سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سيلفاكير يخلف قرنق واشتباكات على مشارف الخرطوم ومقتل 42 شخصاً في اضطرابات الاثنين إقامة مراسم جنازة الزعيم الجنوبي في مدينة جوبا.. ومبعوثان أمريكيان للسودان
اختارت الحركة الشعبية لتحرير السودان سيلفاكير نائب زعيمها جون قرنق الذي لقي مصرعه السبت في حادث طائرة خليفة له، وقررت الحركة نقل جثمان فقيدها إلى مدينة جوبا. وفي الخرطوم عاد الهدوء بعد يوم من الشغب أسفر عن عشرات الجرحى، لكن حدثت اشتباكات محدودة على مشارف العاصمة وفي مدينة ود مدني إلى الجنوب من الخرطوم.. وقد أبلغت الحركة الشعبية لتحرير السودان مساء الاثنين الصحافيين في نيوسايت (جنوب السودان) أن سيلفاكير الرجل الثاني في الحركة وقائد جناحها العسكري المعروف باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، سيخلف جون قرنق على رأس الحركة وسيصبح تالياً النائب الأول لرئيس السودان. هذا وقد اشتبك سودانيون من الجنوب ومن الشمال على مشارف الخرطوم أمس الثلاثاء في اليوم الثاني من أعمال عنف اندلعت بعد مقتل الزعيم الجنوبي جون قرنق في تحطم طائرة، غير أن الخرطوم أمضت ليلة هادئة مساء الاثنين الثلاثاء.. كما ساد الهدوء يوم أمس الثلاثاء.. وقال أحد سكان منطقة عشوائية على مسافة عشرة كيلومترات من وسط الخرطوم لرويترز في حديث هاتفي: (وقعت مصادمات في الشوارع.. بين الشماليين المقيمين في المنطقة والجنوبيين الذين هاجموهم). وأفاد صحفيون سودانيون في المنطقة كذلك بوقوع اشتباكات على الرغم من الهدوء الذي ساد وسط الخرطوم. وقال شهود: إن الشرطة دخلت المنطقة وأمكن رؤية عدد من الطائرات الهليكوبتر تحلق فوق المنطقة. هذا وقد أعلنت مصادر طبية أمس الثلاثاء أن 42 شخصاً على الأقل قتلوا في أعمال الشغب التي اندلعت في العاصمة السودانية يوم الاثنين إثر الإعلان الرسمي عن مقتل قرنق.. وقال عقيل سوار الذهب مسؤول المشرحة في مستشفى الخرطوم العام: (لقد تسلمنا 26 جثة) فيما قال طبيب في مستشفى تابع للشرطة في منطقة بري بالعاصمة أن المستشفى لديه 16 جثة في المشرحة. وخرج بعض المصابين بعد تلقيهم العلاج اللازم، فيما تم تشييع جثامين بعض الضحايا من الشماليين والجنوبيين ورجال الشرطة.. وقالت المصادر: إن العاصمة السودانية قضت ليلة هادئة في ظل فرض حظر التجوال عليها من الساعة السادسة مساءً وحتى السادسة صباح أمس، وانتشرت قوات الشرطة المدعومة بالسيارات المصفحة والمدرعات في الشوارع الرئيسية.. وعادت الحياة تدب من جديد في شوارع العاصمة المثلثة منذ صباح أمس غير أنها لم تعد إلى طبيعتها كاملة، ولوحظ استمرار إغلاق أغلب المحال التجارية وندرة السيارات المارة خشية من تكرار أحداث الشغب. واللافت للنظر أنه قلت ظاهرة سير تجمعات الشباب (وهي ظاهرة يشتهر بها الجنوبيون في الخرطوم) إثر قرار والي الخرطوم بحظر التجمعات وتعطيل الدراسة وخصوصاً أن الجنوبيين الذين ارتكبوا أحداث التخريب والشغب كانوا يسيرون في جماعات مسلحين بالمدى والهراوات.. ومن جانب آخر شهدت مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، على بعد 200 كلم جنوبالخرطوم هجوماً من قبل بعض السودانيين الجنوبيبن على مركز شرطة حي عووضة نجم عنه إصابة عدد من أفراد الشرطة بجروح وإصابة مواطن بطلق ناري. واستطاعت قوات الشرطة فرض سيطرتها على المدينة وبدأت الحياة تسير سيرها الطبيعي. إلى ذلك أعلن المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في نيوسايت (جنوب السودان) أمس الثلاثاء أن مراسم جنازة النائب الأول للرئيس السوداني جون قرنق ستجرى في جوباالمدينة التي اختارها لتكون عاصمة الجنوب. وقال المتحدث باسم الحركة باغان أموم للصحافيين في نيوسايت التي نقل إليها جثمان قرنق مباشرة بعد الحادث: إن (القيادة قررت نقل الجثمان إلى جوبا). وأضاف أن (مراسم الدفن ستجرى في جوبا)، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد موعد للمراسم لكنها مرتقبة قريباً. وفي غضون ذلك دعت المجموعة الدولية إلى مواصلة عملية السلام في جنوب السودان بعد مقتل قرنق، وعبر الرئيس الأمريكي جورج بوش عن (حزنه العميق) لمقتل قرنق الذي أصبح نائباً للرئيس السوداني بموجب اتفاق أبرم في كانون الثاني - يناير مع الحكومة وأنهى أكثر من 21 عاماً من الحرب الأهلية. وقال بوش في بيان له: (كان زعيماً متبصراً ورجل سلام ساعد على توقيع اتفاق السلام الذي حمل الأمل إلى جميع السودانيين).. كما أوفدت الولاياتالمتحدة الاثنين دبلوماسيين رفيعي المستوى إلى السودان للتأكد من أن عملية السلام ستستمر بعد مقتل الزعيم الجنوبي جون قرنق في حادث مروحية. وأوضح الناطق باسم الخارجية الأمريكية أن كوني نيومان مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية وروجر وينتر المبعوث الخاص لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى السودان توجها إلى الخرطوم وإلى جنوب البلاد. وأضاف أن المبعوثين (سيجريان مشاورات مع الأطراف وسيشجعانهم على إبقاء الزخم في اتفاق السلام الشامل) الذي وقع في كانون الثاني - يناير لإنهاء عقدين من الحرب الأهلية والمضي في الجهود لإنهاء الأزمة في دارفور. وفي نيويورك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عن حزنه العميق لوفاة نائب الرئيس السوداني داعياً السودانيين إلى مواصلة عملية المصالحة والسلام. هذا وقد اعتبرت ريبيكا قرنق أرملة جون قرنق أن (رؤيته لا تزال حية) معربة عن أملها في تطبيق اتفاق السلام بجنوب السودان. وفي تصريح للصحافيين في مقر الجيش الشعبي لتحرير السودان في نيوسايت (جنوب السودان)، قالت ريبيكا قرنق: (لقد توفي ولكن رؤيته ما زالت حية) معربة عن الأمل في (تطبيق اتفاق السلام الشامل الذي وقع في التاسع من كانون الثاني - يناير في نيروبي بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والسلطات السودانية). ودعت السودانيين إلى (الهدوء) بعد المصادمات التي اندلعت في الخرطوم وفي جوبا، كبرى مدن الجنوب. وأضافت (أطلب من الناس التزام الهدوء). وأوضحت (كان رجل سلام ولم يكن يحب) هذا النوع من الحوادث. واعتبرت أن زوجها قضى في حادث وانها (مشيئة الله في أن يأخذه في هذا النهار لا أريد أن اتهم أحداً. لقد دنت ساعته).