للأسف الشديد هناك العديد من الآراء والتي تصدر من الإسرائيليين أنفسهم الذين باتوا ينادون بالسلام ويشككون في جوهر إسرائيل كدولة يهودية، وهو التشكيك الذي بات أمراً خطيراً للغاية مع مساسه بالعديد من الأمور المهمة مثل التشجيع على الهجرة إلى إسرائيل. ويحضرني هنا المقال الذي كتبه جدعون ليفي في مقاله زمن الوكالة ولى والمنشور في صحيفة هآرتس بتاريخ 13 - 3 والذي طرح فيه ليفي سلسلة ادعاءات تشكك بجوهر دولة إسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي. والواقع فإن الهجرة إلى إسرائيل تساهم وبصورة حاسمة في ترسيخ وتحسين أمنها واقتصادها ولا يمكن تصور إسرائيل بدون مليون مهاجر من المهاجرين من الاتحاد السوفييتي على سبيل المثال. وأرى أن إسرائيل تعرض على العالم تحدياً من نوع آخر وهو التحدي القائم على بناء الدولة والمجتمع والتجسيد الذاتي والتجربة الروحانية الشخصية أو العلمانية ونحمد الرب على استمرار الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، صحيح إنها باتت هجرة قليلة نسبياً بسبب تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية في إسرائيل فإن الهجرة مستمرة. العام الماضي 2004 الذي يعد عاماً ضعيفاً نسبياً من حيث الهجرة، وصل أكثر من 22 ألف مهاجر وسجل ارتفاعاً في الهجرة بالذات من الدول الغربية الغنية مثل الولاياتالمتحدة وكندا وفرنسا، والوكالة اليهودية لا تعني فقط بالهجرة المباشرة بل تطور وتشغل منظومات تعليمية هائلة في أرجاء العالم من أجل التقريب إلى إسرائيل للجيل الشاب في الطوائف اليهودية. في العام الماضي في إطار المخططات التي تجسد هذه المنظومات، وصل إلى إسرائيل نحو 35 ألف شاب لفترات زمنية تتراوح بين 10 أيام وسنة. برنامج هذه المخططات يسعى إلى تعظيم هذا الميل والى جلب 20 ألفاً في زيارات أقصر. هذه الزيارة ستعزز جوهرياً العلاقة بين الشباب اليهودي وإسرائيل وستبطئ الميول الديمجرافية السلبية مثل هجرات الردة بين اليهود الساعين إلى ترك إسرائيل وتساعد في بلورة مخزون الهجرة الضرورية لإسرائيل والتي أصبحت كالهواء اللازم لمواصلة تطورها. * جدعون ليفي: أحد أهم الكتاب الإسرائيليين ومن المنادين بالسلام مع العرب ووقف معدلات الهجرة الكبيرة التي يقوم بها اليهود إلى إسرائيل. * ما بعد الصهيونية: هو توجه فكري ينتهجه عدد كبير من المفكرين اليهود الرافضين ليهودية إسرائيل والحركة الصهيونية وباتوا يتظاهرون أخيراً من أجل التعبير عن آرائهم.