يبدأ الجيش الاسرائيلي في 17 آب (اغسطس) اجلاء سكان 21 مستعمرة يهودية في قطاع غزة في عملية تشكل الجزء الاساسي من خطة الانسحاب التي تنص ايضا على اخلاء اربع مستعمرات معزولة في شمال قطاع غزة. وفي ما يلي مختلف عناصر ومعطيات الخطة التي وضعها رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون وتقضي للمرة الاولى بسحب اسرائيليين مدنيين وعسكريين من اراض فلسطينية احتلتها (إسرائيل) في عدوان 1967: ٭ مستعمرات غزة: في غزة 21 مستعمرة يقيم فيها حوالي ثمانية آلاف شخص. تحتل هذه المستعمرات حوالي ثلث مساحة قطاع غزة البالغة 362 كيلومترا مربعا. اما تجمع غوش قطيف الاستيطاني فيضم وحده 15 مستعمرة «عاصمتها» نيفيه ديكاليم. وكان حوالي خمسة آلاف مستوطن يعيشون في هذا المجمع حتى الاعلان عن قرب تطبيق خطة الفصل لكن مئات المقيمين غادروه منذ ذلك الحين. وفي الوقت نفسه، قال الجيش ان حوالي خمسة آلاف معارض للانسحاب نجحوا في التسلل الى قطاع غزة لمساعدة السكان على مقاومة اجلائهم. وبنيت اول مستعمرة في قطاع غزة وهي نيتسر حازاني عام 1976. اما آخر ثلاث مستعمرات صغيرة فانشئت في 2001 بعد اندلاع الانتفاضة الثانية. وهناك حوالي الفي منزل سيتم تدميرها اعتبارا من السابع من ايلول/سبتمبر مبدئيا، بعد اجلاء المستوطنين. ويرى خبراء ان عملية التدمير ستخلف انقاضا تزن ثمانين الف طن. كما سيتم تدمير 26 كنيسا. في المقابل لن تمس المباني العامة الاخرى. ٭ الأمن: يبلغ مجموع القوات الاسرائيلية التي ستنشر للانسحاب أربعين الفاً بين جنود وشرطيين. وسيشكل حوالي ثلاثين الفا منهم حزاما امنيا حول المستعمرات. وسيتنقل حوالي 6500 شرطي من منزل الى منزل لتطبيق خطة الفصل وسيتم توزيعهم في 400 فريق يضم كل منها 16 جنديا وشرطيا راجلين. من جهة اخرى، يفترض ان يقدم خمسة آلاف من رجال قوات الامن الفلسطينيين مساندتهم بضمان منع عناصر الفصائل المسلحة من الاخلال بعملية الانسحاب عبر ارتكاب هجمات ضد اسرائيل. ٭ التعويضات: خصصت الحكومة الاسرائيلية ثلاثة مليارات شيكل (665 مليون دولار) للتعويضات المالية للمستوطنين. وقدمت الادارة المكلفة الاخلاء سلفة تبلغ خمسين الف شيكل (11 الف دولار) لكل عائلة وقعت موافقة على الرحيل. وستحصل كل اسرة على ما بين مئتي الف و400 الف دولار الى جانب بدلات ايجار للسنتين المقبلتين بانتظار ان تختار هذه الاسر المكان النهائي للاقامة. وستحسب التعويضات على اساس حجم المنزل (الف دولار لكل متر مربع من اي منزل يتم اخلاؤه) وعدد سنوات الاقامة في قطاع غزة وعدد افراد الاسرة. مبدئيا، سيخسر الذين لم يكونوا قد رحلوا في 15 آب/اغسطس جزءا من التعويضات المحددة من قبل الحكومة لتشجيعهم على اخلاء بيوتهم ومن المساعدات المخصصة لايجاد سكن جديد. وقد خصصت السلطات الاسرائيلية حوالي 2500 حاوية لنقل الامتعة الشخصية للعائلات التي سترحل قبل موعد السابع عشر من آب/اغسطس. وفي المجموع ستكلف عملية الانسحاب من قطاع غزة 1,8 مليار دولار اميركي. مراحل الانسحاب وفي ما يلي مراحل الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة: آب/اغسطس: 14: تنتهي منتصف ليل 14 الى 15 (21,00 ت غ) مرحلة المغادرة الطوعية للمستوطنين. سيمنع بعدها الدخول الى المستوطنات ويصبح وضع الذين يبقون فيها غير قانوني، ويتعرض المتخلفون الى خسارة قسم من التعويضات المعروضة عليهم. 15: يأمر الجيش الاسرائيلي المستوطنين الذين لا يزالون موجودين بمغادرة منازلهم ويساعد في حزم امتعة الذين يوافقون على الرحيل بهدوء. 16: تنتهي المهلة الاضافية «لعملية الاخلاء مع مساعدة» منتصف ليل 16 الى 17. بعد هذه المهلة، يبدأ الجيش اخلاء المستوطنين شاؤوا ام ابوا. 17: فجراً، يبدأ ضابط في الشرطة بقرع ابواب المنازل التي لا يزال فيها سكان ويأمرهم بالصعود الى حافلة تقودهم الى (اسرائيل). ويتولى الجيش حزم الامتعة الشخصية والاثاث. وستتولى فرق من عناصر الشرطة والجنود غير المسلحين اخلاء المستوطنين المتخلفين بالقوة ويمكن ان تدخل فرق مساندة مسلحة. ويبدأ تفكيك المستعمرات على الارض بتسلسل غير معروف بعد. ويفترض ان يستمر بين ثلاثة واربعة اسابيع. ايلول/سبتمبر: في الاسبوع الاول من ايلول (سبتمبر)، يفترض ان يقوم الجيش باخلاء المستعمرات الاربع المعزولة في الضفة الغربية وهي: غنيم وحوميش وقديم وسانور. في الاسبوع الثاني، يقوم الجيش بجرف المنازل الخالية والكنس من المستوطنات التي تم اخلاؤها في قطاع غزة. ثم يبدأ الجيش انسحابه علما انه كان بدأ بتفكيك بعض البنى التحتية الخاصة به خلال الاسابيع الاخيرة. تشرين الاول/اكتوبر: ستتسلم القوى الامنية الفلسطينية التي يفترض ان تساهم في الحفاظ على الامن خلال الانسحاب، رسميا مسؤولية القطاعات التي اخليت. ينتهي الانسحاب قبل عيد راس السنة اليهودية في بداية تشرين الاول (اكتوبر)، بحسب ما توقع وزير الحرب الاسرائيلي شاوول موفاز. شارون يرفض الاعتذار ٭ من ناحية ثانية، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في مقابلة نشرتها صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس انه يرفض طلب الصفح من المستعمرين الذين سيتم اجلاؤهم من قطاع غزة واربع مستعمرات في الضفة الغربية. وقال شارون «من غير الوارد في هذه القضية طلب الصفح، وانما مشاطرة ألمهم» معلنا انه سيلقي خطابا مساء الاثنين للجمهور عشية بدء الانسحاب من قطاع غزة. وتاتي تصريحات شارون اثر كلمة توجه بها الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف الاربعاء وطلب فيها الصفح من المستعمرين الذين سيتم اجلاؤهم. وقال كاتساف انذاك «باسم دولة اسرائيل اطلب منكم الصفح لأننا نطالبكم بمغادرة منازلكم بعد ان اقمتم فيها عشرات السنين» في قطاع غزة وفي اربع مستعمرات معزولة في الضفة الغربية.