افتتح في قصر اليونيسكو ببيروت امس المؤتمر الثقافي العربي الذي يقام تحت عنوان تطلعات الثقافة والفنون لما بعد العام الفين بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة عسير ضيف المؤتمر وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس وفد المملكة العربية السعودية الى المؤتمر. وقد القيت في الجلسة الافتتاحية كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد التي هنأ فيها المملكة العربية السعودية لاختيار عاصمتها الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م. واستعرض في كلمته التي القاها نيابة عنه في المؤتمر الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون الاجتماعية والثقافية ضو علي سويدان انطلاقة العمل الثقافي العربي منذ تأسيس البيت العربي الجامع بالاعلان عن ميثاق جامعة الدول العربية في الثاني والعشرين من شهر مارس 1945م حيث انشئت معها ادارة الثقافة ثم التوقيع على الاتفاق الثقافي العربي وبعد ذلك قيام جامعة الدول العربية بابرام ميثاق الوحدة الثقافية العربية عام 1946م وفي العام 1970 وانشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تجسيدا للارادة العربية في بناء صرح مشروعها الثقافي والفكري والمعرفي الذي هو المدخل لكسب معركة الرهان الحضاري. واكد عراقة الثقافة العربية وسعة امتدادها وعطائها المتنامي على الصعيد الانساني مشيرا الى انها كانت واحدة من ثقافات قليلة اخذت الصفة العالمية قبل هذا العصر الحديث. ولفت الى ما تشهده الثقافة العربية حاليا من تحديات جمة واولها تحدي الذات والقدرة على الذهاب نحو المستقبل اي مواكبتها لعصر العولمة. بعد ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز كلمة المملكة في المؤتمر تقدم فيها بخالص التحية والمحبة والوئام من ارض المحبة والسلام التي أنزل الله تعالى على ارضها اخر رسالاته على خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم. ونقل في كلمته خطاب حب ورسالة مودة صادقة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وحكومته الرشيدة وادباء ومثقفي وشباب المملكة العربية السعودية الى لبنان الشقيق قيادة وحكومة وشعبا وثقافة وحضارة عربية اصيلة والى كل الاشقاء العرب. وقال سموه: ان عاصمة ثقافتكم لهذا العام رياض العروبة تعكف من خلال برنامج حافل بالنشاطات الثقافية على رسم أسس مشروع عربي موحد للثقافة العربية القادمة تهدف من خلاله الى رسم ملامح المشاركة العربية القادمة والفاعلة بمشيئة الله تعالى في الثقافة والحضارة الانسانية وننتظر منكم ايها الاشقاء الكرام الاسهام بمرئياتكم في هذا المشروع الثقافي العربي للخروج به وثيقة تاريخية تتحدد من خلالها ملامح مستقبل الثقافة العربية مع ثقافات شعوب العالم . واشار الى الاعلان مؤخرا عن جائزة الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله للثقافة والابداع وتم تشكيل لجنة من الخبراء المختصين لوضع أسس ولوائح مشروع الجائزة. ورأى سمو الامير نواف بن فيصل بن فهد ان ما تحقق للامة العربية والاسلامية في القرون الماضية من منجزات حضارية وثقافية مادية ومعنوية يجب ان يكون حافزا ودافعا للدخول الى سباق العالم الى تنمية حضارته وثقافته والمشاركة في المنظومات العالمية التي تتكتل وتتضامن من اجل قوة اكبر ومقدرة اكثر تتجاوز بها انتظار الزمن ودورته. واوضح سموه ان تعدد وسائل الاتصال ووسائطه من اقمار صناعية واجهزة حاسب آلي متقدمة وتقنية متعددة لنقل المعلومات قد اوجدت جميعها حربا على المسافات الزمنية والمكانية وقاربت بين شعوب العالم الى درجة فاقت ما كان يفكر به اكثر المتفائلين بتطور الثقافة العالمية. واضاف سموه ان ذلك يحتم على كل الاجهزة المعنية بالثقافة والحضارة في العالم العربي اعادة النظر في التخطيط للتنمية الثقافية والحضارية اخذين في الاعتبار ان هذه الوسائل والوسائط نتيجة تجربة معرفية للشعوب والحضارات التي صنعتها وانجزتها واننا كمستخدمين لها يجب ان ندرك هذه الحقيقة ونتعامل معها بوعي نتجاوز به اخطارها ان وجدت لا ان نرفضها بدعوى الخوف منها ومن تأثيراتها السلبية المحتملة. واكد سمو الامير نواف بن فيصل بن فهد ان امة كانت اول تعاليم دينها الدعوة الى العلم جديرة بان تكون في مقدمة الامم تقدما ونموا وجديرة بان تحمل مشاعل ركب الحضارة والثقافة وحري بها ان تتجاوز صغائر امورها الى كبائرها. واعرب سموه في ختام كلمته عن شكره لدولة لبنان الشقيق حكومة وشعبا ومؤسسات على تنظيم هذا المؤتمر واستضافته متمنيا للمشاركين فيه التوفيق والنجاح. كما ألقى نائب رئيس مجلس النواب اللبناني كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد فيها ان الثقافة ليست هدر سنوات في بحور الشعر وعاموديته أو أفقية القصيدة أو لغة النثر بل ان الثقافة ترتكز على اطلاق حركة الابداع والكتابة والفنون والمسرح وكل ما من شأنه ان يبني حياة المجتمعات وتطورها. وقال ان تطور التقني والعولمة التي فتحت الأبواب على مصراعيها للتواصل بين أبناء البشر في كافة الأقطار والاطلاع والتفاعل فيما بينها حتى بات العالم كأنه مدينة واحدة يضعنا أمام خيارات ومسؤوليات ثقافية أساسية هامة. وأكد أن الاجتهاد لرقي حضارتنا وقيمنا وتراثنا وابراز هويتنا والافادة من شبابنا المنتشر في جميع مختبرات العالم وجامعاته ومؤسساته المبدعة للاختراعات هو الذي يحصننا من أن نكون استهلاكيين ومهمشين في الألفية الثالثة ويدفعنا لأن نكون فاعلين في رسم الثقافات التي تدور حول الانسان ومصالحه وقيمه ومعاليه. واعتبر مشاركة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير من خلال المعرض والأمسية الشعرية نسمة ثقافية تحمل في طياتها أصالة عربية مؤكدا الحاجة الى اطلاقها في كل أرجاء العالم العربي حتى لا يبقى العرب مغربين عن جذورهم وثقافتهم وحضارتهم ايضا. وتابع قائلا: إننا نثمن عاليا هذا الحضور الذي يعكس صدق العلاقة ومتانتها بين المملكة العربية السعودية ولبنان, فالمملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا ما كانوا يوما إلا منحازين الى لبنان في محنته وفي نضاله وفي مسيرة سلمه الأهلي وكانوا دائما الداعم لحقه في كل محفل عربي ودولي واليد الكريمة التي بلسمت جراحه والمبادرة الى اطلاق ورشة الانماء والاعمار فيه عدا انها احتضنت اللبنانيين العاملين فيها فكانوا القرش الأبيض للايام السوداء التي مر فيها بلدنا لبنان.