استبدل الكثير من الأطفال اليوم القراءة والاطلاع بهوايات أخرى كألعاب الفيديو والأفلام التي تؤثر سلبا على الصحة. وحول غرس حب القراءة في نفوس الأبناء منذ الصغر وتعويدهم عليها يتحدث الاستاذ راشد بن محمد الشعلان من مركز اشراف الوسط التربوي فيقول: (يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة في نفس الطفل وتربيته على حبها حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة حيث اثبتت الأبحاث ان هناك ترابطا بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي. وعن أهمية القراءة يقول الاستاذ الشعلان ان القراءة تفيد الطفل في حياته فهي توسع دائرة خبراته وتفتح أمامه أبواب الثقافة وتحقق له التسلية والمتعة, بل وتكسبه حسا لغويا أفضل وتعطيه قدرة على التخيل وبعد النظر وتنمي لديه ملكة التفكير السليم وترفع مستوى الفهم لديه حتى يستطيع حل المشكلات التي تواجهه. أساليب ترغيب القراءة للطفل القدوة القارئة: يذكر الاستاذ راشد الشعلان انه اذا كان البيت عامرا بمكتبة ولو صغيرة, تضم الكتب والمجلات المشوقة, وكان أفراد الأسرة ولا سيما الأب والأم من القارئين والمحبين للقراءة, فان الطفل سوف يحب القراءة والكتاب. فالطفل عندما يرى أباه وأفراد أسرته يقرأون, ويتعاملون مع الكتاب, فانه سوف يقلدهم, ويحاول ان يمسك بالكتاب وتبدأ علاقته معه. وننبه هنا الى عدم إغفال الاطفال الذين لم يدخلوا المدرسة ونتساءل: هل الطفل ليس في حاجة الى الكتاب إلا بعد دخوله للمدرسة؟ ويرى المختصون ان تدريب الطفل الذي لم يدخل المدرسة على مسك الكتاب وتصفحه ضروري جدا. كما انه من الضروري ان توفر له الأسرة بعضا من الكتب الخاصة به, والتي تقترب من الألعاب في أشكالها, وتكثر فيها الرسوم والصور. 2 توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل: هناك مكتبات ودور نشر أصبحت تهتم بقراءة الطفل, واصدار ما يحتاجه من كتب ومجلات وقصص, وهذا في دول العالم المتقدم, اما في العالم الثالث, فما زالت كتب الطفل ومجلاته قليلة, ولكنها تبشر بخير. ولا شك ان لهذه الكتب والمجلات والقصص شروط منها: ان تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الطفل, ان تناسب العمر الزمني والعقلي للطفل, ان تلبي احتياجات الطفل, ان تتميز بالاخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة. ولقد تفننت بعض دور النشر, فأصدرت كتبا بالحروف البارزة, وكتبا على شكل لعب, وكتبا يخرج منها صوت حيوان اذا فتحت. هذه كلها تساعد على جذب الطفل للقراءة. 3 تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له: تضم الكتب الملونة, والقصص الجذابة, والمجلات المشوقة, ولا تنس اصطحابه للمكتبات التجارية, والشراء من كتبها ومجلاتها, وترك الاختيار له, وعدم اجباره على شراء مجلات او كتب معينة, فالأب يقدم له العون والاستشارة فقط, لتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعال. 4 التدرج مع الطفل في قراءته: لكي نغرس حب القراءة في الطفل ينبغي التدرج معه, فمثلا كتاب مصور فقط, ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة صورة وكلمة فقط, ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة كلمتان, ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة سطر وهكذا. 5 مراعاة رغبات الطفل وميوله: وهي من أهم الأساليب لترغيبه في القراءة, فالطفل مثلا يحب قصص الحيوانات وأساطيرها, ثم بعد فترة يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات وهكذا. 6 المكان الجيد للقراءة في البيت: لا بد من تخصيص مكان جيد ومشجع للقراءة في بيتك تتوافر فيه الإنارة المناسبة والراحة الكاملة لطفلك, كي يقرأ ويحب المكان الذي يقرأ فيه والبعض يغري طفله بكرسي هزاز للقراءة فقط. 7 خصص لطفلك وقتا تقرأ له فيه: عندما يخصص الأب او الأم وقتا يقرأ فيه للطفل القصص المشوقة, والجذابة حتى ولو كان الطفل يعرف القراءة, فانه بذلك يمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة في نفس طفله. وهذه بعض التوصيات للقراءة لأطفالك: حاول ان تقرأ لأطفالك أي كتاب او قصة يرغبون بها, حتى ولو كانت تافهة, او مكررة وقد تكون أنت مللت من قراءتها, ولكن عليك بالصبر حتى تشعرهم بالمتعة في القراءة. لابد من ان تكون القراءة المعبرة وتمثيل المعنى ولتكن نوعا من المتعة, مع استعمال أصوات مختلفة. مناقشة أطفالك فيما قرأته لهم, وطرح بعض الأسئلة ومحاورتهم بشكل مبسط. وحاول ان تكون هذه القراءة بشكل مستمر, كل أسبوع مرتين على الأقل, ويمكن ان تقرأ القصة على الأطفال مجتمعين, ثم يمثلونها ويلعبون أدوار شخصياتها. ان جلسات القراءة المسموعة, تجعل الأطفال يعيشون المتعة الموجودة في الكتب, كما انها تساعدهم على تعلم وفهم لغة الكتب. 8 استغلال الفرص والمناسبات: من أهم الأمور التي ينبغي على الأب ان يدركها, فالمناسبات والفرص التي تمر بالأسرة كثيرة, ونذكر هنا بعض الأمثلة, لاستغلال الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة. استغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل. وكذلك عندما ينجح او يتفوق في دراسته. استغلال المناسبات الدينية, مثل الحج والصوم, وعيد الأضحى, ويوم عاشوراء, وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات, والقراءة له, وحواره بشكل مبسط والاستماع لأسئلته. استغللا الفرص مثل: الرحلات والنزهات والزيارات, كزيارة حديقة الحيوان, واعطاء الطفل قصصا عن الحيوانات. وحواره فيها, وما الحيوانات التي يحبها, وتخصيص قصص مشوقة لها, وهناك فرص أخرى مثل المرض وألم الأسنان, يمكن تقديم كتيبات وقصص جذابة ومفيدة حولها. استغلال الإجازة والسفر: من المهم جدا ألا ينقطع الطفل عن القراءة, حتى في الإجازة والسفر, لأننا نسعى الى جعله ألا يعيش بدونها, فيمكن في الإجازة ترغيبه في القراءة بشكل أكبر, وعندما تريد الأسرة مثلا ان تسافر الى مكة او المدينة او أي مدينة أخرى يستغل الأب هذا السفر في شراء كتيبات سهلة, وقصص مشوقة عن المدينة التي سوف تسافر الأسرة لها, وتقديمها للطفل او القراءة له قراءة جهرية, فالقراءة الجهرية ممتعة للأطفال, وتفتح لهم الأبواب, وتدعم الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة, وسوف تكون لهم القراءة الممتعة جزءا من ذكريات طفولتهم. 9 استغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة: جميع الأطفال لهم هوايات يحبونها, منها مثلا: الألعاب الإلكترونية, تركيب وفك بعض الألعاب, قيادة الدراجة, الرسم, الحاسب الآلي, كرة القدم, وغيرها من الألعاب. لذا عليك توفير الكتب المناسبة, والمجلات المشوقة, التي تتحدث عن هواياتهم, وثق أنهم سوف يندفعون الى قراءتها, ويمكن لك ان تحاورهم فيها, وهل يرغبون في المزيد منها؟ ولا تقلق اذا كانت هذه الكتب تافهة, او لا قيمة لها في نظرك. فالمهم هنا هو تعويد الطفل على القراءة, وغرس حبها في نفسه. 10 قراءة الطفل والتليفزيون: ان كثرة أجهزة التلفزيون في المنزل, تشجع الطفل على ان يقضي معظم وقته في مشاهدة برامجها, وعدم البحث عن وسائل للتسلية, اما مع وجود جهاز تلفزيون واحد, فان الطفل سوف يلجأ الى القراءة بالذات حين يكون فرد آخر في أسرته يتابع برنامج لا يرغب الطفل في متابعته. وإياك ان تضع جهاز تلفزيون في غرفة نوم طفلك لانه سوف ينام وهو يشاهده بدلا من قراءة كتاب قبل النوم. وكلما كبر طفلك وازدحمت حياته, وزاد انشغاله فان وقت ما قبل النوم, يصبح هو الفرصة الوحيدة للقراءة عنده, لذا احرص على غرس هذه العادة في طفلك. 11 حاول ان تلعب مع أطفالك: هناك ألعاب يمكن ان تلعبها مع طفلك ليحب القراءة كثيرة جدا, وكن اختر منها الألعاب المشوقة والمثيرة, وهناك ألعاب يمكن ان تبتكرها أنت, مثل: أكتب كلمات معكوسة وهو يقرأها بشكل صحيح, وأبدأ بكتابة اسمه هو بشكل معكوس فمثلا اسمه (سعد) اكتب له (دعس) واطلب منه ان يقرأه بشكل صحيح وهكذا. ومن الألعاب: ان تطلب منه ان يقراء اللوحات المعلقة في الشوارع, وبعض علامات المرور, كعلامة (قف). ومن الألعاب التي يمكن ان تبتكرها لطفلك, يمكنك كتابة قوائم ترغب في شرائها من محل التموينات, واجعل طفلك يشطب اسم الشيء الذي تشتريه. ومن الألعاب القرائية: ألصق بعض الأحرف الممغنطة على الثلاجة وأكتب بها بعض الكلمات وأطلب من طفلك قراءتها ثم دعه يكتب هو.