كثيرة هي المحطات الفضائية التلفزيونية التي ظهرت في الأشهر الأخيرة، حيث امتلأ الفضاء الإعلامي بالعديد من هذه المحطات التي تنوعت في مجالات عدة: من الغناء إلى المعلومات إلى الأخبار والاقتصاد والتسويق.. بل حتى لخدمة المقامرين والباحثين عن المتعة والترفيه والأخبار والأحداث التي يشهدها العالم. بعض هذه المحطات سقط منذ اليوم الأول ولم يجد قبولاً إلا من فئة قليلة استهدفها من أطلقوا تلك المحطة، والبعض القليل والقليل جداً من هذه المحطات وجد قبولاً ومتابعة ظلت تتزايد ويتضاعف مريدوها باستمرار لوضوح هدفها وقوة أدائها المهني وخدمتها للقضايا الجادة التي تهم المتلقين الذين وجدوا في المحطة الجديدة إضافة مهمة سدت فراغاً كانوا يبحثون عمن يملؤه. من بين هذه المحطات الفضائية الناجحة والقليلة جداً محطة الإخبارية، هذه المحطة السعودية -التي مرت قبل أيام الذكرى الأولى لانطلاقها- لم تسد فراغاً كان يعاني منه الإعلام السعودي فحسب، بل مثلت إضافة لإعلام جاد وصادق استفاد من التقنيات الجديدة لتقديم خدمات إعلامية بشفافية دون الوقوع في مستنقع المزايدات والمهاترات الممجوجة والعراك الفضائي الذي ملّه المشاهدون. وهكذا وجدت (الإخبارية) قبولاً وإقبالاً ليس من المتلقي السعودي فحسب، بل من المواطن العربي الذي يبحث عن الرسالة الإعلامية النقية التي لا تدس السم بالعسل. وقد تميزت (الإخبارية) في السنة الأولى من عمرها بحضورها القوي في كل الأحداث المحلية السعودية، ونقلت الوقائع بمصداقية وشفافية ومهنية عالية أكدت تفوق الإعلام السعودي، وخاصة في الزميلات الإعلاميات اللاتي تجاوزن الصعاب، بل وتفوقن على زملائهن من الشباب. والذي تابع تغطيات الأحداث الإرهابية -وخاصة ما حصل لمجمع المحيا والحادثتين الأخيرتين المتمثلتين في استهداف مبنى وزارة الداخلية ومبنى قوة الطوارئ- يلاحظ أن (الإخبارية) المحطة التلفزيونية الأكثر حضوراً وتميزاً وتفوقت على العديد من المحطات التلفزيونية، بل وأصبحت مصدراً للمعلومات والأخبار، حيث نقلت عنها وسائل إعلام محلية وعربية كثيرة. المفرح أيضاً أن هذا الحضور والتميز سجل عبر إعلاميات وإعلاميين سعوديين، شباب يتفجرون حماساً ويتمتعون بمهنية عالية، وهذا ما يدحض ما يروج له من أن الشباب السعودي لا يمكن أن يعوض هيمنة المستوردين من الإعلاميين والصحفيين الذين تذخر بهم وسائل الإعلام والمحطات الفضائية الخليجية. أما أهم إضافة إعلامية خدمة للوطن وللمملكة العربية السعودية برأيي فهو نقل الرأي السعودي والموقف الشعبي، وبالذات موقف المفكرين والمثقفين الذين كانوا مغيبين من قبل وسائل الإعلام التلفزيونية التي كانت تبحث عمن يخدم توجهاتها والأهداف التي أنشئت من أجلها. وهكذا جاءت (الإخبارية) لتنقل رأي وموقف المثقف والمفكر السعودي الذي وجد قناة حرة ونافذة مشرعة لطرح آرائه بكل شفافية في الأحداث المحلية والإقليمية والقومية، مما ساعد على توضيح الموقف السعودي الذي -وكما قلت- كان مغيباً من قبل المحطات الفضائية. هذا العمل -إضافة إلى الأعمال والإضافات الجيدة- يجعل من (الإخبارية) عملاً إعلامياً ناجحاً يستحق تقدير واحترام كل مواطن سعودي، وكل إنسان عربي ينشد الحقيقة.