أكَّدت مصادر فلسطينية مطلعة أمس الأحد أن ضغوطاً كبيرة تُمارس من قبل بعض قياديي حركة فتح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في الخامس والعشرين من الشهر المقبل. وقالت المصادر إن السعي للضغط على عباس بتأجيل الانتخابات جاء نتيجة الانقسام في الحركة، مشيرة إلى أن هذا يعزّز الشعور في حركة فتح بخسارة الانتخابات وأن وجود الانقسام داخل الحركة يضعف موقفها التنافسي مع حماس. ومن جهته طالب عزام الأحمد وهو أحد أعضاء المجلس التشريعي الحالي ومسؤول في حركة فتح بتأجيل الانتخابات بسبب العقدة المستعصية التي تواجه عملية السلام مع إسرائيل وحالة الفوضى التي تسببها الحركة والانقسام بين صفوفها. وأضاف (على الرئيس محمود عباس أن يرتب أموره الداخلية قبل إجراء الانتخابات في حين أكد أن رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئيس الفلسطيني قوله إن الرئيس عباس مصمم على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر). وفي ذات الوقت تجرى مشاورات بين قادة الحركة في محاولة للتوصل إلى اتفاق يسمح بدمج قائمتين فتحاويتين للحركة لانتخابات مجلس التشريعي الفلسطيني. وذكرت صحيفة (القدس) المقدسية أمس أن لقاء عقد يوم (الجمعة) بين رئيس قائمة المستقبل المنشقة عن قائمة فتح الرسمية مروان البرغوثي فيسجنه بإسرائيل وبين مبعوث عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث أبدى البرغوثي استعداده لتشكيل قائمة فتحاوية واحدة على أن تلبي المعايير التي أقرتها مؤسسات الحركة.. كما عقد اجتماع آخر بين موفد لعباس واثنين من قيادات قائمة المستقبل هما سمير مشهراوي وقدورة فارس. يذكر أن الانشقاق الفتحاوي وتشكيل قائمتين لانتخابات المجلس التشريعي انعكس سلباً على قوائم فتح في انتخابات البلديات، حيث حققت حركة (حماس) فوزاً كبيراً في الانتخابات وخاصة المدن الفلسطينية الكبرى وفي طليعتها نابلس. وفيما يتصل بالأوضاع الإسرائيلية فقد أفادت تقارير صحفية أن عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بنيامين نتانياهو، حذّر من أنه إذا انتخب وزير الخارجية سيلفان شالوم رئيساً لحزب ليكود، فسيصبح الحزب عندئذ فرعاً تابعاً لحزب (كاديما) الذي أسسه رئيس الوزراء أرييل شارون في الآونة الأخيرة، ومن ثم سيعمل على تقسيم القدسالمحتلة. ونقلت صحيفة (هاآرتس) في موقعها على الإنترنت عن نتانياهو قوله في كلمة ألقاها في تجمع حاشد لأنصاره في تل أبيب وفي معرض إشارته إلى شالوم دون أن يذكره بالاسم، (سيتعيَّن على الأعضاء في ليكود أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون ليكود صغير وضعيف سيصبح فرعاً لحزب كاديما وهو ما سيؤدي إلى تقسيم القدس، أو حزب ليكود قوي يدافع بشدة عن قيمه). ورداً على تصريحات نتانياهو، قال شركاء شالوم الذين كانوا يحضرون تجمعاً حاشداً آخر في تل أبيب إن نتانياهو يشعر بالذعر لأنه يعرف جيداً أنه قد خسر الانتخابات بالفعل. وفي ذات الوقت ذكرت أنباء صحفية إسرائيلية أمس أن نتنياهو يفكر في الانسحاب من تكتل (الليكود) وتشكيل حزب يميني جديد كما فعل أرييل شارون. وقالت صحيفة (معاريف) نقلاً عن مقربين من نتنياهو إنه يفكر في الانشقاق عن حزب الليكود وتشكيل حزب جديد وذلك إذا خسر في الانتخابات التمهيدية في الليكود المقرر إجراؤها اليوم (الاثنين).. غير أن نتنياهو نفسه أعرب عن ثقته بأنه سيفوز بالانتخابات على منافسه سلفان شالوم. وفي سياق آخر قال الدكتور غسان الخطيب وزير التخطيط الفلسطيني إن ثمة محادثات فلسطينية إسرائيلية تجرى حالياً بمشاركة أمريكية فاعلة سعياً لتطبيق الاتفاق الخاص بتسيير القوافل بين قطاع غزة والضفة الغربية. وكشف الخطيب في تصريح لصحيفة (الأيام) الفلسطينية النقاب عن لقاء عقده يوم الجمعة مع منسق أعمال الحكومة في المناطق الميجور جنرال يوسف مشلب لبحث هذه القضية.