شيع السودان أمس الزعيم الجنوبي جون قرنق بحضور الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من الرؤساء الأفارقة والمسؤولين العرب، ومن مختلف دول العالم بمدينة جوبا حاضرة الجنوب.. وحطت الطائرة التي تنقل جثمان جون قرنق النائب الأول للرئيس السوداني جون قرنق عند الساعة 12.20 بالتوقيت المحلي في مطار جوبا قادمة من مدينة رومبيك.. وكان في انتظار وصول الجثمان تحت شمس حارقة موكب يضم عسكريين في الجيش السوداني في الصف الأول ومقاتلين في الجيش الشعبي لتحرير السودان الذراع المسلحة للحركة الشعبية لتحرير السودان. وكانت مروحية للأمم المتحدة تحلق فوق المطار. وقد وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا قبيل ظهر السبت على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الوطنية، وبعد عشر دقائق هبطت طائرته الرئاسية خاوية على أرض المطار، وتقرر تبديل الطائرة لأسباب أمنية بحسب دبلوماسيين موجودين في المطار. وقد فرض الجيش السوداني تدابير أمنية مشددة في المطار وفي جوبا التي قرر قرنق جعلها عاصمة الجنوب السوداني خلال فترة الحكم الذاتي من ست سنوات بموجب اتفاق السلام، وكان قد تم الطواف بجثمان قرنق على مناطق جبال النوبة والكرمك في النيل الأزرق ومسقط رأسه في قرية قرب مدينة بور وأخيرا مدينة رومبيك، وذلك قبل أن يصل جوبا أمس.. وتم نقل النعش المغطى بعلم الحركة الشعبية إلى كاتدرائية جميع القديسين حيث أقيمت مراسم الجنازة وفقا للطريقة المسيحية.. وإلى جانب الرئيس السوداني عمر البشير شارك في الجنازة أيضا رئيس جنوب إفريقيا ثابو مبيكي ورئيس أوغندا يويري موسيفيني والرئيس الكيني مواي كيباكي. كما شارك في الجنازة رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري ورئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي والرئيس الكيني السابق دانييل اراب موي، ومسؤول الوكالة الأمريكية للتنمية اندرو ناتسيوس ومساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية كونستانس نيومان والممثل الخاص لواشنطن في السودان روجر وينتر. وقد احتشد عدد كبير من السودانيين من الجنوب والشمال أمس السبت تخيم عليهم مشاعر الحزن رافعين الأعلام السوداء وهم ينشدون الأغاني لتوديع قرنق الذي ساهم في إقرار السلام في أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة. وقال مراسلو رويترز في مطار جوبا: إن مئات من المقاتلين السابقين في الجيش الشعبي لتحرير السودان شاركوا في استقبال الجثمان لدى وصوله إلى مطار جوبا. وغنت النساء أغاني حزينة وحمل راكبو الدراجات أعلاما سوداء في شوارع البلدة فيما اصطف الآلاف على جانبي الطريق للمشاركة في تشييع جثمانه. وأثار مقتل قرنق في حادث تحطم مروحية بعد ثلاثة أسابيع فقط من أدائه اليمين كنائب للرئيس السوداني أعمال شغب غاضبة في العاصمة الخرطوم خلفت عشرات القتلى وغذت مخاوف أن ينهار الاتفاق على إنهاء 21 عاما من الحرب. وأثار مقتل قرنق مخاوف من احتمال انهيار اتفاق يناير الذي شكلت بمقتضاه حكومة يقتسم الشمال والجنوب السلطة في إطارها ويتيح للجنوبيين الاقتراع على الانفصال عن الشمال في غضون ستة أعوام. وقال مارتن لوال أحد مقاتلي الحركة (كان قائدنا المحبوب ووالدنا، أخشى أن تندلع الحرب مرة أخرى بدونه). وكتب على لافتات رفعت في جوبا اليوم (سيبقى قرنق حيا من خلال رؤيته وأفكاره ومبادئه) و(عاش نضاله من أجل المهمشين). إلا أن الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني وهو حليف قرنق أدلى بتصريحات أمس الأول أثارت قدرا من القلق عندما أشار إلى احتمال حدوث عمل مدبر وراء سقوط الطائرة التي كانت تحمل قرنق، وهي ذات الطائرة التي يتنقل بها موسيفيني.. وكان قرنق يعتبر مهما لنجاح عملية السلام في الجنوب وأعرب كثيرون عن أملهم في أن يساعد أيضا في إنهاء الصراع في إقليم دارفور في غرب السودان. وسارع خلفه سالفا كير إلى التعهد بتنفيذ اتفاقية السلام والتشديد على استعداده للمساعدة في حل أزمة دارفور. وكان قد تم يوم الجمعة مجددا تعديل برنامج جنازة قرنق لأسباب لوجستية، وأعلن عبيد كوندو المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الذراع السياسية لجيش التحرير أن الجثمان لن يمضي الليلة (ليلة الجمعة السبت) في جوبا كما كان مقررا إنما في بور، وهي المرحلة ما قبل الأخيرة في رحلة وداع قرنق. وعلى الرغم من أن مسؤولين اثنين من الولاياتالمتحدة حضرا التشييع إلا أن واشنطن دعت رعاياها قبل ساعات من المناسبة إلى عدم السفر إلى السودان بسبب ما قالت: إنه تواصل (التهديدات الإرهابية) الموجهة ضد المصالح الأمريكية والغربية بعد مقتل قرنق. وأثار مقتل قرنق مخاوف من احتمال انهيار اتفاق يناير الذي شكلت بمقتضاه حكومة يقتسم الشمال والجنوب السلطة في إطارها ويتيح للجنوبيين الاقتراع على الانفصال عن الشمال في غضون ستة أعوام. وقال مارتن لوال أحد مقاتلي الحركة (كان قائدنا المحبوب ووالدنا. أخشى أن تندلع الحرب مرة أخرى بدونه)، وكتب على لافتات رفعت في جوبا اليوم (سيبقى قرنق حيا من خلال رؤيته وأفكاره ومبادئه) و(عاش نضاله من أجل المهمشين).