قرأت منذ فترة تعقيب الأخت راضية البقشي على مقالة للزميلة المجتهدة العنود عبدالعزيز أبو نهية، وبصراحة (وبدون زعل)! أرى أن تعقيب الأخت راضية لم يكن له أي ضرورة، فقد كان نقدها غير منطقي البتة ولا يحمل هدفا سوى الهجوم على أعمال صحفية قدمت الكثير من الموضوعات التي يجدر بنا أن نقدرها لا أن نرمي صاحبتها بأقسى أنواع النقد.. ولكن ماذا عسانا أن نقول سوى أن كل الأشجار المثمرة ترمى بالحجارة وهكذا هو واقع جميع الناجحين وأصحاب العمل النزيه. لقد عرفت الزميلة العنود منذ فترة طويلة ورغم أننا لم نجتمع كثيرا إلا أنها برأيي ورأي الكثيرين بلا شك انسانة صادقة وذات نوايا طيبة، حتى عملها لا يخلو من لمساتها الشخصية المليئة بالمصداقية التي يفتقدها الكثير من المحررين مع احترامي لهم كزملاء في المهنة. الأخت والزميلة العنود عملت بجد في سبيل تقديم أعمال ميدانية عديدة، وأثبتت اسمها بجدارة تامة في الفترة الأخيرة حتى أصبح الكثيرون يعتبرها الصحفية الأولى في منطقة الاحساء أما بقية الصحفيات من منطقتها فهن في رأيي وفي رأي كل قارىء متابع ما زلن (سنة أولى صحافة)!.. فمن ذا الذي قد جمع كل هذه المميزات منهن غير العنود، فهي كاتبة جيدة ومحررة مجتهدة، وفي نفس الوقت متحدثة بارعة، على النقيض من بعض الكتاب ممن يبهرك أسلوبهم في كتابة المقال وعندما تلتقي أحدهم تصدم بأسلوبه الركيك في الحوار فتغير نظرتك 180 درجة!! باختصار: العنود اسم من الأسماء التي نفخر ونعتز بها ليس كزميلة في جريدتنا الغراء ولكن على مستوى المنطقة، ويؤسفني هنا أن ينعدم الذوق و(الفهم) لدى البعض ويخون المستوى الثقافي هؤلاء ليهاجموا العمل الجيد والمشرف تماما كالأخت راضية.. وأتساءل لماذا لا يبدل البعض من هؤلاء مشاعر الحسد بالاعتزاز والتشجيع؟!! وما الضير يا أخت راضية في انتشار العنود بكتاباتها سواء في ملحق الخميس أو الواحة أو سواهما؟.. ثم لم تقولين أن هناك ثمة ارتباكا فيما طرحته العنود رغم أن المقالة مفهومة للجميع. في الواقع لقد قرأت مقالة الزميلة العنود بعنوان (رحلة حب) ولم أجد ما تعنيه وما أشارت له الأخت راضية في نقدها اللاذع، ثم ان تقسيم المقالة الى عدد من الفقرات والذي وصفته الأخت راضية بأنه يتنافى مع ما يوده القارىء، نهج أكبر الكتاب العرب، وهو يجذب القراء كونه يسهل قراءة سطور طويلة فقرة فقرة فلا يمله القارىء، إنه أسلوب عصري يمكن الكاتب من التطرق للعديد من المواضيع في مقالة واحدة. الأخت القارئة راضية تساءلت أيضا ما علاقة عنوان (رحلة حب) بالفقرات التي تتجمع منها الزاوية، ونعذر الاخت لتساؤلاتها فهي على ما يبدو لا تفهم ان كل فقرة كالمحطة وبالتالي فإن المقالة تظهر بصورة رحلة، أما بالنسبة لماذا توقفت عند الفنانة تغريد البقشي قبلا شك لان الأخت الفنانة تغريد تستحق لمهاراتها وذوقها الرفيع مقالات وليس مقالة واحدة من الثناء، فقد سبق واطلعت على لوحاتها الجميلة التي نتشرف أنها من صنع امرأة الخليج والشرقية، أنها موهوبة ولا تلام الزميلة العنود على تقديرها للفنانة تغريد بهذه الصورة.لا أريد الإطالة على أعزائي القراء وقبل الختام أود أن أقول للاخت راضية انني أنا وكثيرين غيري فهمنا واستمتعنا بمقالة الزميلة العنود فلماذا لم تفهميها أنت؟؟؟ هل هو قلة ثقافة أم عدم ادراك لمصطلحات الصحافة.. أم رغبة في النقد فحسب؟ أجيبي عما بين الأقواس أو لا تجيبي.. في النهاية يبقى الأهم أن تكوني مؤمنة بما اختتمتي به نقدك وهجومك لأصحاب حرب داحس والغبراء. كلمة أخيرة أتساءل وأتعجب من حال بعض القراء، فهناك من نصب نفسه مصححا لغويا فيتصيد الأخطاء الاملائية بل حتى المطبعية وأخطاء التكرار الفنية التي لا ذنب لنا فيها، هل هم (متفرغون) لدرجة أنهم يقضون وقت فراغهم الطويل في البحث عن العيوب والأخطاء؟!.. بصراحة كم أحسدهم على قدرتهم في قراءة كل سطر من كل صفحة في الجريدة!! أذكر أن هناك قارئة (الله يذكرها بالخير) كانت ترسل لصفحة (عزيزي رئيس التحرير) أسبوعيا ملاحظات وانتقادات وكنت أضحك على هذه الثقة الغريبة. وهناك من (السذج والمساكين) من يقولون أن معظم المحررين والكتاب تصحح لهم المواد في اللغة والاملاء وتسلسل الكلام وغيره الكثير.. كلام قد يكون مؤلما بالنسبة لنا نحن المحررين إذ أننا نتعب كثيرا ونبذل جهدا في عمل تحقيق أو استطلاع ميداني ونكتب المقالات بمساعدة مواهبنا ومهاراتنا وليس بمساعدة غيرنا، وإن كان هناك من يعمل في مجال الصحافة بهذا الشكل فهم قلة واقتحموا المجال وفرضوا أنفسهم فيه بالواسطة أو بأساليب أخرى، والحمد لله أن صحافتنا تحفل بالمستويات الموهوبة والمبدعة والتي تحمل مميزات تنافس المستويات الأخرى خارج المملكة ولكن ماذا نقول.. فالخير يخص والشر يعم.. وهكذا هو الحال محرر متواضع العلم والثقافة ومستهتر واتكالي يظنون أن الكل على شاكلته.. قلت لن أطيل على أعزائي القراء وأطلت الحديث.. أعتذر وأتوقف إلى هذا الحد رغم أن لدي الكثير من الكلام لكني أترك المجال في هذه الصفحة لغيري من هواة النقد اللاذع فهم بنقدهم يضيفون الكثير.