إن الكاتب لا يكفي أن يكون متمتعاً بقدر مناسب من العلم والثقافة، بل يجب أن يحترم قلمه ويكون مؤمنا بما يكتب ويكون ملما بكثير من الأمور التي من أهمها أدب الحوار مع الآخر واحترام الرأي الآخر وتقبل النقد البناء لأنه بلا شك في صالح الكاتب كما هو في صالح المجتمع، ولذلك أحترم كل رسالة تصل إليّ سواء عبر بريدي الإلكتروني أو صندوق البريد أو الفاكس ولاشك كما يوجد كتاب مميزون لدى البعض يوجد قراء مميزون أيضا لدى الكاتب من خلال تفاعلهم مع ما ينشر وطرحهم الموضوعي واللبق والمهذب سواء كان عتابا ونقداً بناءً ام مديحاً وإشادة، كلها تحظى بكل اهتمام واحترام من الكاتب.. ومع أني اهتم بالقضايا السياسية ونادراً ما أتطرق للقضايا الاجتماعية إلا أن مقال«عانس.. ولا ضرة» أثار الكثير من ردود الأفعال التي كانت متباينة أحياناً فكل فهم المقال بطريقته وبخلفيته الثقافية وهناك من قرأ ما بين السطور وهناك من فوجئ بالاحصائيات التي طرحت، لكني سعدت بجميع ردود الأفعال التي وردتني لأنها بالرغم من تباينها إلا أنها كانت على درجة كبيرة من النضج والرقي في الأسلوب وغاية في التهذيب، إلا رسالة واحدة شذت عن كل الضوابط والأصول المتعارف عليها ولم تراع أدب الحوار وأصول وقواعد النقد البناء، وهي التي نشرت يوم الاثنين 7 جمادى الأولى 1424ه في صفحة عزيزتي الجزيرة للقارئ عبده جماح الحمدي، تحت عنوان «إنك كمن يدخل الهيجاء بغير سلاح» مع أني حظيت برسائل عديدة من الأخ المذكور ومنذ بداياتي في الصحافة تحمل إطراء لشخصي وإشادة بمقالاتي بشكل مبالغ فيه إلى حد أنها تخجلني وتتناقض كثيراً مع ما طرحه في صفحة عزيزتي الجزيرة بمقاله المشار إليه، ولان هذا الاخ في نقده أو حواره يجهل أدب الحوار وأصول وقواعد ذلك فإنه لا يمكنني الإجابة عليه بمثل تعابيره وألفاظه التي استعملها «لأن كل إناء بما فيه ينضح». كلمات شكر أقدم خالص الشكر للأستاذ سعود بن عبدالعزيز الموسى، من الرياض على رسالته وما ورد فيها من ثناء فهي وسام لي بالفعل أعتز به كثيرا لأنها من مثقف من أبناء وطني الغالي. وأشكر الأستاذ ياسر لافي البدراني، من المدينةالمنورة، على رسالته وما ورد فيها من ثناء وأتمنى أن أكون عند حسن الظن بي دائما. كما أشكر الأخت والزميلة الكاتبة مشاعل العيسى على مداخلتها الجميلة وطرحها عبر عزيزتي الجزيرة يوم الاربعاء 24 ربيع الآخر 1424ه تعقيبا على مقالي «عانس.. ولاضرة». وأشكر الأستاذ ظاهر بن علي الظاهر على مداخلته المطولة عبر عزيزتي الجزيرة يوم الأحد 22 ربيع الآخر 1424ه تعقيبا على مقالي «عانس.. ولا ضرة»، كما أشكره مرة أخرى لإشادته بمقالاتي السياسية.وأخيراً أقول: مرحبا بكل نقد بناء وبكل حوار ملتزم ومتزن، ولا لكل من يجهل أدب الحوار ويجهل أصول وضوابط النقد البناء.