اطلعت على ما حررته لنا الكاتبة هدى بنت فهد المعجل من الدمام في مقال بزاويتها الثابتة (بلا تردد) في صفحة مقالات بعدد الأربعاء الموافق 10-11-1425ه واختارت له عنوان المستغرب والمتعجب (لم نعتد هدوء الشباب). وأشكر الكاتبة على ما تطالعنا به من مقالات ومواضيع مهمة تطرحها لنا بلا تردد أو مجاملة، فلقد لمست من خلال قراءتي لسطور هذا المقال ومن الوهلة الأولى تفاعلها وتضامنها مع فئة الشباب وطرح الموضوع بمصداقية وواقعية، وهذا ما نتطلع إليه نحن القراء حقيقة. واتفق معها فيما ذكرته ولا أتفق مع ما أتحفنا به القارئ فهد الحماد في مقاله المنشور بعدد الأربعاء 17-11 تعقيبا على ما تفضلت به الكاتبة وما ذكرته بعدم الاستعجال كون الحوار مجرد فكرة وفي بداياته، وهذا غير صحيح لأن أي حوار ناجح يبدأ من أوله. فلقد بدأ الحوار الوطني في نسخته الرابعة وبعنوانه الجديد (قضايا الشباب.. الواقع والتطلعات)، والمستهدف منه فئة الشباب وتم اختيار مكان انعقاده في الشرقية الشهر المنصرم وانتهى بهدوء دون أن نشعر به. وما تعلل به الحماد يخالف الصواب. والدليل على ذلك، الحوار السابق الذي تناول شؤون المرأة السعودية. ولم أسمع عن حوار ناجح بدأ وانتهى بلا تحضير ولا حملة إعلانية.. فكيف بالله يعلم المستهدفون بهذا الحوار، ولو وضع استفتاء كما ذكرت الأخت هدى سئل فيه سؤال فحواه هل تعلم بانعقاد حوار وطني يخصكم أيها الشباب من الجنسين؟ لكانت الإجابة وبشكل جماعي وقاطع (لا)، يا أخي حتى الكتاب لم يعلموا بهذا الحوار وما يحمله من نقاط وبنود كي يتفاعلون معه، فما بالك يا حماد بأصحاب الشأن أنفسهم. بصراحة أسئلة كثيرة تدور في ذهن كل شاب.. تدور حول عقد هذه الحوارات ولا يتسع الوقت لذكرها، وأذكر منها القليل وأضع عليها علامة استفهام.. أطرحها على شكل تساؤلات أضعها على طاولة القائمين على هذا الحوار.. إذا أردتم فعلا أن ينجح هذا الحوار! متمنيا أن أجد إجابة شافية ووافية ممن يهمه هذا الأمر. - هل بسبب عدم الإعداد الجيد والمطلوب لإجراء حوار كهذا من قبل المشرفين عليه؟! - أم لكونه عقد بمنطقة واحدة فقط ولم يشمل المناطق الأخرى؟! - أم لكون المشاركين في الحوار تم اختيارهم عشوائيا ولم يتفاعلوا مع بعضهم البعض؟! - أم أن النقاط الموضوعة لهذا الحوار لم تكن بمستوى التطلعات المنشودة كما هو مسمى الحوار؟! - أم لكونها التجربة الأولى لهذه الفئة من الجنسين ولم يتعودا على هذا النوع من الملتقيات؟! - أم لعدم الاهتمام والعزف عنه لتصورهم بأنه لا قيمة لصوتهم وما سيطرحونه من مقترحات؟! - أم بسبب عدم الاهتمام الإعلامي المرئي والمقروء لكون الأمر لا يستحق ذلك الاهتمام الكبير؟! - أم لأن المواضيع فرضت على المشاركين فرضا ولم يتفاعلوا ويشاركوا بالشكل المطلوب؟! - أم لسبب أن الوقت لم يكن مناسبا لعقد هذا الحوار؟! وفي نهاية تعقيبي هذا أشكر جريدتنا الجزيرة والقائمين عليها وعلى رأسهم رئيس التحرير بالشكر الجزيل على إبداء الرأي والرأي الآخر، وجعل الصحيفة متنفسا لنا وهمزة وصل بيننا وبين المسؤولين دون عائق يذكر، ولا أنسى أن أشكر الكاتبة هدى المعجل على ما تطالعنا به بزاويتها الأسبوعية (بلا تردد) من مواضيع نجد فيها حيادية ومصداقية نفتقدها نحن القراء فيما نقرأه بالصحف الأخرى، وأشكر أيضا أخي القارئ الحماد على رأيه الذي يهمني سماعه لأنني أحترم الرأي الآخر ولو كان يخالف رأيي، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كما هو معروف.. هذا والله من وراء القصد.