بيروت - "الحياة"، أ ف ب - قتل الشاب اللبناني هلال أحمد الحاج 22 عاماً برصاص جنود اسرائىليين بعد ظهر أمس عند بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. وهذا أخطر تصعيد اسرائيلي على الحدود اللبنانية منذ انسحابها من جنوبلبنان في 24 أيار مايو الماضي، قتل جنود اسرائيليون شاباً لبنانياً بعد يومين من جرحهم خمسة قرب الحدود، ما حدا برئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود الى الطلب من المعنيين في وزارة الخارجية تقديم شكوى الى الاممالمتحدة. وفي التفاصيل ان الحاج من بلدة الوردانية في أقليم الخروب وهو أول لبناني يقتل برصاص الاسرائيليين منذ انسحابهم من جنوبلبنان والبقاع الغربي، كان قرب بوابة فاطمة حيث اعتاد الزائرون على رشق الجنود الاسرائيليين بالحجارة حين قام جنود باستهدافه في شكل مباشر بأربع طلقات استقرت إحداها في رأسه ما أدى الى مقتله فوراً. وذكر شهود عيان ان سيارة عسكرية اسرائىلية من نوع "هامر" كانت تعبر خلف الشريط الشائك قرب بوابة فاطمة حيث كان الحاج مع نسيب له، فتوقفت مقابلهما وفي مكان قريب منهما وترجل منها جندي ووجه بندقيته في اتجاههما واطلق ثلاث طلقات اصابت واحدة منها الحاج في رأسه، ونقلت جثته الى المستشفى الحكومي في النبطية. ونعت "كشافة الرسالة الاسلامية" وحركة "أمل" الشهيد الحاج أحد قيادييها في الوردانية. ودعتا الى المشاركة في تشييعه اليوم في بلدته. واعتبرتا ان "ما جرى جريمة اسرائىلية نكراء وخرق للسيادة اللبنانية" وطالبتا الحكومة ب"تقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي". وكان الجيش الاسرائىلي أطلق صباحاً ثلاث قذائف من مركز مراقبة على الجانب الغربي من جبل حرمون الشيخ، على مزرعة بسطرة في جنوبلبنان في منطقة جبلية غير مأهولة على بعد كيلومترين من الحدود داخل الاراضي اللبنانية. وأفادت الشرطة اللبنانية ان "الجيش الاسرائيلي اطلق ثلاث قذائف على جنوبلبنان من مزارع شبعا من دون ان يسفر ذلك عن وقوع ضحايا". وأوضحت ان "القذائف التي استهدفت الخامسة صباحاً مزرعة بسطرة في منطقة شبعا، ترافقت مع رشقات من اسلحة اوتوماتيكية ثقيلة واطلاق قنابل مضيئة". ونفى ناطق عسكري اسرائيلي "اطلاق الجيش قذائف على جنوبلبنان"، مشدداً على "عدم حصول اي قصف في هذا القطاع". وطلب الرئىس لحود من المعنيين في وزارة الخارجية "تقديم شكوى الى الأمانة العامة للأمم المتحدة بعد استشهاد الحاج واصابة خمسة مواطنين بجروح بينهم طفل في الخامسة قبل يومين عند موقع العباد". وأشار لحود في بيان الى ان "لبنان كان قد نبه في الشكاوى التي قدمها أخيراً الى الاممالمتحدة ومنها الشكوى الأخيرة المتعلقة بالخروقات الجوية المتتالية الى خطورة تكرار الاعتداءات الاسرائيلية التي بدأت تأخذ طابعاً تصاعدياً تتحمل اسرائيل وحدها مسؤولية استمرارها". وأكد ان "لبنان في مواجهة المخططات الاسرائيلية المعروفة ملتزم مواقفه الثابتة من موضوع الصراع العربي - الاسرائيلي ولن يسمح بأن تكون أرضه وحدوده متنفساً يخرج اسرائيل من مآزقها السياسية الداخلية لا سيما بعد تعثر المفاوضات مع الفلسطينيين وتزايد التناحر السياسي مع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الحكومة الاسرائيلية".