أعلن مسؤول في رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس الأحد ان إسرائيل لم تعد تستبعد ان يتمكن فلسطينيو القدس من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في 25 كانون الثاني- يناير المقبل. وصرح المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه ان (إسرائيل ستتخذ قراراً نهائياً بشأن مشاركة المقدسيين في الانتخابات عندما يؤكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نهائياً إجراء الانتخابات في موعدها المحدد). وقال ان حكومة رئيس الوزراء ارييل شارون (ستدرس في حينها) إمكانية مشاركة المقدسيين في الانتخابات في خمسة مراكز اقتراع بالجزء العربي من المدينة المقدسة التي احتلتها اسرائيل في 1967م. وفي لقاء مع برنامج (قابل الصحافة) على القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مساء السبت، قال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم إن حزب ليكود لن ينفذ أي عمليات انسحاب من جانب واحد من الضفة الغربية، وإنما ستكون لديه الرغبة في إيجاد تسوية مع الفلسطينيين في إطار المفاوضات. وذكرت صحيفة (هاآرتس) في موقعها على الانترنت أن شالوم رفض إعطاء تفاصيل بشأن ما أسماه (تنازلات مؤلمة) في إطار تسوية محتملة مع الجانب الفلسطيني، إلا أنه أضاف (من المؤكد أننا لن نسلك نهجاً متشدداً نرفض من خلاله أي اقتراح يستهدف تشجيع عملية السلام). وقال شالوم أيضا (ليس من الملائم الاعلان عن خطوط حمراء قبل بدء المفاوضات). ويشار إلى أن شالوم خسر في الانتخابات على رئاسة حزب ليكود في الأسبوع الماضي أمام بنيامين نتانياهو. من جهتها قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمر الآن بأسوأ مراحل حياته السياسية منذ توليه منصبه خلفاً للرئيس ياسر عرفات الذي رحل عن العالم في تشرين الثان- نوفمبر من العام الماضي. وأعرب بعض مسؤولي الاستخبارات الاسرائيلية عن اعتقادهم بأن عباس يفكر في الاستقالة من منصبه. وذكرت صحيفة (ها آرتس) الاسرائيلية في موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت أن مسؤولين كباراً في وزارة الدفاع الاسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي المعروف باسم (شين بيت) قالوا مؤخرا خلال نقاشات داخلية إن الرئيس الفلسطيني عاجز عن فرض وتنفيذ توجهاته خاصة على الصعيد الامني. وأوضح هؤلاء المسؤولون أن الحوار يكاد يكون قد انقطع تماما بين عباس وبعض المسؤولين الأمنيين وأنه حتى عندما ينجح الرئيس الفلسطيني في إصدار أمر ما فإن هذا الامر لا يجد طريقه إلى التنفيذ. ويشير عباس في بعض الاحيان إلى أن صواريخ القسام التي تطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل هي (مشكلة تخص إسرائيل) في إشارة لعدم اعتزامه التدخل حيث يقول في هذا الصدد (دع الاسرائيليين يتعاملون مع هذه المشكلة). وزعم المسؤولون الاسرائيليون أنه باستثناء نشر قوات الامن الوطني الفلسطيني على طول الحدود مع إسرائيل في شمال قطاع غزة لم يتم اتخاذ أي إجراء من قبل السلطة الفلسطينية لوقف إطلاق صواريخ القسام. وعلى الرغم من أن قوات الامن التابعة للسلطة تضم نحو 30 ألف مسلح إلا أنهم غير قادرين على فرض إرادتهم على حركة الجهاد الاسلامي وغيرها من الفصائل المسلحة الضالعة في إطلاق الصواريخ، حسب المزاعم الإسرائيلية. ويعزو المسؤولون الاسرائيليون الهجمات الصاروخية المتواصلة بما في ذلك تلك التي ركزت على مدينة عسقلان وضواحيها مؤخرا إلى أوامر محددة صادرة من قيادة حركة الجهاد الاسلامي في دمشق. من ناحية أخرى أكد السيد حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب اصرار السلطة الفلسطينية على عقد الانتخابات التشريعية في موعدها المقرر في الخامس والعشرين من شهر ينايرالقادم.. مشيرا الى أن هناك عدة مسائل خارج ارادتها تؤثر بشكل كبير في عقد هذه الانتخابات وخاصة الاحتلال الإسرائيلي. وانتقد عميرة في تصريحات صحفية التدخل الإسرائيلي في الشأن الداخلي الفلسطيني الذي وصفه بالسافر.. مشيرا الى أن من شأن هذا التدخل أن يعطل الانتخابات. كما أكد رفض السلطة الفلسطينية لكل التدخلات الخارجية سواء كانت إسرائيلية أو غيرها والتي قد تؤدي الى عرقلة اجراء الانتخابات التشريعية.. منتقداً الموقف الأوروبي الذي هدد بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية فى حال سمحت لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) بالدخول في المجلس التشريعي.. إلا ان عميرة حذر من أن هناك طرفاً فلسطينياً يستأثر باتخاذ القرار ويحاول أن يفرض التأجيل.. مشيرا الى أن من شأن ذلك أن يكون له نتائج سلبية.