كرمت إثنينية خوجة الدكتورة خولة الكريع رئيسة مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني للأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي، وصاحبة وسام الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى الذي قلدها إياه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤخرا . حيث قدمت ضيفة الاثنينية شكرها لصحاب الاثنينية وقالت الكريع بان الشيخ عبد المقصود خوجه من رواد العصر البارزين ومن الوطنيين الصادقين بشهادة الجميع ، وما اثنينيته الا دليل على ذلك، فهي ليست فقط منتدى فكرياً وإنما هو صرح وطني شيده لنشر الثقافة والعلم في هذا الوطن وللاحتفاء برموز الفكر الأدبي والعربي خارج المملكة وداخلها، ولا شك أنها تحسب لمعالية السبق والريادة بأن أدخل العنصر النسائي في تكريم وفعاليات الاثنينية وهذا أمر غير مسبوق فيه، وذلك من خلال تكريمه للعناصر النسائية اللاتي ساهمن في خدمة الوطن فشكرا لمعاليكم وبوركت اثنينيتكم وشكرا لكلماتكم التي تشرفت بسماعها من الحضور.. وقالت الكريع ان من محاسن الصدف أن يتزامن احتفاؤكم مع وجودي من خلالكم في الاثنينية مع تكريم ولاة الأمر لجهودي البحثية وتقليد خادم الحرمين الشريفين سلمه الله الذي قلدني وسام الملك عبد العزيز. من الدرجة الأولى وحصولي على هذا الوسام الرفيع فيه مدلولات أشرككم فيها أولها أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره ، تؤمن بأهمية العلم والعلماء وتدرك بأن العلم الان في عصرنا هذا هو أساس التفاضل والسيادة والريادة. ان والد الجميع ينظر بعين العدالة لجميع أبناء الوطن ليس هنالك فرق بينهم ومقياس المفاضلة لديه ليست هذا ذكر وتلك أنثى وهذا من منطقة أو أخرى إنما مقياس التفاضل لديه هو العمل المخلص وتفاجأت كثيرا بخطابات التهنئة الكثيرة التي وصلتني من أصحاب سمو ووزراء ومسئولين وكتاب ومثقفين وكأن المجتمع السعودي ذا التفكير الوسطي يقول للمرأة السعودية حان وقتك وهذا عهدك وأصبح يبارك دخول المرأة إلى ميدان العمل ويشارك المرأة في مواقع العمل، ويبارك مشاركة المرأة له في تحمل المسئولية، بعيدا عن الوسام بعض الناس عندما ينظر إلى المرأة يحب أن يرى مسيرة المرأة مثالية كما يتصورها خيال الكتاب فجميع عوامل النجاح يجب أن تتوفر في ذلك الانسان ، أنا لا أحب هذه الصورة الوردية ، وأنا بطبيعتي أحب التفاؤل والعلم وأتمسك دائما بطموحي، فانني دائما في لقاءاتي الاعلامية المقروءة منها والمسموعة لا أحب السؤال من ساندك؟ ومن وقف معك؟ ، مع أن هذا السؤال لا يتردد أبدا مع أي رجل يجرى معه لقاء وإنما يكون مع امرأة سعودية ناجحة ، وكأن المرأة مخلوق ضعيف لا يستطيع أن يسير على الدرب إلا يكون وراؤها أحد :- ان نبوغ المرأة وعملها وجدها ومثابرتها أمور غير كافية ولا بد أن يكون وراؤها أحد وهذا الأحد لابد أن يكون رجلا وكأن المرأة عنصر غير قادر على النجاح والتفوق وهذه صورة نمطية مغلوطة يجب على الكتاب والمفكرين ألا يقعوا في مصيدتها، ويجب الا يفهم أن هذا اغفال لدور أسرتي في حياتي فكل الفخر والعرفان لأسرتي .. والمحرك الحقيقي الذي يقف وراء كل ناجح هو الايمان بالله والاخلاص في العمل واستثمار النبوغ الذي أعطانا له الله ، فمن يملك هذه الخلطة السرية يستطيع أن يتفوق ويبدع .. وقالت أحيطكم بسر وأنا محاطة بهذه الهالة الرائعة من المثقفين والكتاب أنني قبل أن اصبح طبيبة حلم حياتي ان اصبح أديبة فكانت القراءة متعتي والكتابة قمة سعادتي لأن القلم يستطيع أن يسبح في فضاء واسع من الأفكار لكن قدر الله أن اكون متفوقة في المواد العلمية، وكنت متشبعة إلى الأعماق بالنظرة المتزايدة أن العلم والأدب لا يجتمعان، لذا فضلت أن أحصل على لقب ( الدافورة) وهي لهجة عامية تطلق على الطالب أو الطالبة المنكبة تماما على الكتب . وقالت الكريع بأن سنة الامتياز والتدريب العملي كانت هي النقطة التي جعلتني اتخذ قراري بالتخصص في أمراض السرطان، فلم أجد أنه أمر كافٍ أن أكشف على مريض السرطان ثم أكتب له الوصفة الطبية فقط، كنت اشعر دائما بانه لا بد من تقديم المزيد لهؤلاء المرضى، كان يحز في نفسي ويؤلمني أشد الألم ما اشاهده من معاناة مرضى السرطانا، وان ما نقدمه لهم هو عبارة عن أدوية كيماوية مليئة بالسميات يتناولونها و يتحملون أضرارها، وكان يثير فضولي وتساؤلاتي لماذا عندما تقوم مجموعة من المرضى بمصارعة نفس المرض ونقوم كاطباء باعطائهم نفس الكيماوي ونفس الرعاية الطبية ومنهم من ينتصر بالرعاية ومنهم من ينخفص عنده المرض ثم يعاوده مرة أخرى، من هنا كان اهتمامي بمعرفة وكشف أسباب الأمراض الجينية سيما ونحن نعيش الان في عصر الخريطة الجينية والتي سرعت في حل الكثير من الرموز المحيطة بهذا المرض والحمد لله توصلنا إلى الأدوية الموجهة التي تقضي على الخلايا ااسرطانية بدون التأثير على الخلايا السليمة المحيطة بها .. واختتمت حديثها حيث قالت أود أن أكرر الوعد الذي قطعته لخادم الحرمين الشريفين باسمي وبالاصالة عن جميع الأطباء أن نعمل على تخفيف معاناة مرضى السرطان لدينا، ونعمل جاهدين بما أوتينا من تقنية بايجاد أفضل الوسائل الحديثة، ونسأل الله أن يمدنا بالعقل والقوة الانسانية لجعل وطننا الحبيب منبرا للعلم كما هو منبر للعطاء .. وقال صاحب الاثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة بان الدكتورة خولة جاءت بخطا ثابتة شقت طريقها من سكاكا بمنطقة الجوف مروراً بالرياض.. لتصل إلى جامعة (هارفارد) بالولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى أن قلدها خادم الحرمين الشريفين وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.. رحلة اكتنفتها الكثير من الصعاب فذللتها بالصبر والعزيمة والإصرار.. ضيفتنا الكريمة الأستاذة الدكتورة خولة بنت سامي الكريع، رئيس مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني للأورام التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض.. فمرحباً بها في مجلس علم يكرم ويقدر الإبداع والمبدعين، فهي من الذين يسعى نورهم بين أيديهم لينير الطريق ويمهده من خلال محاولات جادة تمسح بيد العلم والرحمة جبين الذين أرهقهم المرض العضال، وجالت أعينهم في أسقف المشافي بحثاً عن الخلاص، والتمسك بأكثر من قشة في مهب الرياح. واكد خوجة بأن معترك الحياة بكل تعقيداتها دفع ضيفتنا الكريمة لمتابعة التطورات غير المسبوقة في مجال الطب، فسعت بجهد مقدر، يتجاذبها تيارا التنافس والتكامل مع كبار العلماء شرقاً وغرباً، لترسم لنفسها موطئ قدم تحت شمس البحث العلمي.. يحدوها حلم كبير، وآمال جسام، يشد من أزرها وطن يعمل قادته وولاة أمره بنور البصيرة والبصر، إدراكاً مؤصلاً لأهمية العلم كعامل أساس في التنمية البشرية، وما يدور في فلكها من نمو اقتصادي، وتعليمي، وصناعي، وصحي، وحضاري. وقال خوجة أنتجت بذرة الأمل بحثاً واحداً فقط قدمه (مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني للأورام) فحاز القبول لدى (الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان) عام 2006م، وشهد العام التالي قبول خمسة بحوث، وتطور الأمر إلى قبول ثلاثة عشر بحثاً عام 2008م، وصولاً إلى قبول سبعة عشر بحثاً عام 2009م لدى نفس الجمعية، التي تعتبر مرجعاً عالمياً رائداً في مجال أبحاث السرطان.. وهو أعلى معدل تم قبوله من خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكلها بحوث متعمقة شملت معظم أنواع السرطانات، ومن أهمها الغدد الدرقية والليمفاوية ، والمبيض، والأورام السرطانية المختلفة.. وتم رصد هذه البحوث في أوراق مكتملة، مع نشرها في أعرق المجلات العلمية المتخصصة عالمياً. وقال خوجة وقد أوضحت عالمتنا الجليلة أن الاختراق الذي توصلت إليه في علاج السرطان يتعلق بالجينات البشرية، والمورثات التي تؤدي إلى النشاط السرطاني، مما يفتح باب الأمل واسعاً لإيجاد علاجات غير تقليدية، خاصة في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الكيميائي أو الذري.. إنه نصر من الله وفتح مبين.. نسأل الله أن يكلل مساعيها، والفريق العامل معها، لمزيد من النجاح والتوفيق لما فيه خدمة الإنسانية. وأكد خوجة بأن هذا الإسهام الذي سوف يتاح للبشرية قاطبة، يعني أن الأمة العربية والإسلامية في طريقها الصحيح لمواصلة ما انقطع من إنجازات نحن أصحابها، وقدمها للعالم روادنا الأوائل، كابن الهيثم أول من ألف في البصريات، وأبوبكر الرازي أول من أدخل المواد الكيماوية في الصيدلة، والبيروني أول من أدخل معادلة الوزن النوعي، وابن سينا، والفارابي، وغيرهم من جهابذة العلوم التطبيقية التي أنارت الطريق لمن تبع سناها. وقال خوجة إنه قدرك - أيتها العالمة الجليلة - أن تضربي بقلمك، وفكرك، ومبضعك، في غياهب المرض الفتاك، وتعودي بأحلامك الوردية مكللة بالنجاح، فهذه ضريبة تؤدينها كواحدة من العلماء الذين يحملون الهم العام فوق الخاص، ويجعلون منفعة البشرية هاجسهم الأول.. مضحية بكثير من متع الحياة وزينتها من أجل أهدافك النبيلة. فوا أسفى على قيم الخير، والحق، والعدل.. ولتبيض عيوننا من الدمع.. فكلنا ذاك الكظيم. ومن جانبه قال الدكتور رضا عبيد سبق تكريم العالمة الجليلة تكريم من قادتنا ومن صاحب الكلمة الأولى الملك عبد الله الذي يكرم العلماء، فالوسام تكريم لكل العلوم وهنا لفتة كريمة لتكريم المرأة هو تكريم لكل السيدات المبدعات، الدكتورة عندما عالجت هذه النقطة التي يعاني منها الكثير لم تعالجها بالطريقة التقليدية المتمثلة في الجراحة للخلايا السرطانية أو بالكيماوي أو بالأشعة ولكنها وجهت بحثها لمعرفة السبب الذي يؤدي إلى تسارع هذه الخلايا السرطانية، وقد وفقت في بحثها وكان هذا نصرا كبيرا لنا ولكل العلماء وان التقدير الذي حصلت عليه ليس من داخل المملكة بل من جهات عالمية معروفة في مجال البحث والمرأة السعودية ما أن تتاح لها الفرصة حتى تبدع وتثبت تفوقها وامكاناتها التي نراها الآن في الدكتورة العالمة المبدعة الدكتورة خولة الكريع . بعدها جاءت كلمة الدكتور أنور ماجد عشقي حيث قال لم أكن اصدق أننا كنا بالأمس نمارس حظرا على تعليم المرأة واليوم في هذه السنوات القلائل نجد أن المرأةالسعودية اثبتت للكون كله أنها قادرة على الابداع وقادرة على التفوق، لم يكن الوسام الذي قلده خادم الحرمين الشريفين للدكتورة خولة الكريع إلا تكريما للمرأة وتكريما للشعب السعودي ، إنك الآن ترسمين الطريق ، طريقا للخلود ومن ورائك النساء السعوديات اللائي قطعن العهد على أنفسهن أن يرفعن من شأن بنين وبنات هذه المملكة، بأني أرى هذه المرأة تكرم وتحصل على جائزة نوبل إن شاء الله، اقول لك لا تتأخري فنحن نتوق لهذا اليوم، ونحن في انتظار ما تقدمينه للأجيال القادمة . بعد ذلك توالت اسئلة الحضور حيث جاء ردها على سؤال بتوصل علماء أمراض السرطان لتحليل الرسائل المشفرة الرايسومات، تصنع البروتين في الخلية وايقاف النمو السرطاني اكدت خولة ان معظم الجينات هي لمعرفة اسرار الخلية وكيف تنقل الكلام من خارج الخلية إلى داخلها فالعلم كل يوم يكشف اسراراً جديدة وهو جزء من ابحاثنا .وعن حصولها على جائزة هارفارد عام 2007م وكيفية الاختيار وهل اثرت هذه الأبحاث على القيمة العلمية للكريع اجابت الدكتورة خولة بقولها في هارفارد لا يعطون الجائزة من بحث واحد ولكن يدرسون المسيرةالعلمية والانتاجية بصورة مستمرة وانتاجية البحوث وتنشر في مجلة محكمة ويتم التدقيق عليها ، فهم لهم ارقام معينة من الأربعين وتحت، عندما يكون لديك أبحاث بقوة معينة هذا ما يحسب في الحصول على جوائز علمية ، وقد رشحت لها بسبب انجازاتي البحثية على مدار سنوات، أما التحاقي بالتحرير في المجلة فهذا أعانني على القراءة أكثر والبحث أكثر والاطلاع ويقرأ من جميع أنحاء العالم ويقيّم فهو يعتبر اضافة علمية وليس لديه تأثير سلبي على عملي..