اخلى الجيش الاسرائيلي امس السبت احد مواقعه في مزارع شبعا على مثلث الحدود بين لبنانوسوريا واسرائيل، كما اكد لفرانس برس احد سكان هذه المزارع المتنازع عليها. واكدت نهاد عواد التي وصلت الى كفر شوبا على ظهر بغل بعد ان امضت اربع ساعات ونصف الساعة على الطريق: جمع الاسرائيليون تجهيزاتهم وذخائرهم في موقع ما زالوا يحتفظون به على هضبة تعلو مزرعة بسطرة وانسحبوا الى مسافة تنخفض نحو ثلاثة او اربعة كيلو مترات عن هذا الموقع . من جهة أخرى منع الجيش الاسرائيلي أمس السبت المدنيين والصحافيين من الوصول الى الحدود مع لبنان معتبرا هذا القطاع منطقة عسكرية مغلقة لمدة شهر، كما أفاد صحافي لوكالة فرانس برس. وأظهر الجنود أمرا خطيا للمصورين والصحافيين الذين كانوا يريدون الاقتراب من نقطة العبور التي يطلق عليها اسم بوابة فاطمة الواقعة قرب بلدة المطلة الاسرائيلية الحدودية ومنعوهم من الاقتراب من السياج, وأوضح العسكريون أن هذا الاجراء سيسري لمدة شهر مترجمين بذلك الأمر المكتوب بالعبرية. ولم يقدم العسكريون أي ايضاح لأسباب هذا الاجراء في حين كان بإمكان الصحافيين الاقتراب من السياج منذ الانسحاب العسكري الاسرائيلي فجر يوم الاربعاء الماضي. وعلى الجانب الآخر من الحدود بدأت قوة الطوارىء الدولية العاملة في جنوبلبنان أمس السبت في منع اللبنانيين من الوصول الى الحدود مع اسرائيل للحيلولة دون حدوث أي استفزازات ضد الجنود الاسرائيليين. ووضعت القوة آليتين مصفحتين قطعتا الطريق الذي يؤدي الى بوابة فاطمة التي كانت احدى البوابتين المفتوحتين في الاتجاهين خلال الاحتلال الاسرائيلي لجنوبلبنان. وقال ضابط في مقر قوة الطوارىء لوكالة فرانس برس ان اجراءات اتخذت لمنع أي اتصال مباشر على الحدود أو أي عمليات استفزاز وخصوصا عند بوابة فاطمة . واضاف ان القوة تسيّر للهدف نفسه دوريات على طول الحدود. ومنذ انتهاء الانسحاب الاسرائيلي تدفق اللبنانيون ومن بينهم انصار حزب الله على الحدود رافعين أيديهم بعلامة النصر. هذا وقال مراسل ل رويترز إن قوة لحفظ السلام في لبنان نشرت أربع ناقلات جنود مدرعة والعشرات من جنود حفظ السلام عند بوابة فاطمة حيث يتجمع لبنانيون يوميا منذ انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان هذا الأسبوع. هذا ومن ناحيته صادق ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي على الخطط القتالية التي سيعمل بهاالجيش الاسرائيلي في حال تعرض اسرائيل لاعتداء من الأراضي اللبنانية. وقال داني ياتوم رئيس الهيئة السياسية والأمنية في ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي في حديث اذاعي صباح أمس ان الجيش لن يدخل الأراضي اللبنانية مجددا في مثل هذه الحال, مشيرا الى ان لدى اسرائيل أساليب أخرى للعمل دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وأكد ياتوم على أن اسرائيل لا تهدد بأنها سترد بكل ما لديها من قوة وانما تكتفي بالاشارة الى أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي, ليسمع ذلك كل من حزب الله ولبنانوسوريا. وعلى صعيد آخر استبعد الجنرال احتياط أورى ساجي رئيس الطاقم الاسرائيلي في مفاوضات السلام مع سوريا استئناف هذه المفاوضات خلال الأسابيع المقبلة,, مضيفا في مقابلة اذاعية صباح أمس انه يجب متابعة التطورات التي ستشهدها الأسابيع القادمة لمعرفة انعكاسات خروج القوات الاسرائيلية من الجنوباللبناني. كما أكد الجنرال ساجي أن استمرار التواجد السوري في لبنان اصبح مهددا بعد الانسحاب الاسرائيلي. وفي نبأ لاحق أفاد مراسل فرانس برس ان جنديا اسرائيليا أطلق امس السبت طلقة صوتية تحذيرية على الحدود اللبنانية الاسرائيلية بعد أن قام عشرات من المدنيين وبينهم أنصار من حزب الله برشق حجارة على مركز اسرائيلي للحراسة. ولم يستخدم الجندي الاسرائيلي سلاحه الحربي واطلق الطلقة من آلة تعطي دويا قويا في محاولة لابعاد نحو 200 لبناني من بينهم فتيان رشقوا بالحجارة مركزا للحراسة على الجهة الأخرى من الحدود. وكان عشرات الشبان يحمل بعضهم آلة تصوير ويرفع آخرون أعلام حزب الله تمكنوا من الالتفاف على حاجز لقوات الطوارىء الدولية ووصلوا الى بعد أمتار قليلة من الشريط الشائك على الحدود الدولية وألقوا حجارة وعصيا باتجاه سيارة عسكرية اسرائيلية كانت تعبر.