** من الصعوبة جداً أن تنتقد شاعرا شعبيا لأنك حتماً ستضع نفسك في متاهات كبيرة أنت في غنى عنها. ** وربما.. وأقول.. ربما.. يقودك انتقادك الصريح لكدمات بسيطة.. ومؤلمة.. في أغلب الأحيان.. لكنك من المؤكد ستكمل مشروعك النقدي على السرير الأبيض..!! هذا ان لم تصبك حالة من الهذيان والهستيريا تدفعك للاكتفاء بانتقاد الممرضين والممرضات الذين يشرفون على حالتك. ** ربما.. أكون مبالغاً في ذلك. ** وربما..ان هناك من يصدقني القول.. ويؤكد أنني لامست جرُحا ما. ** إن هذا الشعور الساخر الذي ترددت كثيراً للكتابة عنه قد تولد لدي لأول مرة منذ أن تردد على مسامعي مثل شعبي انتشر في أوساط الساحة الشعبية كانتشار النار في الهشيم وهو: (ما دون الحلق إلا اليدين) ** تناقلته مانشيتات المطبوعات الشعبية في أكثر من موضوع وأكثر من موقف بداعٍ أم بغير داع. بل.. اوجدته بيئة الساحة.. وأفرزته لنا.. وعلّمته من لم يسمع بهذا المثل من قبل - وأنا أولهم - لكنني ولله الحمد لم استخدمه ولم أشأ ذكره أبداً.. بالرغم ان فيه شيئا من الحدّة والشدة! ** ورحم الله (محمد الكثيري) الذي فتح الباب على مصراعيه لهذا المثل الشعبي، والذي كان من أشهر تصريحاته الصحفية على الاطلاق، لكن أبا هشام حينها لم يوظفه بهذه الصورة الحالية التي يتم توظيفها فيه (للأسف) ولم يكن يعتبره تهديدا بقدر ما هو اجابة صريحة عن سؤال مؤلم.! ** لا أدري.. لماذا.. يتعمد بعض الشعراء توظيف هذا المثل بطريقة خاطئة وفي مواقف غير مناسبة تخلو من الحلم والأخلاق الفاضلة.. ** كل من يحاول أن يمارس نقد أية تجربة شعرية يخشى أن تكون ردة فعل الشاعر هي (ما دون الحلق إلا اليدين) لا أدري.. أيضاً.. ماذا يقصدون باليدين؟! وهل أصبحنا في ساحة شللية ** أعذروني.. على هذا التعبير لكنني.. أتساءل كيف سيمارس الناقد نقده على تجربة شاعر لا يتورع عن ممارسة أساليب التهديد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.! ** استغرب هذه البيئة الحساسة المخيفة في آن واحد.. فبدلاً من أن تكسب منها الأصدقاء والمحبين.. تكسب.. الهم.. والضغط.. والأعداء.! ** إنها.. أقل.. الساحات.. إنجاباً للأوفياء.. وأحمد الله أن من قال هذا ليس شخصي المتواضع بل هو أحد أعمدة الصحافة الشعبية في خليجنا العربي. ** أنا.. لست.. متشائماً.. كلا.. وألف.. كلا. بل هناك الأوفياء والأصدقاء والصادقون ولكنهم قليلون جداً قياساً بالأعداد الضخمة من الشعراء والصحفيين والمطبوعات.! ** فعندما.. نتساءل.. عن غياب الناقد.. فإن للبيئة غير المهيأة دورا كبيرا في ذلك.. ** وعندما تستمر نداءات المطبوعات الشعبية للناقد وللقلم الواعي لا بد أن تقوم هي بدورها من خلال تهيئة الأجواء المناسبة لذلك.. وإن لم تستطع فعليها ان تقوم بمنح تلك الأقلام الناقدة والهادفة والبناءة شيئا من (الحصانة) حفاظاً على ما تمتلكه تلك الأقلام من وعي عظيم.. وإدراك كبير.. ** نعلم جميعاً تفاصيل خروج العديد من الأقلام الأكاديمية الناقدة من الساحة بسبب سياسة (ما دون الحلق الا اليدين)!! والله يستر.! ** عزيزي الشاعر لا تفكّر ان مثل هؤلاء ينتقدونك من أجل شخصك فقط..ولا تنظر إلى تلك الكتابات من جانب ضيق لا يراه إلا أنت.. امنحهم الفرصة والثقة ومن انتقد تجربتك يوما بالنقص فإنه سيأتي حتما في موضع آخر ويصفها بالكمال والكمال لله.! ** فاصلة أخيرة ل(نويحي البديري): لو تجبر الدمعة عزا كل مجروح ردَّت دموعي كل من غاب عني!