ذكر أحدهم أن القدرة في التخصص الأكاديمي هي المعيار الأهم الذي يجب الأخذ به عند المفاضلة بين الراغبين في التدريس، أما القدرة التربوية فقد اعتبرها مهارة ثانوية يمكن اكتسابها لاحقاً مع ممارسة التدريس.. كان يمكن اعتبار هذا الطرح رأيّاً شخصياً خاصاً لو لم يكن صاحبه ممن يهمنا طروحاتهم، نعم، القدرة التخصصية ركن رشيد في عالم التدريس ولكن هذه القدرة لا قيمة لها على الإطلاق إن لم يدعمها عمل تربوي مهني ينطلق من فهم عميق لجوهر العملية التربوية التعليمية. من جهة أخرى واجه تعليمنا نقداً وصل حد التقليل من مهنية التربويين ومن قدرتهم على التغيير والتطوير.. نحن اليوم متفاؤلون بوجود نخب سعودية تربوية خبيرة ومتخصصة تسهم في قيادة وتطوير تعليمنا. فمن هؤلاء من تخصص في مجال (الإدارة التعليمية) فأسهم في إدارة تعليمنا، ومنهم من تخصص في مجال (المناهج) فأسهم في تحديد محتوى ما نعلمه لطلابنا، ومنهم من تخصص في (طرق التدريس) فأرشدنا كيف نعلم طلابنا، ومنهم من تخصص في (التقويم والاختبارات) فقام ببناء مقاييس تربوية مقننة، ومنهم من تخصص في (اقتصاديات التعليم) فعالج قضايا التعليم الاقتصادية، ومنهم من تخصص في (تقنيات التعليم) وعمل مع خبراء التكنولوجيا ليطور وسائط تعليمية حديثة، ومنهم من تخصص في (علم النفس) فأسهم في تطوير فهمٍ أفضل لسلوك وتعلم الطالب.. نخبنا التربوية المتخصصة يدركون تحدياتنا التربوية ويعرفون كيف يمكن تجاوزها، وسوف ترون.