حلقتان حلت فيهما العالمة السعودية خولة الكريع ضيفة على برنامج «من الصفر» وصلت إلى ترند موقع التواصل الشهير «تويتر»، كانتا كفيلتين بإبراز الألق الذي اكتنف حياة ابنة الجوف التي طوعت ظروفها المختلفة والتحديات التي واجهتها لصناعة مستقبل استثنائي جعلها بين أهم العلماء في مجال الطب، ومن يقرأ الكفاح في عينيها ويستشعر دوافع الثقة التي تحدثت بها عن حياتها «من الصفر»، يدرك أنها ابنة رجل عظيم حال بينها وبين التعثر وكان يدفعها إلى الأمام على الدوام. هالة من الغموض أحاطت حياة خولة الحائزة على الدكتوراة في سرطانات الجينات من المركز القومي الأمريكي للأبحاث في ميريلاند، وقد ظلت شحيحة الظهور إعلامياً لسنوات، قبل أن يميط لقاؤها مع الزميل مفيد النويصراللثام عن تفاصيل ثرية في حياة امرأة سعودية حالمة تقول إن حدود طموحها عنان السماء. باحت العالمة السعودية وأول سيدة تحصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وعضو مجلس الشورى السابق الدكتورة خولة الكريّع بما لم تبحه طوال مسيرتها الزاهرة بالإنجازات والمكاسب، كشفت حكايتها كاملة من بيتها بالجوف إلى رئاستها لمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي، مرورا بالكثير من الحكايا التي تستحق أن تروى من سنوات الأمومة الأولى في الرياض أثناء دراسة الطب، إلى مغامرات الدراسة في «جورج تاون»، وجرأة السفر إلى بازل بحثا عن جهاز علمي متطور لم يكن متاحا للعامة آنذاك. شغف الكريّع بالعلم والمعرفة كان مترسخا في ذاتها منذ صغرها، إذ تروي أنها منذ طفولتها كانت تحرص على أن تنال الترتيب الأول في جميع مراحلها الدراسية، حتى أنها كانت تستمتع بنشر خبر أنها تريد أن تكون الأولى على مستوى المملكة لإلزام نفسها بها. وعن اختيارها لأول كوتة نسائية في مجلس الشورى، وصفت الكريّع الخطوة بأنها فاتحة خير على المرأة السعودية، كاشفة أنها اعتذرت في بداية الأمر عن الاختيار لانضمامها آنذاك للمجمع الدولي للسرطان وصعوبة التوفيق بين العملين، إلا أنها اقتنعت بإمكان ذلك. وزادت «لم أكن نشيطة في اللجان البرلمانية والرحلات الخارجية للمجلس، وتقدمت بطلب إعفاء في السنة الثالثة من الدورة لاقتناعي أن سقف توقعاتي مما أقدر على فعله يتخطى ما هو موجود». الراصد لردات الفعل على حلقة الدكتورة الكريّع يلمس امتلاكها لهجة تفاؤلية معدية، ونظرات حالمة وهي تتذكر مراحل مختلفة من حياتها، ما جعل كثيرين يتفقون على أن الريبة والتردد لم تجد طريقا لعقل الكريّع، حتى أن مديرة مدرستها في الجوف جويدة علم دار قالت «إن خولة كانت تقول بكل ثقة إنها ستكون طبيبة في المستقبل»، قصة الكريّع التي يجب أن تشاهدها كل فتاة سعودية وشاب أيضا باعثة للأمل والتفاؤل والشجاعة والإقبال على الحياة بكل ما فيها من مصاعب. ودعوة الزميل مفيد النويصر في نهاية حلقتي الكريّع بأن يجعل في «منزل كل أسرة سعودية بدوية مثل خولة»، تلخص حكاية العالمة السعودية التي غيرت معطيات المعادلة، ورسمت صورة نموذجية عن المرأة السعودية.