عويد المطرفي «بعيد الهقاوي» شاعر له مكانته الشعرية على الساحة عرف من خلال قصائده التي تناقلها الجمهور ومن خلال الأمسيات التي شارك فيها سواء في مهرجان الجنادرية أو أمسيات الطائف استطاع من خلالها أن يكون له قاعدة جماهيرية لكنه في الآونة الاخيرة ابتعد عن الساحة معللاً ذلك بما أصابها من انحدار. «مدارات شعبية» التقت بعيد الهقاوي وكان لنا معه هذا اللقاء الذي اتسم بالصراحة فتعالوا معنا إلى هذا الحوار: *كيف كانت بداية عويد المطرفي «بعيد الهقاوي»؟ البداية الفعلية اعتبرها عام 1409ه وهي بداية بعيد الهقاوي مع الشعر الشعبي. * لماذا بدأت باسم مستعار؟ ولماذا اسم «بعيد الهقاوي»؟ أولاً: الاسم المستعار اختفيت خلفه لظروف. ثانياً: اخترت بعيد الهقاوي لأنه قوي ومؤثر وله صدى في الساحة الشعبية. * دائماً الشعراء يبدؤون باسم مستعار هل هو خوف من الفشل؟ لا بل بالعكس الاسم المستعار عندما يكتب خلفه الشاعر يريد من ذلك أولاً أثبات الوجود ثم الكشف بعد ذلك عن الاسم الحقيقي ولكن ليس هو الخوف من الفشل والهدف الاساسي من الاسم المستعار ومن خلال هذا الاسم المستعار يستطيع الشاعر ان يستقري رأي الجمهور بوضوح. * أول قصيدة كتبها عويد المطرفي؟ أول قصيدة كتبتها كانت في الرثاء بعكس الشباب عندما يبدون يكتبون في الغزل. * لماذا أنت مختف عن الساحة الشعبية؟ لابل بالعكس كان لي حضور ولكن في الآونة الأخيرة كان سبب اختفائي لبعض الظروف الخاصة ثم إنني غير راض لما آلت إليه الساحة. * لماذا؟ لأن الساحة الآن يوجد بها شللية وعدم انصاف للشاعر الحقيقي. * أين أنت من الأمسيات؟ بالنسبة إلى الأمسيات أنا بطبعي لا استجدي أحداً أو انكسر لاحد أو أترجى أحداً مثل البعض من الشعراء فهم يذهبون إلى منظمي الأمسيات ويترجى حتى يتم ادراج اسمه ضمن شعراء الأمسية الفلانية وأنا في غنى عن هذا الأسلوب ولم ألجأ إليه اطلاقاً ولن يكون في يوم من الأيام هذا هو أسلوبي وأنا شاعر واثق من نفسي وعزيز بشعري وباسمي وهذا لا يعني أنني لم أشارك في أمسيات بل بالعكس شاركت في عدد من الأمسيات. شاركت أربع مرات في مهرجان الجنادرية كشاعر نظم وشاركت في أمسيتين في الطائف إضافة إلى الأمسيات الخاصة. ولو إنني أشترك في الأمسيات الخاصة التي أدعى إليها يمكن أن أقيم كل أسبوع أمسية. * هناك من يتهم الشعر الشعبي بأنه يقلل من أهمية الشعر الفصيح؟ لا لا وأعتقد أن الشعر الشعبي لم يؤثر في الشعر الفصيح بل بالعكس واللغة العربية محفوظة بالقرآن الكريم. * هل هناك دليل على أن منظمي الأمسيات الشعرية يتلاعبون بالأمسيات وضيوفها؟ أكيد أغلب منظمي الأمسيات الشعبية لهم ميول وهناك لديهم شعراء مقربون أكثر من غيرهم والذي يستجديهم يقيمون له أمسية ولومارست هذا الشيء لكان لي في كل مهرجان أمسية. * وما هو موقفك؟ أنا عانيت منهم الشيء الكثير ولكن الحمدلله بقوة شعري واصراري استطعت الوصول إلى ما أنا فيه الآن. * شاركت في أمسيتين في الطائف كيف ترى صدى هذه الأمسيات؟ كان بين كل أمسية وأمسية فترة طويلة فأعتقد أن الأمسية الأخيرة كانت أفضل من الأمسية الأولى من ناحية التنظيم ومن ناحية الحضور ومن ناحية إبرازها إعلامياً. وأمسيات الطائف جميلة رغم ما قيل عنها إلا أنها جميلة استطاعت استقطاب أكبر عدد من الشعراء المبدعين في المملكة. * يعني أن الطائف أصبحت الآن مدينة الشعر؟ أكيد أكيد الطائف مدينة الشعر والجمال. * إلى أي أغراض الشعر تميل؟ إلى جميع أغراض الشعر والحمدلله وأنا متمكن من ذلك سواء كان شعر الغزل أو المدح أو الرثاء أو الكتابة للوطن. * هل تعتقد أن الساحة الآن بحاجة إلى نقاد؟ أكيد الساحة الشعبية في الوقت الحاضر هي بحاجة ماسة إلى النقاد من أي وقت مضى لأن الساحة أرى أنها الآن بدأت تتخبط بشكل عشوائي وغلب عليها الغش واختلط الحابل بالنابل. * لمن يكتب عويد؟ أكتب لكل جميل في جميع الأغراض ولمن يستحق الشعر. * هل الإعلام أنصفك؟ البعض أنصفني والبعض لا. * هل شاركت في المجلات الشعبية؟ أكيد. * هل ترى أنها فعلاً تستحق أن تكون مجلات شعبية خاصة بالشعر الشعبي؟ والله المجلات ليست في ميزان واحد خاصة من ناحية القوة فهي تتفاوت من مجلة إلى أخرى فهناك مجلات تستطيع من خلالها الوصول إلى الجماهير بسرعة ولها قاعدة جماهيرية كبيرة وهناك مجلات بالعكس المشاركة فيها تسيء للشاعر. * هل الواسطة لها دور في المجلات الشعبية؟ أكيد هذا موجود. * هل أنت راض عما ينشر في المجلات الشعبية؟ لا المجلات طبعاً فيها محسوبية مثل أي ساحة إعلامية وكل مطبوعة فيها محسوبية ولابد أن هناك أصدقاء للمحرر ويفرض قصيدة الشاعر على الآخرين دون النظر لجودتها. * هل مر عليك من هذه المواقف؟ شيء أكيد. * هل هناك بدائل أخرى عن النقد؟ النقد هو مرآة الشعر فأعتقد أنه لايوجد بدائل للنقد. * من يعجبك من الشعراء النظم؟ والله هناك الكثير من الشعراء وأعفني من تحديد أو ذكر اسماء والشعراء المبدعون كثيرون. * بيت سمعته وتمنيت أنك قائله؟ الابيات كثيرة ولكن هناك بيت للأمير سعود بن بندر رحمه الله وهو: ياليتني بينك وبين المضرة من غزة الشوكة إلى سكرة الموت * ماهي القصيدة التي لاقت قبولاً أكثر لدى الجمهور؟ هناك مجموعة من القصائد التي لاقت قبولاً لدى الجمهور ولكن أفضل هذه القصائد التي لاقت قبولاً هي: إذا نويتي تقهرين المزايين قولي لهن شوقي بعيد الهقاوي * ما هو شعورك عندما نشرت أول قصيدة؟ كدت أطير من الفرح وهي قصيدة غزلية لدرجة أنني شريت الكثير من النسخ للصحيفة التي نشرت بها القصيدة ووزعتها على الاصدقاء وبحق كان شعوراً جميلاً. * هناك شعراء «مستشعرون» يكتبون في المجلات الشعبية هل يستحقون أن يطلق عليهم شعراء؟ ليس كل من دخل الساحة وكتب قصيدة هو شاعر بل هناك شعراء «أو مستشعرون» كما قلت أنت موجودون في الساحة بفضل بعض المجلات ولكن هناك نماذج موجودة رغم أن الشعراء المبدعين ابتعدوا عن الساحة وهذا شيء يرجع لهؤلاء المبدعين ولربما أن الوضع في الساحة لايرضيهم أو أنهم ملوا الركض أمثال: الأمير بدر بن عبدالمحسن ومساعد الرشيدي وغيرهم. وربما هذا الابتعاد أعطى الفرصة للمستشعرين للدخول إلى الساحة. * عويد المطرفي عرف بالكلمة الشعرية الحساسة هل هناك تعاون بينك وبين فنانين؟ ليس هناك أي تعاون بيني وبين أي فنان وبصراحة ليس لدي الرغبة في غناء قصائدي والفنان الوحيد الذي طلب مني بعض القصائد هو الفنان عابد البلادي ولكن رغبتي كانت تقف حائلاً أمام ذلك وهذا تقصير مني وليس من الفنان عابد البلادي. * ماهو جديدك؟ ليس لدي جديد الا أنني بدأت في الاونة الأخيرة اتجه إلى نقد الساحة وما يحدث فيها بالشعر. *وماذا عن القصائد الغزلية؟ أنا لي سنتان تقريباً لم أكتب أي قصيدة غزلية لان الدافع انتهى وأنا انسان لا أتصنع القصيدة وأنا أكتب لهدف معين. * يقال إن الشاعر يكتب للجمهور هل هذا صحيح؟ أولاً أفضل أن يكون الشاعر صادقاً مع نفسه ومع جمهوره وهذا يمكن أن يكون موجوداً والقصيدة التي لاتخرج من معاناة ومن دافع حقيقي لا تؤدي إلى الغرض المطلوب ولاتلامس المشاعر. * ماذا تقول عن قضية بيع الشعر؟ هذه القضية سمعت عنها كثيراً وهناك عدد من الشعراء اعترفوا ببيع الشعر وهذه هي المشكلة الحقيقية لان الشاعر هنا يبيع مشاعره دون أن يراعي المصداقية في الشعور والمشاعر ثانياً كيف يرضى من يكتب له أن يأخذ مشاعر الآخرين وهل يضمن المشتري أن البائع لا يفشي سره. * ظاهرة بيع الشعر يقال إنها انتشرت بين الشاعرات؟ في الحقيقة أن الشاعرات هن أكثر من الشعراء عرضة لتشكيك فما أدري مسألة بيع الشعر كيف تكون ولا أؤمن بها ولكن هناك مقولة تقول «خلف كل شاعرة شاعر يكتب لها» والحل بيد الشاعرات وعليهن إثبات وجودهن والاستمرار هو الذي ينفي هذه الشكوك وأنا لا أعمم هذه الظاهرة على جميع الشاعرات بل بالعكس هناك شاعرات قديرات لهن مكانتهن في الساحة. * وماذا عن السرقات الشعرية! وهل تعرضت لها؟ والله أنا تعرضت لسرقتين أو ثلاث وهذا محزن جداً لأن السارق اعتدى على مشاعري وينسبها لنفسه ويحاول الصعود على أكتاف غيره وسرقة الشاعر صعبة جداً. * ماذا تتوقع للساحة الشعبية؟ المستقبل بعلم الغيب وأرى أنها متجهة اتجاهاً إلى الاسوأ مع كثرة المطبوعات والقنوات الإعلامية الأخرى مما أحدث خلطاً في الساحة وأصبح الغث مختلطاً مع السمين «اختلط الحابل بالنابل» والكل أصبح يطيل خاصته في مواقع الانترنت الشعرية. * هل هناك نيه لإصدار ديوان؟ النية موجودة ولكن لست مستعجلاً على اصدار الديوان والديوان ليس بالسهل الذي يتوقعه الناس من الصعوبة جداً أن ينزل الديوان إلى الاسواق لأن الشاعر لابد أن يكون عند حسن ظن الجمهور وقدر القارئ فلا يقدم لهم الا الشيء الذي يرضي اذواقهم. * كلمة أخيرة؟ أولاً أشكر صحيفة«الجزيرة» ممثلة في صفحة مدارات شعبية والزملاء القائمين عليها ثانياً أود أن أقول إن صحيفة«الجزيرة» هي من الصحف التي لها الريادة في خدمة الادب الشعبي منذ فترة طويلة.