادة حصة التعويض للهلال والمقررة رسمياً بنسبة 15 في المئة من قيمة الصفقة، وينتظر ان تشهد الأيام المقبلة نقاشات هلالية - اتحادية كثيرة وبيانات صحافية من الجانبين. ويؤكد الهلاليون ان الاتحاديين لم يدخلوا البيوت من أبوابها، وأنهم استغلوا مفاوضات العويران مع ناديه وأتوا من الصفوف الخلفية و"خطفوه"، في الوقت الذي أعلن الهلاليون قبل شهرين أن مفاوضاتهم مع لاعب وسط الاتحاد سامي شاص لن تتم من دون علم إدارة ناديه، وأن الأمور لن تحاك في الخفاء. وسترمي هذه القضية بظلالها على العلاقة بين الناديين، خصوصاً أنهما يعدان من الأندية ذات العلاقة الجيدة. لكن الاتحاديين يرون أن العويران هو الذي عرض نفسه عليهم، وأن المفاوضات تمت وفق الأنظمة المعمول بها، وأنه سيخاطب الهلال حول المبلغ الذي سيتقاضاه في مقابل الصفقة. وفي حال تعثرت المفاوضات الهلالية - الاتحادية، فستحال القضية الى لجنة الاحتراف التي ستطبق نظام "المسطرة الدولي" الذي يقوم بتحديد سعر اللاعب وفق عمره وراتبه، وينتظر أن يحصل الهلال على مبلغ مليون ريال في ضوء هذه المعادلة. وصبّت جماهير الهلال غضبها على إدارتها، وحمّلت فهد المصيبيح المشرف على كرة القدم مسؤولية التفريط بالعويران، وأكدت أنه لم يبد الاهتمام لمطالب اللاعب، بل إن البعض منهم طالبه بالتنحي لأنه تسبب في إبعاد عدد من لاعبي الفريق، وأن الأيام المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت إذا استمر المصيبيح مشرفاً على الكرة. وتخشى الجماهير الزرق ان ينفلت عقد لاعبيها بعد العويران، خصوصاً أن لائحة اللاعبين المنتهية عقودهم تضم الحارس حسن العتيبي ويوسف الثنيان الذي هدد بترك الهلال، والمهاجم عبدالله الجمعان الذي يعد من أفضل المهاجمين السعوديين، لكن رئيس الهلال طمأن جماهيره أن العتيبي والثنيان سيوقعان ولن يغادرا. وكان العويران بدأ مسيرته مع الهلال شبلاً ثم شاباً الى أن وصل الى الفريق الأول وسجل نجاحاً ملحوظاً في مركز لاعب الوسط المدافع، وانضم الى صفوف المنتخب، وحقق مع الهلال عدداً من الإنجازات. أما الجانب المظلم في مسيرته، فيتضمن إيقافه مرتين من قبل اتحاد اللعبة، الأولى قبل بطولة القارات الرابعة 1999 لمدة ستة أشهر، ثم شطب نهائياً العام الماضي بعدما قام بتصرف لا يليق بالروح الرياضية إثر عودة الهلال من سورية، لكنه أفاد من عفو أصدره الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، وعاد من جديد الى "الأزرق" و"الأخضر" وشارك في المباراة الأخيرة للمنتخب أمام تايلاند التي أهلته الى نهائيات المونديال للمرة الثالثة على التوالي. ويعد العويران ثاني لاعب هلالي يغادره بهذه الطريقة، بعد فهد الغشيان الذي انتقل الى صفوف النصر قبل موسمين. في المقابل، أثبت الاتحاد أنه النادي الأغنى بين الأندية السعودية، وقد سبق له الفوز بصفقة مرزوق العتيبي لقاء 9 ملايين ريال.