في 19 نوفمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمراحيض، وبهذه المناسبة يجدر الحديث عن تطور الانسان في شبه الجزيرة العربية على مدى الخمسين السنة الماضية، فقد كان يأنف من أن يخصص مكاناً في منزله لقضاء حاجته، وبعض القبائل تستعيب ذلك، إلى أن أصبح الآن يتفنن في استيراد آخر ما توصلت إليه التقنية في دول الغرب والشرق، وفي الفنادق والمستشفيات الفخمة يحتاج إلى من يساعده على كيفية استخدامها. وعلى الرغم من هذا التطور الحضاري المذهل إلا أن هناك فئة بحاجة إلى توعية في المحافظة على نظافة أنفسهم وملابسهم والتحرز من النجاسة ونظافة المراحيض، مع سحب السيفون وسكب المطهرات وبث المعطرات، على أن نعلم أطفالنا من البداية الاعتماد على أنفسهم في اتمام العملية بنجاح. كما أننا نستثمر هذه البدايات لبيان أحكام الطهارة والاستنجاء والوضوء وغسل البدن، وتذكيرهم بأن حتى القطط وغيرها من حيوانات تواري سوآتها وتدفن مخلفاتها بالتراب. ولا يجوز استقبال القبلة ولا استدبارها عند قضاء الحاجة، وأن يكرر الغسل بالماء ثلاثاً وإن لم يجد فبأحجار ثلاثة، وألا يتبول واقفاً، وأن يتوضأ بعد كل حدث ليبقى طاهراً على الدوام وهذا ما حثت عليه السنة النبوية الشريفة. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليذهب معه بثلاثة أحجار يستطيب بهن فإنها تجزىء عنه). وبمناسبة الحديث عن اليوم العالمي للمراحيض فإني أرجو البلديات وهيئة السياحة بناء الحمامات على الشواطىء والطرق السريعة وفي الاستراحات وأمكنة التنزه، وتكليف جهة محددة لصيانتها ونظافتها منعاً لأن يعملها المزنوق في أي مكان، ويأتي آخر فيطأها فتفوح الروائح الكريهة وتكثر الجراثيم وتتفشى الأمراض. فالإسلام ولله الحمد دين النظافة دين الطهارة دين النقاء دين الصفاء والنظافة من الإيمان. [email protected]