الحنطة السوداءBuckwheat ، على الرغم من اسمها، ليست لها علاقة بالحنطة المعروفة، وليست من الحبوب أصلاً إنما هي بذور تتكون كثمار في النبات مثل تكوّن بذور تبّاع الشمس. ومن مميزاتها أنها خالية من الدبقين فهي بديل مناسب لمن يعانون من حساسية القمح (مرض سيلياك). وهي بذور صغيرة صلبة مثلثة الشكل. والحنطة السوداء تزرع في اليابان وروسيا وأوكرانيا والصين وكوريا وشبه القارّة الهنديّة والولايات المتحدةالأمريكية. ومؤخراً، ابتدأت دول أخرى كسويسرا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا واستراليا بالاهتمام بزراعة الحنطة السوداء نظراً لخصائصها التغذوية المتميزة وبذور الحنطة السوداء (التي منها عدّة أنواع) تحتوي على حوالي 15% بروتينات، وهي غنيّة بأحماض أمينيّة ضروريّة مثل اللايسين والميثونين والترايبتوفان، والأحماض الدهنيّة فيها غير مشبعة، وبها كميات جيّدة من فيتامينات ب1 وب2 وب6. وأهم من ذلك كله هو غنى الحنطة السوداء بالروتين، وهو سكر عدادي من الفلافونيدات الحيوية (فيتامين p) التي تعمل كعامل فسيولوجي مضاد لتهتك الشعيرات الدمويّة الذي يسبب أمراض النزف وارتفاع ضغط الدم. ولذا فالحنطة السوداء مناسبة كغذاء للمسنين الذين يعانون من ضعف البصر وارتفاع ضغط العين كما تتميّز الحنطة السوداء بكونها مضاد أكسدة قوي. وفي الطب الصيني تؤكل الحنطة السوداء لتقوية الجسم وتنشيط العقل وشحذ حاستي السمع والبصر والتقليل من انتفاخ الأمعاء، وتهدئتها، وتحسين وظائف المعدة. وتقوية الشعيرات الدموية في الجسم كله مما يحدّ من دوالي الساقين. كما أثبتت الأبحاث الحديثة جدوى الحنطة السوداء في مكافحة الأورام الخبيثة. وقد عقدت عام 2004م في براغ في جمهورية التشيك ندوة عالمية بعنوان Advances in Buckwheat Research: Proceeding of the 9th International Symposium on Buckwheat وقد ألقيت خلال تلك الندوة أكثر من مائة ورقة بحث تتعلق كلها بمختلف نواحي الخصائص التغذوية للحنطة السوداء وأساليب زراعتها وطرق تصنيعها وأفضل السبل للاستفادة من بذور النبتة وأوراقها (وكل تلك البحوث متوفرة عبر الشبكة المعلوماتية بمجرد إدخال عنوان الندوة المذكور أعلاه). وتذكر بعض المصادر أن سبب عدم انتشار استخدامها عالمياً هو وجود بروتينات تسبب نوعاً من الحساسيّة لدى بعض الناس، فعلى من يريد الاستفادة من خصائصها التغذوية المذهلة مراقبة استجابة جسمه لها حتى يطمئن لمناسبتها له. وتباع الحنطة السوداء أو دقيقها في محلات بيع الأطعمة الصحيّة، كما يمكن شراؤها عبر الإنترنت. وبذورها تؤكل كاملة بعد نقعها ثم سلقها جيداً كبديل للأرز أو المكرونة. ودقيقها مناسب لتحضير البانكيك والمراصيع، أو لتثخين الصلصات وأطباق الشوربة (بدلاً من دقيق القمح).