فيما اكتمل الانقلاب السياسي في اسرائيل باعلان شمعون بيريز اعتزاله النشاط الحزبي ودعمه آرييل شارون، ألقت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس امس بكامل ثقلها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، واعلنت ترشيح عدد من كبار قادتها مثل محمود الزهار واسماعيل هنية وحسن يوسف، في خطوة فسرت على انها محاولة لمواجهة الشعبية الكبيرة لمرشح حركة"فتح"الاسير مروان البرغوثي. في المقابل، اتخذت"فتح"قراراً بمواصلة انتخاباتها الداخلية رغم التزوير والفوضى، لكنها اكدت انها"لن تعتمد نتائج هذه الانتخابات كوسيلة وحيدة لاختيار مرشحيها. راجع ص 4 و5 وفي تطورات المشهد السياسي الاسرائيلي، أعلن الزعيم السابق لحزب"العمل"شمعون بيريز 82 عاما مساء امس ان"نشاطه الحزبي"بلغ نهايته وانه سيكرس السنوات المقبلة لدعم السلام، مضيفا انه يدعم شارون في الانتخابات. وقال:"فضلت مصلحة الدولة على مصلحة الحزب. ثمة تناقض بين حزب العمل والوضع السياسي الراهن، ولمست لدى شارون آذانا صاغية لأفكار خلاقة بحثاً عن توسيع أفق السلام". واضاف:"الاوضاع الان تتطلب حسماً غير عادي وغير سهل". ولم يفاجئ قرار بيريز أحداً، اذ كان واضحاً ان اطاحته من زعامة"العمل"ستسرع مغادرته الحزب، لكن شارون لم يبد حماسة لضمه، ثم تراجع فاقترح عليه دعم سياسته في مقابل التزام بتوزيره في حكومته المقبلة. ولن يكون بيريز على اللائحة الانتخابية لحزب شارون الجديد كاديما، وذلك في مخرج يسمح له بدعم شارون من دون التفريط بتاريخه السياسي المرتبط منذ ستة عقود بحزب"العمل". ويأتي اعلان بيريز في خضم"حرب النجوم"التي يخوضها شارون وزعيم"العمل"عمير بيرتس. وسبق بيريز الى اعلان دعم شارون أكثر من عشرة رؤساء بلديات بارزين من حزبي"ليكود"و"العمل"ومديرة وزارة التعليم رونيت تيروش، فيما اكتفى بيرتس بانضمام القائد السابق للشرطة في القدس اريه عميت، بينما احتدمت معركة الزعامة في"ليكود"، ليعترف أحد المتنافسين عليها سلفان شالوم بأن"ليكود"في أزمة حقيقية. وأظهر استطلاع جديد امس ان"ليكود"بات أشبه ب"لاعب احتياط"بلا جدوى، وان تمثيله البرلماني سيهبط من 40 نائباً الى 10 مقاعد لو جرت الانتخابات اليوم، في وقت يواصل حزب شارون الجديد تحليقه ليحصل على 34مقعداً، في مقابل 27 مقعداً لحزب"العمل"، و11 لحركة"شاس"، بينما حظي حزب"شينوي"الممثل ب 15 مقعداً على خمسة فقط. ووفقاً لهذه النتائج، ستكون مهمة شارون سهلة لتشكيل ائتلاف حكومي برئاسته يمثل اليمين المعتدل والوسط. وعلى صعيد الانتخابات الفلسطينية، قال مسؤول في"حماس"ان الحركة قررت ان يتصدر عدد من كبار قادتها، مثل الزهار وهنية ويوسف، قائمة مرشحيها للانتخابات التشريعية، موضحا ان الرأي الذي كان سائدا هو ان يظل هؤلاء القادة في مواقع القيادة المركزية، لكن التطورات الاخيرة دفعت الى اتخاذ قرار بترشيحهم. واضاف في تصريح نشرته الحركة في موقعها على الانترنت ان"حماس"ستشارك بكل قوتها في الانتخابات وستنافس على جميع المقاعد في المجلس التشريعي، مشيرا الى ان قائمة الحركة ستضم اسرى ونساء ذكر من بينهن رشا الرنتيسي زوجة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتالته اسرائيل قبل عامين. وعلى خط مواز، سعت اللجنة المركزية ل"فتح"الى انقاذ الانتخابات الداخلية من الفوضى والتزوير، وقررت خلال اجتماع في رام الله امس مواصلة الانتخابات في الدوائر التي لم تجر فيها. وقال الرئيس محمود عباس في مستهل الاجتماع:"سنضع قوائمنا بحسب استنساب الرأي العام، وسنقدمها في الوقت المناسب للجنة الانتخابات لاننا مصرون على اجراء الانتخابات التشريعية في موعدها". وكشف عضو اللجنة المركزية عباس زكي"تشكيل لجنة من المركزية والمجلس الثوري لدرس نتائج التحقيق والطعون في عمليات التزوير"، مشيرا الى ان اللجنة المركزية"لن تعتمد نتائج الانتخابات كوسيلة وحيدة لاختيار مرشحي فتح، بل سنستأنف هذه النتائج ونخضعها لاستطلاعات الرأي من اجل اختيار الافضل لتمثيل الحركة". واوضح ان اللجنة ستعترف بشرعية انتخاب من نجحوا بنزاهة وستتشاور مع السلطات المحلية لوضع قائمة نهائية للمرشحين، بما في ذلك بعض الاعضاء في"فتح"ممن لن يخوضوا الانتخابات الداخلية، لكن سيجري تعيينهم ليخوضوا الانتخابات التشريعية.