أعلن رئيس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية الدكتور سليم الحص أن لبنان "يجري تحقيقاً وتدقيقاً في شأن سقوط قذائف إسرائيلية أول من امس داخل الأراضي اللبنانية على بعد مئتي متر من الشريط الشائك قرب مزارع شبعا، قبل أن يتخذ الإجراء المناسب"، مشيراً الى أن "هذه الأمور تناقش عادة مع القوات الدولية". وكان الحص التقى في وزارة الخارجية رئيس الفريق اللبناني للتحقق من الخروق الإسرائيلية العميد الركن امين حطيط واطلع منه على المراحل التي تمت في التثبت من الحدود وإزالة هذه الخروق. وهنأ الحص فريق الخبراء في الجيش اللبناني "الذي عمل جاهداً لإزالة الخروق الإسرائيلية لخط الانسحاب الإسرائيلي". وأثنى على "مثابرة الفريق اللبناني في العمل من أجل انتزاع الحق اللبناني ورفض كل المناورات التي حاولت إسرائيل القيام بها". وأبدى الحص ارتياحه "الى النتائج التي توصل إليها الفريق من خلال عمله الدؤوب طيلة أكثر من شهرين". وفي شأن وضع الحدود بين لبنان وإسرائيل أعلن الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية في لبنان تيمور غوكسيل أن "أمن الحدود مع إسرائيل من مسؤولية الدولة اللبنانية بالدرجة الأولى ومن واجب الأممالمتحدة مساعدتها في مهمتها". ونقلت وكالة فرانس برس عنه قوله إن "القوات الدولية ليست حرساً للحدود ولا يمكن بالتالي أن تكون مسؤولة عن حدود دولة وأمة مستقلة. وحراسة الحدود واجب وطني وليس دولياً". وأضاف في إشارة الى الانتقاد الذي وجهه نائب وزير الدفاع الإسرائيلي افرايم سنيه الى الأممالمتحدة لعدم منعها رشق الحجارة من الجانب اللبناني للحدود "أن أحداً لا يمكنه أن يزعم أن القوات الدولية يجب أن تتولى وحدها أمر الحدود، فالقراران 425 و426 الصادران عن مجلس الأمن الدولي واضحان وينصان على أن مهمتنا مساعدة الدولة اللبنانية على إعادة فرض سلطتها". وقال: "إننا مستعدون لتقديم المساعدة لكن لا يمكن أن نحل محل الدولة اللبنانية، وللحفاظ على الأمن وفرض احترام القانون يجب أن تعمل معنا قوى شرعية لبنانية، الشرطة، الدرك. على لبنان أن يأخذ القرار وعندها نستطيع المساعدة". وأوضح أن انتشار قوات الطوارئ الدولية في جنوبلبنان يتم "بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، ولسنا نحن من يقرر الانتشار أم لا، فهو قرار يتخذ بالاتفاق مع السلطات اللبنانية". وفي وقت واصلت القوة الأمنية اللبنانية المشتركة تسيير دورياتها في المناطق المحررة وعملت قوات الطوارئ الدولية على إزالة ألغام في تلة الحمامص المواجهة لمستعمرة المطلة وتفجير بعضها، ذكرت معلومات من المنطقة أن جرافة اسرائيلية اجتازت الحدود اللبنانية أمس قرب مستعمرة المطلة، وعملت على نقل تربة غير صالحة وردميات الى الأراضي اللبنانية في ظل حراسة آلية عسكرية من نوع "كمنكار" وخمسة جنود. وأفادت وكالة "فرانس برس" أن "الجيش الإسرائيلي قام أمس بإجراءات حماية في أرض لبنانية محاذية للحدود". وأشارت الى أن جرافة إسرائيلية عبرت صباحاً عائقاً حديدياً تقيمه إسرائيل في سهل مرجعيون المواجه لبلدة المطلة الإسرائيلية، وقامت بفلش كمية من الرمال على مساحة بعرض ستة أمتار وطول مئات الأمتار على طول الحدود، وأن دورية إسرائيلية كانت تراقب عمل الجرافة من داخل الأراضي الإسرائيلية". ونقلت "فرانس برس" عن خبراء "أن القوات الإسرائيلية ستتمكن بذلك من مراقبة آثار الأقدام أو العربات من الجانب اللبناني". وفي الجهة المقابلة، قرب بوابة "فاطمة"، واصل اللبنانيون الذين يزورون المنطقة إلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين. وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن "جندياً إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة أمس بعدما تعرض للرشق بالحجارة أدخل على أثرها الى المستشفى لمدة وجيزة". وأمس تمكن عدد من الفلسطينيين قدموا من الداخل من الوصول الى الشريط الشائك عند بوابة فاطمة وقابلوا فلسطينيين آخرين جاؤوا من الجانب اللبناني، من خلف الأسلاك، إلا أن الجنود الإسرائيليين أبعدوهم عن المكان بعد نحو ثلاث دقائق على وصولهم.