برأت محكمة في ولاية فلوريداالأمريكية الأستاذ الجامعي من اصل عربي سامي العريان الذي كان متهما بالإرهاب ولكن يمكن ان يحاكم مجدداً بسبب عدم اتفاق القضاة على مجمل التهم الموجهة إليه. واعتُبر قرار المحكمة ضربة قوية للحكومة الاميركية لأن هذه المحاكمة التي ارتكزت على تنصت على المكالمات الهاتفية ومصادرة وثائق، اعتبرت بمثابة اختبار للقانون الوطني (باتريوت اكت) المثير للجدل الذي يعطي السلطات الأميركية صلاحيات واسعة في مجال مكافحة الإرهاب منذ اعتداءات 11 ايلول - سبتمبر 2001. وبرأت المحكمة سامي العريان، الأستاذ الجامعي الكويتي المولد البالغ من العمر 47 عاماً، من تهمة (التآمر) خارج الولاياتالمتحدة وتقديم مساعدة مادية لمنظمة تصفها واشنطن ب (الإرهابية) هي منظمة الجهاد الإسلامي التي تحارب الاحتلال الاسرائيلي .. وبكى العريان متأثراً عند صدور الحكم حسبما أفادت شبكة (باي الإخبارية الساعة التاسعة) (باي نيوز ناين). وبرأ اعضاء المحكمة الاثني عشر الأستاذ الجامعي السابق في جنوبفلوريدا من التهم الثمانية الموجهة إليه ومن بينها تقديم دعم مفترض لمنظمات ارهابية .. إلا أن العريان سيبقى في السجن حتى يقرر الادعاء ما إذا كانت التهم التسعة التي اختلف عليها المحلفون سيعاد النظر فيها حسبما ذكرت مجلة (تامبا باي بيزنس). وواجه العريان الأستاذ السابق بجامعة جنوبفلوريدا وثلاثة من أصدقائه تهماً بدعم وتقديم أموال لحركة الجهاد التي تصنفها واشنطن جماعة (إرهابية). وبرأت هيئة المحلفين العريان من ثمانية من بين 17 تهمة بعد 13 يوماً من المداولات. ولكن القاضي جيمس مودي تحدث عن عدم اكتمال المحاكمة لأن القضاة لم يتوصلوا إلى اصدار حكم كامل بعد مداولات استمرت 13 يوماً في تامبا بفلوريدا لهذا الأستاذ الجامعي في علوم الحاسوب. وقالت وزارة العدل الامريكية في بيان إنها متمسكة بالأدلة المقدمة في المحكمة ضد العريان والمتهمين معه .. وقال البيان (ستستمر المناقشات حول ما إذا كانت الحكومة ستسعى لإعادة محاكمة العريان وحاتم فارس في التهم القائمة). كما اصدر القضاة حكماً غير مكتمل يبرىء المتهم الآخر مع عريان وهو حاتم ناجي فارس الذي كان يدير عيادة وكذلك اصدروا حكماً كاملاً يبرىء اميركيين آخرين من اصل عربي وهما الطالب سميح حمودة والتاجر في شيكاغو غسان زايد بلوط من كل التهم الموجهة إليهما. وكان الرجال الأربعة الذين استمرت محاكمتهم ستة اشهر، اعتقلوا في شباط - فبراير 2003م. ومن ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة العدل تاسيا سكولينوس (بالرغم من اننا نحترم حكم المحكمة، ما زلنا نؤكد على الأدلة التي رفعناها للمحكمة ضد سامي العريان والمتهمين الآخرين معه بهذه القضية). واضاف ان (محادثات تجري لمعرفة ما اذا كانت الحكومة ستسعى لإعادة محاكمة العريان وحاتم بالتهم الأخرى المتبقية ضدهما). ويرى البعض أن الحكم الذي صدر بالأمس ربما وجه ضربة لمحاولات السلطات الأمريكية محاكمة من تشتبه في صلاتهم (بالإرهاب). وقالت نهلة زوجة العريان في تصريحات للصحفيين بعد صدور الحكم إن الحكم انتصار للحقوق المدنية. وقالت زوجة العريان (على مدى التاريخ الامريكي نجد فترات تقوم فيها الحكومة والحكومات المختلفة بانتهاك وسحق حقوق الانسان والحقوق المدنية. والناس يحاربون من جديد ويستعيدون حقوقهم مرة أخرى. وهذا ما حدث في قضيتنا). ويذكر أن العريان الذي وُلد في الكويت لأسرة فلسطينية يقيم في الولاياتالمتحدة وكان من مؤسسي معهد للدراسات وجماعة خيرية باسم اللجنة الإسلامية من اجل فلسطين.