* س: - نحنُ أُسرةٌ متوسطة.. الحال.. عانينا من الفقر والمرض الشيء الكثير حتى بدأ اثنان من الأبناء بعد التخرج من (الجامعة) وبعد العجز عن وظيفة بالعمل في بيع الخضار والفواكه، حتى صعدت حالنا إلى حال متوسطة، خلال (ثلاث عشرة سنة) مررنا بنظام واحد من النمط الغذائي الأرز+ الخبز+ الزيوت المصنعة+ الشاي+ الشاي، في فترة.. متوسطة.. أصيب بعضنا بفقر الدم والآخرون ما بين أملاح الدم وآلام المعدة، سافرنا للعلاج وكان (سفرنا) فاتحة لنا إذ تبين.. لنا أن الغذاء الذي استمررنا عليه مدة طويلة هو السبب القوي للمعاناة بدنياً ونفسياً لكن لا علم لنا بما نستطيع القيام به تجاه صحتنا نفسياً وغذائياً، وتأكيد الطبيب.. لنا.. بضرورة الغذاء الصحي أفْرَحَنا وأزال همنا، نحن بحاجة إلى معرفة أمر طبيعة الجسم خاصة ما له علاقة بالخلية التي ذكرها لنا ذلك الطبيب وأهميتها، وكذا طبيعة الغذاء الذي لا بد منه - . ه.م.م.ل.. الرياض الجرادية * ج: - نعم فكما أن الحياة ذاتها تحتاج إلى وعي ذكي وفقه جيد لها وصاح عميق فكذلك الغذاء نحن بحاجة إلى أساسياته ومعرفة تامة بمكوناته ودوره في: بناء الجسم وبناء النفس. وحتى في حال الحاجة والفقر فإن الدراية الجيدة لأصول الغذاء أمر لا بد منه، فالبر مثلاً الخالي من السكر والخميرة، واللبن والحليب الخاليان من البودرة والمواد الحافظة هذان غذاءان رخيصان تقريباً يمكن للبدن أن ينمو عليهما ويقوى -بإذن الله تعالى- ولهذا حسب قراءتي أُبين لك أن التمر مع اللبن غذاء وأي غذاء. وحتى يتم الجواب طبياً دائراً بين الطب العضوي والطب النفسي أنقل لك كلاماً حول ما تسأل عنه تحديداً لعله يكون وافياً وذلك بعد قناعتي به جاء في ذلك الكلام الطبي الجيد ما نصه: في كل يوم يتم بناء 500 بليون خلية جديدة في الجسم الإنساني لتحل محل الخلايا التي تموت. ويتطلب بناء خلايا جديدة تلك المغذيات الأساسية وإلا لا تستمر الحياة وهناك مغذيات أساسية منها حمضان دهنيان أساسيان (عوامل بناء الدهون) وتسعة أحماض أمينية أساسية (عوامل بناء البروتينات) وثمانية سكريات ضرورية (عوامل بناء الكربوهيدرات). والجسم يحتاج إلى المغذيات الأساسية ولكنه لا يستطيع تصنيعها بشكل كافٍ ولذلك يحتاج إلى توفرها من خلال الغذاء. 1- اللبيدات (الدهون): الحمضان الدهنيان الأساسيان هنا: حمض اللينوليك أي حمض الطرف 6 (او ميجا 6) حمض الفا - لونيليك اي حامض الطرف 3 (أو ميجا 3) * من أين نأتي بتلك الاحماض الدهنية الأساسية؟ أغلب أمريكا الشمالية ينقصه حمض الطرف 3 الأساسي وهناك زيت ممتاز لتعويض ذلك وهو زيت بذر الكتان العضوي المعصور على البارد غير المكرر والمحفوظ في زجاجة غامقة اللون. زيت بذر الكتان يتألف من 58% حمض الفا - لينوليك ويجب عدم تسخين هذا الزيت بتاتا وأخذ 1 - 2 ملعقة أكل منه يومياً مع الوجبة الرئيسية وهذا يوفر الحمضين الدهنيين الأساسيين اللذين تحتاجهما المائة تريليون خلية لتعمل بشكل جيد. ويمكن ايجاد زيت بذر الكتان في أغلب محلات الأغذية الصحية وهناك أنواع ممتازة من الزيوت تشمل زيت القنب الهندي وزيت اودو الكامل وزيت بذور القرع. وهذه يمكن الحصول عليها من معظم محلات الأغذية الصحية. 2- البروتينات: الأحماض الامينية الأساسية التسعة هي: ايسوليسين، لوسين، لاسين، فالين، ثريونين، ترايبتوفان، ميثيونين، فينيلالين، هيستدرين والاراجينين الذي يعتبر اساسياً في حالات معينة. من أين يمكن الحصول على هذه الاحماض الامينية التسعة؟ في الدول الصناعية يندر حدوث نقص في البروتين بسبب تناول اللحوم بمقادير كبيرة، لذلك نقترح ازالة كل منتجات الدقيق المكرر غير الصحية وايجاد بدائل نحضرها في المنزل من دقيق العلس مثل الخبز وعجينة البيتزا وكل المنتجات التي تحتوي على الدقيق. دقيق العلس الذي عمره 5000 سنة يمكن للجسم احتماله بشكل افضل من جميع الحبوب الاخرى فالعلس هو الوحيد الذي يحتوي على عديد السكريد المخاطي الذي ثبت أنه يزيد من مضاد الاكسدة الاساسي في الجسم أي الجلوتاثيون فزيادة مستوى الجلوتاثيون في الجسم امر بالغ الصعوبة في وجود عدد محدود من المستحضرات التي تم اختبارها بشكل علمي لتقوم بذلك يحتوي العلس على بروتين أكثر من القمح كما يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الاساسية التي يحتاجها الجسم يومياً لضمان صيانة مناسبة لخلايا الجسم والعلس يعتبر من الحبوب التي تحتوي على الدبقين ولذلك لا يعتبر مناسباً لأولئك الذين لديهم حساسية للدبقين وقد وجد أن الحبوب التي تحتوي على الدبقين لها صلة بأكثر من 225 عرضاً ومرضاً مختلفاً وانها يجب أن تعتبر الحلقة المفقودة بالنسبة لواضعي الحمية والمختصين بالتغذية والمستهلكين في العالم كله. وهناك أسباب عديدة للابتعاد عن الدبقين في الغذاء مثل الاكتئاب والتوحد وانفصام الشخصية ومرض السكر 1 ومرض هاشميتو ومتلازمة داون وأمراض الروماتيزم والتقزم والذئبة الحمراء وتيبس الجلد وتقرح الأمعاء الغليظة وهناك احتمال أن تسبب الحبوب التي تحتوي على الدبقين اعراضاً وأمراضاً ليست لها صلة بالأمعاء يحتمل أن تكون احدى الأسباب الخفية لأمراض الانحطاط العام المزمنة المنتشرة في هذا العصر. في رأيي ان العلس هو نوع الحبوب الوحيد الذي يحتوي على الدبقين الذي يجب تناوله ولكن عدم الاعتماد عليه العلس هو الطعام اللقطة لأنه يحتوي على الدبقين وعديد السكريد المخاطي. وإذا كنت تخشى من حساسية الدبقين هناك اختبار دم محدد لكشف ذلك هو ترانسجلو امينيز (tTG). الحبوب التي تحتوي على الدبقين هي القمح والجاودارر والشعير والقمح الشيلمي (الترايتكل وهو صنف من الحبوب مهجن من القمح والشليم) ويمكن ايضاً الشوفان وحبوب الحنطة تشمل العلس والكاموت والكلوب والدوروم والبرغل ولانكورن والسميد. والشوفان يحتوي على مادة شبيهة بالدبقين ولكنه لا تحتوي عليه اطلاقاً ولا يبدو أن للشوفان مشاكل للمصابين بمرض حساسية القمح (مرض سيلياك) الذي يجب أن يتناولوا حمية غذائية خالية من الدبقين حتى في المنتجات الاخرى (مثل الصلصات والحلويات وغيرها). وهناك حبوب ممتازة خالية من الدبقين وكلها بروتينات تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الاساسية هي الكينوا والدخن والامارانث أي القطيفة والحنطة السوداء وهي متوفرة في محلات بيع الاطعمة الصحية ولكنها تحتاج إلى ان يتعود عليها الفرد. وهناك طعام آخر هو الكفير kefir الذي يحتوي على الاحماض الامينية الاساسية وعدد كبير من البكتريا المفيدة. وعادة ما تحتوي اللحوم والبيض على مقادير كبيرة من المبيدات الحشرية والهرمونات والمضادات الحيوية ان لم تكن عضوية طبيعية. ولذلك انتبه عند شرائك للحوم. ومن الأفضل ان تقلل من استهلاك اللحوم والبيض ونستبدلها ببروتينات نباتية مثل لقاح النحل وخميرة البيرة والكوريللا chorella (وهو نوع من الطحالب الخضراء) والطحالب الزرقاء - الخضراء وبذور القنب الهندي. وهي اطعمة عالية البيورين. أما الأطعمة المتوسطة البيورين فتشمل الحبوب القديمة الكاملة (الاينكورن والامارانث والكينوا والعلس والكاموت والحنطة السوداء) والهليون والزهرة والفطر والبازلاء والمكسرات (اللوز البجلي والبندق) والبذور. كما أن منتجات الصويات المخمرة تحتوي على مقادير كافية من البروتينات ومنها التيمبه والميسو والناتو وصلصة الصويا تماري او شويو. إن حياتنا تعتمد على الله ثم على الجلوتاثيون ولا يمكن الاستغناء عنه لانه يحمي جهاز المناعة ويدخل في تصنيع وصيانة الدي أن أي والاستفادة من البروتينات. ولذا من الواضح أن الجلوتاثيون بروتين طبيعي لا يقدر بثمن يحمي كل خلية ونسيج وعضو في الجسم من الاصابة بالأمراض.