شهد جنوب السودان أمس الخميس جولة رمزية أخيرة لجثمان زعيمه جون قرنق شملت أهم المدن التي ترمز الى نضال حركته"الجيش الشعبي لتحرير السودان". ويرافق الجنرال سالفا كير الذي تولى قيادة الحركة خلفاً لقرنق، الجثمان في هذه الجولة التي تنتهي اليوم الجمعة في جوبا، العاصمة التاريخية للجنوب السوداني، حيث ستجري مراسم تشييعه السبت. وكان قرنق قرر ان يجعل جوبا عاصمة جنوب السودان خلال فترة الحكم الذاتي التي تستمر ستة أعوام بحسب الدستور الجديد المنبثق عن اتفاق السلام الذي وقع في كانون الثاني يناير بين الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". وقالت مصادر ديبلوماسية ان الحركة لم تتمكن يوماً خلال الحرب التي استمرت 21 عاماً من الاستيلاء على جوبا التي تحرسها حامية عسكرية قوية ما زالت تضم الى اليوم بين اربعين وثمانين الف رجل. وأوضح مسؤول اعلامي في الحركة ان قرار دفن قرنق في جوبا اتخذ بسبب"الطابع الرمزي للعاصمة التاريخية". وأضاف:"صحيح ان دفنه في مكان آخر أكثر أماناً"نظراً الى الاضطرابات التي أسفرت عن سقوط 18 قتيلاً على الاقل ومئات الجرحى في جوبا بعد الاعلان عن وفاة قرنق الاثنين. الا ان كير أكد للصحافيين صباح أمس ان"المنطقة لا تعاني عدم استقرار أمني". وتقاليد قبيلة الدينكا التي يتحدر منها قرنق، تقضي بأن يدفن في مكان ولادته اي في اقليم بور. وقال مسؤولون في الحركة انهم قرروا تجاوز هذه التقاليد لأنه"رجل دولة"وجوبا ترتدي طابعاً"رمزياً". وكان جثمان قرنق الذي لف بعلم جنوب السودان، سُجّي في نيو سايت أحد معاقل"الحركة الشعبية". وسينقل أولاً الى كرمك حيث حققت الحركة انتصاراً مهماً على الجيش الحكومي في 1997. وسيتوقف الموكب في كودا حيث قتل مدرسون وتلاميذهم في قصف حكومي عام 2000، قبل ان ينقل الجثمان الى رومبك العاصمة الموقتة لجنوب السودان حيث سيبقى هناك ليلاً. والجمعة سيمر الموكب الجنائزي في ياي التي سيطر عليها"الجيش الشعبي لتحرير السودان"في 1997 وتتمتع بموقع استراتيجي بسبب قربها من جوبا. وستكون بور المرحلة قبل الأخيرة. وهذه المنطقة هي مسقط رأس قرنق في 1945 ومهد حركة التمرد الجنوبية التي بدأت بعصيان في الجيش. وأخيراً سيصل الجثمان مساء الجمعة الى جوبا حيث سيوارى.