صفقنا كثيرا لخولة الكريع العالمة التي جعلت من نجاحها لسانا يحكي مجد مملكتنا، وتباهينا بها لأنها حققت نصرا على ذاتها وعلى الكتاب. وسعدنا بنجاحها أكثر لأنها امرأة أكدت للعالم أن نساء المملكة ورجالها في العلم صنوان. ولكن للحق يبقى لنا في خولة ما ليس لغيرنا.. هذه هي الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها فهي ابنة الجوف على أرضها، كانت أيام الطفولة والصبا وفي مدارسها كتبت سطر نجاحها الأول كما في بيوتنا نحن عاشت وفي داخل قلوبنا كبرت.. لهذا لم يحرمنا أحد أن نكون الأكثر تباهيا وسعادة بهذه النجمة التي زاحمت النجوم ونالت مقعدها الوثير فهي شقيقة لثلاثة أطباء لامعين من بينهم أصغر طبيب في المملكة سننا. فأبناء الجوف لهم مع العلم تاريخ نحسبه محفورا في ذاكرة الجميع لم يكن مستغربا أن نرى خولة اليوم وهي تكمل مسيرة علم بذاتها من قبل أكفاء وتواصل رحلة التميز وكأنها تقتفي في أيامها خطى الناجحين ولكن اسمحوا لي أن أتعرض لجانب أراه من الأهمية بمكان فنجاح خولة بنت سامي بن سليم الكريع في منظوري ثمرة رواها من زمن معلمون ومعلمات. وتميزها اليوم هو حصاد لمعطيات كثيرة ساهم في تقديمها كثيرون لهذا أرى نجاحها محسوبا لكل من علموها وتفوقها علامة مضيئة على بوابة مدرستها الأولى.. وما كل ذلك إلا لما قدمته حكومتنا الرشيدة للعلم وطلابه. هذا هو الفضل لم تنكره خولة بل أكدته في أحاديث عدة وهذا هو رحم الجوف ولاَّد دائما بأعظم الكفاءات ولعل المستعرض لكتاب المنطقة الناجح يرى أسماء لامعة أخذت موقعها على السطور. كم كنت أتمنى أن أستعيد في مقالي أصحاب العطاءات الجميلة والانتصارات العلمية الرائعة من أبناء الجوف رجالا كانوا أم نساء، كنت أتمنى أن أكتبهم بقلمي اسما اسما فما أجملها الأسماء المنتصرة على الذات وعلى الحياة، ولكني خشيت حقا من خيانة الذاكرة وخداع المراجع المغلوطة وانتابني الخوف من أن يسقط مني على الورق اسم بتاريخ عظيم. لهذا أكتفي أن أوجه دعوتي لكل أبناء الجوف وأناديهم بصوت امرأة محبة للمكان أن يكملوا الرحلة والمسيرة؛ فخولة الكريع لن تكون خاتمة العقد بل هي حبة واحدة من حباته ذات البريق.. أكملوا مسيرة النجاح فالجوف ما زالت تنتظر.