وضُعت الشرطة الإسرائيلية أمس الثلاثاء في حال تأهُّب من درجة (الأحمر) لمنع عشرات الآلاف من معارضي الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة من التوجُّه إلى مستوطنات هذه المنطقة. وقال ناطق باسم الشرطة إنّ الشرطة الإسرائيلية وضُعت في حال تأهُّب (بدرجة الأحمر) وهي القصوى للمرة الأولى منذ الحرب التي أطلقت في العراق في اذار - مارس 2003م. وتريد الشرطة التي نشرت حوالي عشرة الآف عنصر منع المتظاهرين من التوجُّه (أمس) الثلاثاء إلى حدود قطاع غزة، بعدما أعلنوا عزمهم القيام بذلك. وينظم هذه المسيرة (مجلس مستوطنات) الضفة الغربيةوغزة، الذي يأمل في أن ترغم هذه التظاهرة الحكومة على التخلِّي عن الانسحاب من القطاع، بعدما خسر كل المعارك المتعلقة بهذا الملف في البرلمان. وكانت الشرطة قد نجحت أمس الأول الاثنين في منع المسيرة المزمعة لكنها سمحت للمتظاهرين بعد مفاوضات مع زعمائهم بقضاء الليل في كفار ميمون .. وتأتي المسيرة في إطار مظاهرات الاحتجاج على خطط إخلاء 25 مستوطنة في قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية، والمقرر البدء في تنفيذها في 17 آب - أغسطس المقبل. ومنعت الشرطة المسيرة لأنّ السلطات الإسرائيلية أعلنت الأسبوع الماضي حظر دخول الإسرائيليين قطاع غزة باستثناء أولئك المقيمين فيه. والمتظاهرون الذين تجمّعوا منذ يوم الاثنين في نيتيفوت بجنوب إسرائيل، أمضوا الليل في خيم في كفار ميمون، المدينة الواقعة على بعد كيلو مترات من نيتيفوت. وكانت الشرطة منعتهم في بادئ الأمر من الالتحاق بهذا المخيم، لكنها تراجعت عن ذلك لتجنب مواجهة كبرى .. لكن قوات الأمن أبقت أمس الثلاثاء على منع المتظاهرين من الاقتراب من معبر كيسوفيم الذي يتيح الوصول إلى مستوطنات قطاع غزة، لكيلا يحاول المتظاهرون الوصول إلى هذه المستوطنات المغلقة بأمر عسكري، تمهيداً لإخلائها في أقل من شهر. وغالبية المتظاهرين من اليهود المتطرفين، وبينهم قسم كبير من الشباب وكذلك عائلات بكاملها، جاءت مع أولادها.وارتدى الكثيرون قمصانا كُتب عليها (اليهودي لا يطرد اليهودي)، في إشارة إلى إجلاء ثمانية الآف مستوطن من قطاع غزة و500 آخرين من شمال الضفة الغربية اعتبارا من 17 اب - أغسطس. وتواصلت مسيرة ضمت 20 ألف شخص على الرغم من إعلان الشرطة أن المظاهرة التي يتوقع أن تكون أحد أكبر الاحتجاجات ضد الانسحاب الإسرائيلي من غزة غير قانونية. وقال رئيس الشرطة الإسرائيلية موشيه كارادي إن المشاركين في المظاهرة سيستغلون الحدث لوقف عملية إخلاء المستوطنات بتكوين عائق بشري ومحاولة دخول تكتل غوش قطيف الاستيطاني. وأوضحوا أن عشرات الآلاف تجمّعوا في نقاط للتجمُّع عبر إسرائيل والضفة الغربية مساء الاثنين، ولكن الشرطة منعت الناس من ركوب الحافلات. وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الشرطة صادرت رخص القيادة الخاصة ببعض سائقي الحافلات، كما أبلغت شركة التأجير بعدم استخدام حافلاتها في مسيرات الاحتجاج. ومن جانبه أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أن إسرائيل تخطط للبدء في الانسحاب من القطاع وإخلاء 21 مستوطنة فيه في 15 آب - أغسطس المقبل أو خلال 48 ساعة من ذلك التاريخ. إلى ذلك أظهر استطلاع للرأي نشره التلفزيون الإسرائيلي العام أنّ أغلبية الإسرائيليين تدعم الانسحاب من قطاع غزة وإجلاء المستوطنين الثمانية آلاف الذين يعيشون فيه والمقرر منتصف اب - اغسطس المقبل. وأشار الاستطلاع إلى إن 51 % من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم يؤيدون خطة رئيس الوزراء ارييل شارون للانسحاب من غزة، في حين يعارضها 30 % و19 % مترددين أو لا رأي لهم. وأجرى هذا الاستطلاع معهد (جيوكارتوغرافيا) على شريحة من 501 شخص.. وفي الأول من تموز - يوليو، اظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة يديعوت احرونوت أن نسبة المؤيدين للانسحاب من غزة كانت أكبر: 62 % من الإسرائيليين أيدوا الانسحاب وعارضه 31%.