بيروت - "الحياة" - القدسالمحتلة - ا ف ب - تراجعت اسرائيل، الأولى بعد ظهر أمس، عن "الخط الأزرق" الذي انتهكته في منطقة موقع العبّاد. وانسحب الجنود ومعهم جزء من الاسلاك الشائكة التي احاطوه بها أمام عدسات المصورين الصحافيين الموجودين في المنطقة عندما شاهدوا دورية لقوات الطوارئ الدولية متجهة الى المكان من مسافة بعيدة لمعاينة الانتهاك. وتمكن الصحافيون ومواطنون من ابناء المنطقة، على الأثر، من الوصول الى سطح المقام من الجانب اللبناني، علماً أن قسماً من الشريط الشائك الذي استحدثته اسرائيل لا يزال متجاوزاً للخط الأزرق. وذكر شهود عيان ان دورية من قوات الطوارئ، تفقدت الموقع من الجانب اللبناني، ولما علم الاسرائيليون بمهمتها تراجعوا الى خلف الخط الأزرق. وقال ضابط في قوات الطوارئ رداً على الصحافيين الذين أبلغوه ان الجنود الاسرائيليين انسحبوا قبل دقائق عندما علموا بأمر الدورية انه "لا يستطيع الحكم الا على ما رأى". معتبراً "ان الاسرائيليين عند وصول القوة التي يقودها كانوا خلف الخط الأزرق". وأعلن الناطق الرسمي باسم الطوارئ تيمور غوكسيل ان دورية تابعة ل"يونيفل" تحركت ظهر أمس في اتجاه منطقة العبّاد الحدودية للتحقق من موضوع الشكوى اللبنانية. وقال انه لا يستطيع التحدث هل هناك خرق أم لا في انتظار تلقي تقرير بذلك منها. وأشار الى ان "حزب الله لا يتدخل في عمل القوات الدولية ونشاطاتها"، لافتاً الى "أن محاولة وحيدة للقوات الدولية بذلت مساء أول من أمس للتأكد من الخرق الاسرائيلي، لكن العوائق الموجودة في الطريق المؤدية الى المكان حالت دون تنفيذ المهمة التي بوشر تنفيذها أمس بعد ازالة هذه العوائق". وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤول في القوات الدولية مساء أول من أمس أن "حزب الله" منع دورية ل "الطوارئ" من الاقتراب من موقع العبّاد للتحقق من أن اسرائيل انتهكت الأراضي اللبنانية. واذ امتدح غوكسيل علاقة الاحترام المتبادل والتنسيق القائم بين القوات الدولية والسلطات الأمنية اللبنانية في المنطقة لفت الى "استمرار تدفق الشكاوى الاسرائيلية على مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة، على خلفية رمي الحجارة على القوات الاسرائيلية عند بوابة فاطمة في كفركلا". وقال "ان يونيفل تلقت أكثر من مئة شكوى اسرائيلية على الأقل". في هذا الاطار، أعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال كابي اشكينازي ان اسرائيل تبذل ما تستطيع لتجنب التصعيد في لبنان على رغم ما سببه رشق الحجارة من أذى. وندد "باستمرار رشق الحجارة على بوابة فاطمة"، مشيراً الى "ان وحدات من المظليين نشرت في المنطقة وهي مزودة أوامر لضبط النفس". وتعليقاً على الاتهامات الاسرائيلية قال نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: "ان المواجهة حتمية مع العدو الصهيوني اذا بقيت الخروق ولم تخرج اسرائيل من لبنان". وأضاف "ان أي خرق ممنوع بالنسبة الينا وسنواجه هذا الأمر بمتابعة حثيثة وباجراءات نتخذها بحسب الموقف العملي، وعليه يعرف الاسرائيلي تماماً انه لا يستطيع البقاء في اي خرق على الأرض اللبنانية واذا اراد ان يجرب فليجرب وان شاء الله نلتقي لاحقاً". الى ذلك ذكر صحافيون ومواطنون ان القوات الاسرائيلية ارتكبت خرقين جديدين: الأول تمثل بشق جرافات اسرائيلية طريقاً ترابياً في منطقة بلاط بين بلدتي يارون ومارون الراس بطول 150 متراً داخل الأراضي اللبنانية، والثاني بمعاودة عمال اسرائيليين بناء قاعدة من الباطون المسلح لشريط شائك جديد ضمن الأراضي اللبنانية على الطريق التي تفصل منطقة العباد لجهة حولا عن مستعمرة المنارة، والتي كان طلب وقف الأعمال فيها فريق الخبراء اللبناني في 27 حزيران يونيو الماضي لأنها تمثل خرقاً للسيادة اللبنانية. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن شهود عيان ان جرافتين اسرائيليتين مهدتا أمس منحدراً من الأرض في منطقة العبّاد داخل الأراضي اللبنانية. وأضافوا ان دورية من الجنود الاسرائيليين المزودين منظاراً حديثاً جداً دخلت الأراضي اللبنانية، بضعة أمتار، لكنها عادت الى الأراضي الاسرائيلية فور وصول دورية الطوارئ الى المكان. وأشارت الى ان السلطات اللبنانية طلبت من قيادة الطوارئ التحرك لمنع انتهاكات اسرائيل التي تقوم بأشغال داخل الأراضي اللبنانية تتضمن خصوصاً تفريغ رمال أو تمهيد منحدرات. اقتراح باراك واقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك أن تعمل إسرائيل ولبنان على تنظيم نقاط تتم عندها اللقاءات العائلية على الحدود بينهما، عبر الشريط الشائك، الثلثاء من كل أسبوع، خصوصاً بين العائلات الفلسطينية "لتلتقي بطريقة أكثر انسانية مع توفير الحد الأدنى من الراحة". وقال باراك الذي يمضي الآن إجازة في شمال إسرائيل "إن إسرائيل لم تكن تسمح بمثل هذه اللقاءات في هذه المنطقة العسكرية". وكان عدد من اللبنانيين من عناصر "جيش لبنانالجنوبي" السابق وعائلاتهم الذين فروا الى إسرائيل مع انسحابها من جنوبلبنان، توجهوا أمس الى الشريط الشائك عند "الخط الأزرق" من الجانب الإسرائيلي حاملين أعلاماً لبنانية لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، وأقاموا صلاة قصيرة على بوابة المطلة المغلقة وأنشدوا النشيد الوطني، وبكى بعضهم تأثراً. وقال احدهم: "أتينا نطلب من العذراء ان تخفف من آلامنا. ما هي الجرائم التي اقترفتها نساؤنا واطفالنا ليعيشوا حياة بائسة كلاجئين من بلد الى بلد؟ اننا نريد العودة الى لبنان ولو كانوا سيلقون بنا في السجن، لكننا نريد ضمانات لحياتنا".