ثمة سؤال يطرح نفسه.. هل الطفل ليس في حاجة إلى الكتاب إلا بعد دخوله المدرسة؟ إن الإجابة عن هذا التساؤل تحتاج إلى وقفة بل إلى وقفات!! وأعلم علم اليقين أنني لن أعطي هذا التساؤل حقه في الإجابة ولكنني سأتطرق إليه بجهد المقل مستعينا بالله ثم بخبرتي التربوية المتواضعة. بلا ريب فإنه من الضروري أن توفر الأسرة بعضا من الكتب الخاصة بالطفل، التي تقترب من الألعاب في أشكالها، وتكثر فيها الرسوم الملونة الجذابة بحيث تكون متناسبة مع عمره الزمني وفي الوقت ذاته تلبي حاجاته ورغباته!! ويا حبذا لو شجع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة في غرفته أو في أي مكان آخر في المنزل بحيث تكون في متناول يده ويترك للطفل الحرية في اختيار ما يناسبه من كتب ومجلات وأشرطة مرئية مع إيجاد شاشة عرض وجهاز (فديو) قريب من المكتبة طبعا في مراقبة من والده أو والدته أو من يقوم برعايته وتربيته ومتابعته، مع ملاحظة عدم إجباره على اختيار كتب أو مجلات أو أشرطة معينة كما يجب ملاحظة عدم وضع تلفاز خاص في غرفته نومه لأنه في هذه الحالة سوف يشاهد بدلا من أن يقرأ كتابا قبل النوم وهذا بلا شك سيجعل العلاقة بين الطفل والكتاب علاقة قوية ومتينة ومحببة لديه تسهم بشكل فعال في تنمية حبه للقراءة والإطلاع وهذا ما نهدف ونسعى إليه، كما أن هذه المكتبة الصغيرة في بدايتها قد تشجع الأسرة ككل للتفاعل معها والاستفادة منها وبهذا نحقق عدة فوائد منها تشجيع الطفل ومنها ترغيب البقية في حب القراءة والإطلاع الذي أصبح شبه معدوم في بيوتنا وإن وجد فإنه قد يقتصر على قراءة الصحف اليومية الذي قد يكون متوقفا على العناوين الكبيرة وربما وفي حالات كثيرة على الصفحات الرياضية فقط!! كما ينبغي استغلال الهوايات المحببة لدى الطفل في تنمية حبه للقراءة مثل الألعاب الإلكترونية وألعاب الفك والربط وجهاز الحاسوب من خلال الرسم والكتابة والألعاب الرياضية مثل كرة القدم وغيرها.