ملأ ايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت الفراغ في حكومته أمس بتعيين وزراء جدد من حزبه كاديما الذي يمثل تيار الوسط بعد أسبوعين من إصابة رئيس الوزراء ارييل شارون بنزيف في المخ. وكان من أبرز التعيينات قبيل الانتخابات العامة المقررة يوم 28 مارس (آذار) المقبل تعيين تسيبي ليفني وزيرة (العدل) التي يصعد نجمها في الحياة السياسية الإسرائيلية وزيرة للخارجية لتحل محل سيلفان شالوم العضو في حزب الليكود. والتعيينات التي تأتي لسد فراغات خلفها وزراء من حزب الليكود اليميني قدموا استقالتهم في مطلع الأسبوع تُعد بادرة جديدة على أن السياسة الإسرائلية عادت لطبيعتها بعد مرض شارون يوم الرابع من يناير (كانون الثاني). وليس من المتوقع أن يكون للتغييرات في الحكومة الانتقالية أثر يذكر على السياسة الإسرائيلية التي قال أولمرت أول من أمس انها ستسير على الخطى التي حددها شارون (77 عاما) قبل أن يبعده المرض عن العمل. وما زالت حالة شارون حرجة لكنها مستقرة. وأجريت له جراحة الليلة قبل الماضية لتغيير انبوب تنفس. وفي إطار الاستعداد للانتخابات أجرى حزب العمل الذي يمثل تيار يسار الوسط بقيادة الزعيم النقابي عامير بيريتس انتخابات أولية لاختيار قائمة مرشحي الحزب. ومن أبرز المرشحين عدد من الساسة المخضرمين والأكاديميين وعدد من جنرالات الجيش. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب (كاديما) الذي أسسه شارون بعد خروجه من حزب الليكود في نوفمبر (تشرين الثاني) سيفوز بسهولة في الانتخابات بقيادة أولمرت (60 عاماً). وأسس شارون الحزب الجديد بعد تمرد يمينيين متطرفين داخل الليكود احتجاجاً على الانسحاب من غزة الذي استكمل في سبتمبر (أيلول). وكان أولمرت رئيس بلدية القدس السابق نائبا لشارون في مجلس الوزراء ومن المؤيدين بشدة لسحب الجنود والمستعمرين اليهود من غزة. وإضافة إلى ليفني عُين أولمرت زئيف بويم وزيراً للإسكان والإعمار ووزيرًا للزراعة وعُين روني بار اون وزيراً للعلوم والبنية الأساسية وعُين ياكوف ادري وزيراً للصحة والوزير المسؤول عن تطوير منطقتي النقب والجليل. وتولى وزير السياحة ابراهام هيرشزون وزارة الاتصالات والبريد والنقل وتولى مثير شتريت وزارة التعليم. واضيفت شؤون البيئة لمهام وزير الأمن الداخلي جدعون عيزرا. وتولى أولمرت خمسة مناصب هي رئيس الوزراء ووزارات الداخلية والخزانة والصناعة والرعاية الاجتماعية. من جانب آخر قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إنه مستعد لإجراء مفاوضات مع ايهود أولمرت، «فوراً». وقال عباس للصحافيين في رام الله في الضفة الغربية «أنا مستعد للقائه فوراً ولن اتردد. أتمنى أن نجلس على طاولة المفاوضات فوراً انها الطريق الوحيد إلى سلام شامل بيننا». وأضاف أن «الطريق الوحيد بيننا هو التفاوض وليس الطرد والقتل والاقتحامات والإجراءات الأحادية الجانب». وكان عباس يتحدث إلى الصحافيين بعدما زرع في إحدى حدائق رام الله شجرة بمناسبة «عيد الشجرة». ودعا عباس الفلسطينين إلى التصويت بكثافة في الانتخابات التشريعية المقررة في 25 كانون الثاني (يناير) موضحاً «ادعو كل مواطن حتى لو كان هناك مطر وغيوم وبرد أن يمارس حقه ويختار. أمامه 11 قائمة المهم أن تختاروا ولا تتقاعسوا وتمارسوا حقكم الديموقراطي». وستتنافس حركة (فتح) التي يتزعهما عباس، للمرة الأولى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في هذه الانتخابات. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات الاحتلال داهمت أمس مهرجاناً انتخابيا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطينبالقدسالشرقية واعتقلت خمسة أشخاص بينهم مرشحون عن كتلة «أبو علي مصطفى». وأكد شهود عيان التقارير الإسرائيلية وأضافوا أن قوة كبيرة من الشرطة ورجال الأمن الإسرائيلي داهمت المهرجان واعتقلت عدداً من مرشحي كتلة «أبو علي مصطفى» بينهم مها نصار وفدوى خضر وعبداللطيف غيث خلال المؤتمر الذي عُقد في القدسالمحتلة. وتخوض الجبهة الشعبية الانتخابات التشريعية تحت اسم كتلة «أبو علي مصطفى» الأمين العام لها الذي اغتالته (إسرائيل) في رام الله عام 2001.