الطهارة من الأنجاس والتطهر من الأوساخ والأقذار أهم شيء لحفظ سلامة بدن الإنسان وحفظ صحته هذا ما أمرت به الشريعة لما فيه من المصالح الراجحة فقد قرر الشارع الاهتمام بالمظهر والمخبر والعناية بالصحة والمحافظة على الطهارة وجعل الله ذلك شرطاً لصحة الصلاة فالصلاة التي هي عماد الدين اشترط لصحتها أن يكون بدن المصلي وثيابه طاهرين، والمكان الذي يصلي فيه الإنسان طاهرُا، وأن يتوضأ وضوءاً كاملاً كل ذلك تأكيد للتطهر والنظافة. والله تعالى يحب من عباده أن يتطهروا ويكونوا على طهارة، قال جل ذكره {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} وهذا شامل للطهارة المعنوية كالتنزه من الشرك وأنواعه والأخلاق الرذيلة، وشامل للطهارة الحسية كإزالة النجاسة ورفع الحدث، ومن عناية الإسلام بالطهارة والنظافة لبدن الإنسان أنه ربط معاشرة الرجل لزوجه بالنظافة، فحرم على الرجل أن يطأ زوجته أيام حيضها لأنه أذى وقذارة، فأوجب على الرجل والمرأة الغسل عقب الجماع وأوجب على المرأة الغسل عقب انقطاع الحيض والنفاس. ومما ينبغي التأكيد عليه في باب الطهارة التنزه من البول والتطهر من آثاره، ففي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي: (تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه) وكذلك الحديث المخرج في الصحيحين في عذاب القبر، ولقد توجهت عناية الإسلام بالمسلمين إلى تنظيف أبدانهم وتطهير ثيابهم وبيوتهم وطرقهم ويبعدوها عن الأوساخ وينقوها من الأذى وليست عملية التطهير والتنظيف عملية رمزية في المجتمع، بل هي حقيقة وتطبيق وعمل واقعي، والإسلام يهدف من تشريع النظافة إلى إصلاح الإنسان أينما كان. وحيثما تأملت في حياة كل مسلم في ذاته أو في محيطه أو في مجتمعه، وجدت التشريع الإسلامي يلازمه ويحثه على النظافة وهذا التشريع الحكيم سبق كل حضارة، فأصبح المسلم الحقيقي، والمجتمع المسلم الواعي هو في درجة أسمى من كل ما عرفته الإنسانية في حضارتها ورقيها، فلا تجد في الدنيا أهل حضارة حقيقية ترمي إلى إسعاد الإنسان وسعادته غير حضارة الإسلام التي أولت هذا الجانب عناية كاملة ليكون المسلم أقوى الناس بدناً وعقلاً وصحة وعافية، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.والله ولي التوفيق. * وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية