قالت خدمات إسعاف إسرائيلية: إن مسلحاً فتح النار على سيارة خارج مستوطنة يهودية بالضفة الغربية أمس الأحد مما أسفر عن إصابة اثنين من المستوطنين. وذكرت خدمات الإسعاف أن أحد الرجلين في حالة خطيرة بينما أصيب الآخر بجروح بسيطة في الهجوم الذي وقع خارج مستوطنة عطريت شمالي القدسالمحتلة. وزادت حدة التوتر منذ قتل مستوطن يهودي أربعة من عرب 48 بالرصاص في هجوم على حافلة في شمال إسرائيل يوم الخميس الماضي. وانهال حشد على المسلح ضرباً حتى الموت. وأمس أيضاً أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن فلسطينيين كانا يحاولان التسلل إلى فلسطين 48 أصيبا مساء السبت برصاص قوات الاحتلال في جنوبالضفة الغربية. وقال المصدر نفسه: إن الرجلين أحدهما في الرابعة والعشرين والثاني في الرابعة والثلاثين وهما على ما يبدو عاملان من دون ترخيص، أصيبا برصاص انطلق من سيارة جيب بينما كانا يحاولان الالتفاف حول حاجز غرب الخليل قرب الخط الأخضر الفاصل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. ونقل الاثنان إلى المستشفى في الخليل، حيث تبيّن أن إصابة أحدهما بليغة في حين ان إصابة الثاني طفيفة. وعلى صعيد آخر قال وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز في تصريحات أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس الأحد: إن 60 إلى 70 في المئة من المستوطنين المدعوين للجلاء عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية سيرحلون بإرادتهم. وعدّ موفاز في حديث لمحطة التلفزيون الإسرائيلي الثانية أن غالبية هؤلاء المستوطنين، أي ما بين 60 و70 في المئة منهم سيغادرون طوعاً منازلهم بين 15 و17 آب/ أغسطس الجاري، وهي المهلة القصوى المعطاة لهم قبل إجلائهم بالقوة. وتنص خطة الفصل على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإجلاء المستوطنين البالغ عددهم ثمانية آلاف المقيمين في 21 مستوطنة في القطاع وكذلك بضع مئات آخرين يقيمون في أربع مستوطنات بالضفة الغربية. وبحسب موفاز أيضاً فإن إجلاء المستوطنين سيتم على مرحلتين أو أربع مراحل، بعدها سيتم نقل الأثاث الذي تركه المستوطنون في منازلهم في حاويات. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة من جهتها أمس أن مائتي عائلة فقط من المستوطنين، من أصل 1550 مدعوة للجلاء عن المستوطنات، عقدت اتفاقات لإسكانها في إسرائيل. وأضافت الإذاعة أن حوالي ألف عائلة بدأت إجراءات في هذا المنحى مع الإدارة التي تشرف على إعادة إسكان المستوطنين المستهدفين في خطة الانسحاب. ووفقاً لمصدر حكومي إسرائيلي فإن حكومة شارون ستتخذ قراراً بشأن الانسحاب في مرحلة أولى من نتساريم وكفر داروم وموراغ وثلاثتها مستوطنات معزولة. وهذا الإجراء يتوافق مع القرار المبدئي الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية في حزيران/ يونيو 2004م للمصادقة على الإجلاء الفعلي على أربع مراحل متتالية اعتباراً من 17 آب/ أغسطس لثمانية آلاف مستوطن يقيمون في 21 مستوطنة في قطاع غزة وخمسمئة آخرين يقيمون في أربع مستوطنات معزولة في شمال الضفة الغربية. وقال الوزير بدون حقيبة تساهي هانيغبي للإذاعة الإسرائيلية العامة قبل التصويت النهائي على الانسحاب أمس: (إني أعارض مبدئياً إخلاء المستوطنات من طرف واحد وبدون مقابل. لذلك سأصوت ضد، لكني أمثل تيار أقلية). وتتوقع وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تعطي الحكومة ضوءها الأخضر الأسبوع المقبل لإخلاء مجمع مستوطنات غوش قطيف بجنوب قطاع غزة وفقاً لقرار حزيران/ يونيو 2004، لكن عمليات تصويت الحكومة لا تقيم ترتيباً أولوياً لإخلاء المستوطنات من قبل القوات الإسرائيلية التي تحدد خيارها تبعاً لمعايير أمنية. وكان وزير الدفاع شاوول موفاز ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حلوتز عرضاً على الحكومة الإسرائيلية وجهة نظرهما مشددين على ضرورة القيام بانسحاب سريع متواصل وليس على مراحل كما قررت الحكومة في حزيران/ يونيو 2004، وتخشى السلطات العسكرية الإسرائيلية من أن تصطدم عملية الانسحاب بتظاهرات كبيرة لمعارضي الانسحاب وبأعمال عنف محتملة لمجموعات فلسطينية مسلحة.