فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعلامنا العربي.."مفتر" أم مَجنيٌّ عليه؟

أكد علماء ومفكرون أن الاعلام الاسلامى يقوم بدور فاعل وقوى فى نهضة الامة، والتصدى للانحرافات العقائدية والرد على الشبهات التى تستهدف النيل من ثوابتنا الدينية والحضارية وتصحيح الصورة السلبية للاسلام ومواجهة الأفكار المنحرفة والشاذة التى تستهدف عقول المسلمين. وأضافوا أن الاسلام والاعلام صنوان وان الرسول أول من استخدم الاعلام في نشر الدعوة، وان الاسلام عقيدة تتطلب الاعلام والاعلام الاسلامى مرآة تعكس الاوضاع القائمة للمسلمين وان الاعلام من اخطر الاسلحة التى تملكها الامم في عالم اليوم لتأثيرها فى العقول وفى فكر وثقافة الانسان بشكل مباشر. «اليوم» طرحت هذه التساؤلات على مائدة نخبة من العلماء والمفكرين: ماذا عن دور الاعلام فى الاسلام؟، وما صحة الدعوات لاعلام اسلامى؟، وما الفرق بينه وبين الاعلام العادى؟.

نحو إعلام إسلامي.. لماذا؟ وكيف؟
اخطر الاسلحة
بداية يقول المفكر الاسلامى الدكتور أحمد كمال ابو المجد وزير الاعلام المصرى الاسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية بالازهر: ان الاعلام من اخطر الاسلحة التى تملكها الامم فى عالم اليوم لانها تؤثر فى العقول وفى فكر وثقافة الانسان بشكل مباشر. وأضاف انه من الوسائل المهمة في نهضة الأمة فالإعلام هو المعبر عن روح الأمة وخصائصها وشكلها من ضعف أو قوة أو تقدم أو تأخر.. أما ما يخص الدعوة لاعلام اسلامى فيقصد بها أنه: ذلك الإعلام الذي يهتم بنشر القيم والأخلاقيات والسلوكيات التي تغير وعي أفراد المجتمع وتأخذ بأيديهم إلى الرقي والتقدم في كل المجالات، ويعبر عن قيم العدل والحرية والدعوة إلى سيادة القانون. وعن الفرق بين الاعلام الاسلامى والاعلام العادى يقول الدكتور ابو المجد: يخضع الاعلام العادى للتوجيه الوضعى بينما يخضع الاعلام الاسلامى للتوجيه الدينى ومع ذلك فثمة أرضية مشتركة بين الاعلاميين وثمة فروق ايضا، فالاعلام هو العلم الذى يدرس اتصال الانسان اتصالا واسعا بابناء جنسه.. اتصال وعي وادراك، وما يترتب على عملية الاتصال هذه من أثر ورد فعل وما يرتبط بهذا الاتصال من ظروف زمانية ومكانية وكمية ونوعية.


مواجهة التحديات
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالازهر أن الإعلام الإسلامي يلعب دورا كبيرا في مواجهة التحديات التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية، من حملات تشويه مغرضة لتاريخنا وحضارتنا وإثارة الشبهات حول الاسلام، مضيفا أن الاسلام والاعلام صنوان وهما قريبان لغة وفى التأصيل الشرعى فان الاسلام عقيدة وشريعة تقوم على اصلاح النفس بالمجاهدة والدعوة بوسائل الاعلام، والاسلام عقيدة تتطلب الاعلام والاعلام الاسلامى مرآة تعكس الاوضاع القائمة للمسلمين، وله قوتان: قوة ذاتية تكمن فى المضمون الذى يقوم عليه ويجتهد فى عرضه وقوة: يستمدها من الواقع والاوضاع التى يعكسها، فاذا تحسن وضع المسلمين أعطى ذلك قوة للاعلام الاسلامى.
وطالب بأن نتَجاوز في إعلامنا الإسلامي مرحلة الدفاع عن الإسلام، قائلا: فالمهمة كبيرة؛ لأننا ما رأَينا عقيدة ولو باطلة يهان رموزها كما يهان رموز الإسلام، كما يجب على الإعلامي المسلم أن يتبنى الدعوة إلى وحدة مصير هذه الأُمة؛ لأن هذا التمَزق بين الجماعات المتناحِرة، وفصائل الشباب، والتيارات المتصارعة لا يَخدم قضية الإسلام، ولا يخدم الأمة الإسلامية، ولا يخدم الإنسانية جمعاء.
إن الإعلام الإسلامي يلعب دورا كبيرا في مواجهة التحديات التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية، من حملات تشويه مغرضة لتاريخنا وحضارتنا وإثارة الشبهات حول الاسلام، مضيفا أن الاسلام والاعلام صنوان وهما قريبان لغة وفى التأصيل الشرعى فان الاسلام عقيدة وشريعة تقوم على اصلاح النفس بالمجاهدة والدعوة بوسائل الاعلام
التعريف بحقائق الدين
أما الدكتور محمد الدسوقى استاذ الشريعة الاسلامية فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وعضو المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالقاهرة فقد أكد ان الإعلام الاسلامى يقوم بمهمة اساسية هى تعريف الناس بحقائق الدين الإسلامي الحنيف, وعرض القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية من وجهة النظرِ الإسلامية، وتابع قائلا: الإعلام الإسلامي ليس مجرد خطب وإنما عرض جميع القضايا سواء السياسية او الاقتصادية او الثقافية من وجهة النظر الإسلامية. وأضاف ان النبى صلى الله عليه وسلم اول من استخدم وسائلَ الإعلام لنشر دينه ورسالته وخدمةِ دعوته وأمته، فقد ثبت عنه انه صلى الله عليه وسلم قال: لما نزلت عليه اية: «وانذر عشيرتك الاقربين» بعد ان صعد الى جبل الصفا: «يا بنى فهر، يا بنى عدى» وقال: أرأيتم لو اخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد ان تغير عليكم أكنتم مصدقي» قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا. فقَال صلى الله عليه وسلم: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد».
فالنبي استخدم أكبر المنابر الإعلامية، وأفضلَ الوسائل الدعائية، لم يذهب إلى مكانٍ مهجور وينادي قريشا، أو يقِف في شارعٍ ضيق ويبلغ ما يريد، وإنما ذهب إلى الصفا وهو منبر من المنابر العالية في بلده ثم وقف على أعلاها حجرا وأظهرها مكانة وخاطب شعبه، هكذا رسولنا يعلمنا أن نستخدمَ أكبر القنوات الفضائية وأشهر الصحف العالمية وأفضل المحطات الإذاعية لنشر دعوتنا وتوضيح فكرتنا، لا نذهب إلى قناة فضائيةٍ مغمورة، أو محطة إذاعيةٍ مجهولة، أو صحيفةٍ مهجورة لا يعرفها أحدٌ ونخاطب الجماهير، بل نستخدم أعلى المنابر الإعلامية في نشر دعوتنا وتوضيح فكرتنا.
سلاح خطير
من جانبها قالت الدكتورة آمنة نصير العميدة السابقة لكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بجامعة الازهر: ان الإعلام سلاح خطير للغاية، خاصة في زمن العولمة، وبما أن الأصل في الإعلام الإسلامي أن يستقي جميع أموره وتعاليمه من الشرع الإسلامي، ومقاصد الشريعة، مع فقه الواقع وخبرات الناس وتجاربهم بما لا يتناقض وثوابت الإسلام عقيدة وقيما، فسيكون اعلاما ناجحا يؤدى دوره فى خدمة الاسلام. واضافت ان الإعلام فى الإسلام كان وما زال الأسلوب الأول لنشر الإسلام منذ البعثة.


الإعلام السعودي.. إصلاح الخطاب وصلاح الهدف
ثمن عدد من الأكاديميين وخبراء التنمية البشرية السعوديين والعرب، نجاح إعلام المملكة في الاحتفاظ والتمسك بملامحه وهويته المستمدة من روح العقيدة والالتزام بالمبادئ والقيم الإسلامية النبيلة وتوظيف رسالتها لنشر رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في الدعوة إلى الحوار ونبذ العنف، فضلا عن الدور التنويري والإسهام في بناء وتنمية الوعي المجتمعي، بعيدا عن المسار التحريضي لتأجيج الصراع الذي تستخدمه بعض وسائل الإعلام في مجتمعات أخرى.. ( اليوم ) استطلعت عددا من الآراء وفيما يلي ما أدلوا فيه بدلوهم:
الإعلام وسلطة المال
من جانبه أكد المفكر العراقي عبدالحسين شعبان أن الإعلام العربي قد تطور كثيرا، إلا أن ما يؤخذ على بعضه وقوعه تحت سلطة رأس المال التي بدأت تؤثر عليه، وبات هناك الكثير من الفضائيات والصحف والمؤسسات الإعلامية ممولة من جهات ودول، وأن هذه الجهات والدول حينما تدفع فهي تريد من يبرر خطابها ، من يزين هذا الخطاب، مستشهدا في بذلك بالمثل اللبناني الذي يقول تكتب بالتأييد لكي تحصل على المال، تكتب بالنقد لكي تحصل على المال وتصمت، ثم تصمت لكي تحصل على المال.
قال شعبان: إن هناك كثيرا من الجهات الإعلامية قد أخذت تؤمن بمثل هذا المسار لاسيما وأن الجهات التي بيدها المال قوية ومؤثرة والإعلام لايستطيع منافستها إلا بوجود المال ، وأن كثيرا من المؤسسات الإعلامية والثقافية للأسف الشديد قد اقتفت هذا الأثر وبدأت بالسير خلف المال، وقد تخلت في الكثير من الأحيان عن قياديتها وعن حرفيتها وعن دورها التنويري الذي يفترض أن يسود في ظل وجود خطاب ظلامي، طائفي ، مذهبي، جهوي، تقسيمي ، ومناطقي، ليس في هذا البلد أو ذاك، ولكنه أصبح جزءاً من ظاهرة عامة تكاد تكون عربية وإقليمية .
العقلانية
من جانبه أكد توفيق العلاف مدير مكتب وكالة الأنباء السعودية في القاهرة، أن حاجة الإنسان إلى الكشف عن الحقائق والإلمام بمختلف مظاهر وظواهر الكون من حوله، دعته إلى إيجاد وسيلة مثلى تلبي له هذا الفضول والشغف للمعرفة، ومن هنا كان المولد الحقيقي لما يسمى بالآلة الإعلامية أو وسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأصنافها، وتطور نمو هذا الجنين حتى بلغ أشده مع الطفرة الهائلة التي واكبت الثورة الإعلامية أو تكنولوجيا الإعلام التي يشهدها العالم، التي قد قلبت كل الموازين حتى أضحى الإعلام ركيزة أساسية في بناء الدولة، بل بات يعتبر من مقومات ورموز السيادة الوطنية ، بحيث صارت أول خطوة في إنجاح أي إنقلاب لابد من الاستيلاء على مقر التلفزة والإذاعة مما يؤكد دور ومكانة وأهمية هذا الأخير، مع مراعاة المغزى الحقيقي من الحديث عن الانقلاب من باب اظهار اهمية الاعلام في بناء الدولة وترسيخ الثوابت الوطنية لديها ولدى مواطنيها .
وأضاف: إن الانفلات الإعلامى الذي نشاهده في الكثير من المجتمعات بالمنطقة العربية يمثل أخطر من الانفلات الأمني ويصيب الوطن فى مقتل ، موضحا أن بعض القنوات المأجورة دائما تلجأ الى تضخيم الأمور ، ما ينعكس سلبا على المواطن الذي أصبح يعاني اكتئاباً بسبب ما تبثه هذه القنوات ، وتركيزها على السلبيات فقط متجاهلة الايجابيات والانجازات. مشيراً إلى أنه بالرغم من هذه الموجة العاتية في الانفلات الإعلامي بالمنطقة إلى أن الإعلام السعودي كانت له سمة خاصة اتسمت بالعقلانية، لكونه ينطلق من قواعد دينية واخلاقية وانسانية في تعامله مع قضايا العصر الذي يعج بالتطورات والاحداث المؤسفة في مجملها، كما ان الاعلام السعودي اتسم بالحرص كل الحرص على ان يدافع بعقلانية عن قضايا الامة العربية والاسلامية.
وأوضح العلاف أن السياسات والنظم الإعلامية السعودية كان لها دور كبير في تحديد شخصية الإعلام السعودي المستندة إلى مرتكزات وقيم مستمدة من الشرع الحنيف، كما كان للسياسات العامة التي حددتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، والنظم الإعلامية التي أصدرتها الجهات ذات العلاقة، وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام، دور بارز في تحديد ملامح مؤسسات الإعلام السعودي الخاصة منها والحكومية، وتوضيح خصائصها، سواء من حيث التوجهات والأهداف أو من حيث التنظيم وتقنين أساليب الأداء والبث والإصدار، لافتا إلى أن منطلقات الإعلام السعودي وأهدافه منذ بداياته الأولى في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – ظلت ترتكز على توظيف دورها في خدمة الدين الإسلامي ونشر تعاليمه.
المسؤولية
من جانبه أكد الدكتور خالد الربيع الأكاديمي السعودي، على أن المشهد الإعلامي فيما بعد ثورات الربيع العربي قد طرأت عليه الكثير من المتغيرات والتطورات، خاصة مع تزايد عملية طرح الكثير من القضايا السياسية والدينية، ربما كان بعضها مواضيع ملحة فى الفترة الحالية والبعض الاخر الهدف منها كان بغرض الأثارة والكسب المادى بعيدا عن الموضوعية والأهداف المرجوه، على خلاف الرسالة الأساسية المنوطة بالإعلام من حيث القيام بدور فاعل في زيادة ورفع الوعى عند المشاهد العربى . وأوضح أن المملكة وهي تمثل الجزء النابض من الأمة العربية فلم يكن لها أن تنفصل عن هذه القضية التي تمثل الشغل الشاغل للأمة، إلا أن حسن تعامل القائمين على الجهاز الأعلامى فى المملكة مع القضية بوعي وعقل متفتح يأخذ بعين الاعتبار ظروف الواقع التي أصبح فيها الفضاء مفتوحا، وإن التقوقع والعزلة وسياسة الباب المغلق إعلاميا لم تعد مفاتيحه بيد أحد، ومن ثم يخطئ من يظن قدرته في السيطرة على أكثر من 500 قناة فضائية في ظل وجود وسائل التواصل المختلفة او مايطلق عليها الأجهزة الذكية فى نقل الخبر مباشر، ومن هنا جاءت مسيرة الإصلاح التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله - من خلال الحوار الوطني والتحولات الاقتصادية، وبروز المدن الصناعية و الاقتصادية، وثقل المملكة السياسي والاقتصادي والإسلامي، ليضع كل ذلك الإعلام السعودي أمام مهمته الوطنية في مواجهة التحديات المختلفة سواء على المستوى المهني أو التقني و التشريعي.
أشار الدكتور الربيع إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين لمسيرة الإصلاح قد أثمرت رقياً في ميادين متعددة وكان الحقل الإعلامي واحداً منها، حيث انعكس ذلك على مستوى الفكر بإسلوب حضاري ومسؤولية اجتماعية وطنية، تراعي المبادئ والأهداف التي جاءت بها السياسة الإعلامية للمملكة العربية السعودية، التي كان من دعائمها الأساسية وركائزها الهامة ما نصت عليه من إستراتيجيات اعتماد الصدق، وأسلوب الحوار الهادف، واحترام الرأي والرأي الآخر، وانتهاج الوسطية والاعتدال في كل ما يتم إنتاجه من برامج إعلامية وكتب ومطبوعات دون إفراط أو تفريط، وكل هذا وذاك لم يأت من فراغ بل مستوحى من المنهج القرآني وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتقتدي بالسنة النبوية الشريفة ضمن منظومة من القيم الأخلاقية والإنسانية.
أن المشهد الإعلامي فيما بعد ثورات الربيع العربي قد طرأت عليه الكثير من المتغيرات والتطورات، خاصة مع تزايد عملية طرح الكثير من القضايا السياسية والدينية، ربما كان بعضها مواضيع ملحة فى الفترة الحالية والبعض الاخر الهدف منها كان بغرض الأثارة والكسب المادى بعيدا عن الموضوعية والأهداف المرجوه.
تميز نوعي
قال الدكتور الربيع إن ما يميز الإعلام السعودي من سمات تستحق الإشادة، هو تضافر جهود النوعين الذكر والأنثى إذ تبوأت المرأة السعودية دورا مهما في إغناء و إثراء الاعلام السعودي بطاقات مبدعة و خلاقة شكلت إضافة نوعية لوسائل الإعلام السعودي الذي أخذ صبغته و هويته من أرض الاسلام العظيم و حكمة القيادة و رصانة الخطاب واعتمد الاعلام السعودي على التوازن و الاتزان في مقاربة الحقائق بعيدا عن المهاترات بحيث يوصف هذا الاعلام دائما بالمصداقية و الموضوعية ، فكانت الحقيقة والسعي لإدراكها، نهجه الدائم. مشددا على أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال إحدى المناسبات قد أكدت على أنه تم تكليف المسئولين والوزراء للتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة من أجل الاضطلاع باحتياجات المواطنين وتوضيح الخطط المستفبلية لدى الوزراء مما يبرهن ويدلل على أهمية الاعلام لدى حكومة المملكة، الأمر الذي انعكس على استحداث الكثير من البرامج الحوارية وطرحها بشكل مباشر بين الجمهور والمسئولين للوصول الى حلول مرضية بعيدا عن التجريح والضوضاء والاسفاف ومناقشة القضايا المطروحة على الساحة السعودية من داخل الاعلام السعودى بعيدا عن القنوات الاخرى التى تسعى الى الاثارة الاعلامية وتجريح الاخر بدون اى مضمون والهدف من ذلك احداث الفتنة والريبة، كما أنه لايمكن لأحد أن ينسى فى هذا الإطار المجهود الجبار الذى يقوم به الاعلام السعودي فى المناسبات الثقافية والدينية،كالجنادرية والحج ورمضان، وأن التغطية المباشرة لهذين الحدثين المهمين بلغات مختلفة دليل ان الاعلام يملك مقومات عديدة من الكوادر الشبابية المؤهلة التى تسعى لإبراز الجانب المشرق من المملكة كقبلة المسلمين ومهبط الوحى وأرض الرسالة .
الدور المستنير
من جانبه أكد الأمين العام للاتحاد العربي لتنمية الموارد البشرية أيمن الجندي أن المتتبع للمسار الإعلامي في المجتمعات العربية يجد نفسه يتوقف كثيرا أمام محطة الإعلام والصحف بالمملكة ليتأمل تلك الطفرة غير المسبوقة التي يعيشها منذ سنوات وبلغت ذروة القمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين حفظهما الله وحكومتهما الرشيدة وجهود وزارة الثقافة والإعلام في إيجاد منتج إعلامي سعودي بفكر واع، وإدراك وبصيرة لواقع المجتمع السعودي، بحيث يجعل منه نموذجا يحتذى به للمنطقة والأمة العربية بل والعالم أجمع.
قال الجندي: إن حكمة وبعد النظر الثاقب لخادم الحرمين الشريفين جعلت من الإعلام أداة بناء لا معول هدم، بحيث أصبح الإعلام يمثل قاطرة للتنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والمعلوماتية، وأضحى الإعلام السعودي قادرا أن يلحق بركب الإعلام العالمي وأن يكون له التواجد بل السبق في منطقتنا العربية والإسلامية، وأن يكون إعلاما حرا منفتحا على الجميع يعبر عن قضايا أمته العربية والإسلامية، كما يعبر عن قضايا المملكة وأن يأخذ بكافة أساليب التقنية الحديثة والتطور التكنولوجي من حيث الكم والكيف، واستثمار ذلك في تنفيذ الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين التي تعتمد على توظيف الأداة الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة من أجل نشر ثقافة الحوار وتقديم العون لكل مبدع ومنتج ثقافي، بتطوير البنى التحتية للمؤسسات الإعلامية والثقافية وكذلك الاهتمام بالإعلام الالكتروني وتنظيمه، وحماية الملكية الفكرية، وتحسين صناعة النشر والإنتاج الفني، والاهتمام بتدريب وابتعاث الكوادر البشرية العاملة في مجال الإعلام لاكتساب أساليب العمل الإعلامي الحديثة، وغير ذلك مما لا يعد أو يحصى والتي تبرهن على مدى حرص خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة في الارتقاء بالدور الإعلامي المستنير.


بين «الحكومي» و«الخاص».. لا تزال «المصداقية» حائرة
تختلف الرؤى تجاه الإعلام العربي، وبات الحديث عن شكوك تنتاب العديد، تجاه ما تطرحه بعض وسائل الإعلام، ومدى مصداقيتها في نقل الأحداث. هل هناك أجندة ما؟ أم أن هناك أهدافاً بعينها ترمي لمصالح معينة، لتوجيه الرأي العام أو الشعوب، إلى حيث تريد هذه الوسيلة أو تلك.
السؤال المحير.. في مرحلة وجود إعلامين، أحدهما رسمي حكومي، والآخر خاص.. هل ما زالت هناك ثقة فيما يقوله هذا أو ذاك؟ وكيف نعرف أو نتأكد؟.
تميز سعودي
في البداية، يرى أحمد فهد الحمدان رئيس اتحاد الناشرين السعوديين، أن الإعلام العربي بخير، والعديد من القنوات الفضائية حققت طفرات حقيقية في المجال الإعلامي واستطاعت جذب المشاهد العربي والغربي من مختلف دول العالم ويأتي في المقدمة القنوات الأخبارية، التي حرصت على نقل الاحداث في لحظتها وبمنتهى الدقة وساهمت في كشف العديد من الحقائق، بل إن أبسط الأحداث التي تحدث في أي دولة عربية نشاهدها على الشاشات قبل ان نسمع بها من أصحابها، فقد ساهم الإعلام العربي بجعل العالم قرية صغيرة يتم من خلاله نقل المعلومات والمعرفة، كما ساهمت التكنولوجيا في تطوير الصحف العربية وأخص الصحف السعودية، يوجد بعض الصحف بالمملكة قادرة على منافسة إصدارات أكبر الدول ومنها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، لان معظم الصحف أصبحت تستعين بوكالات الأنباء ولديها إعلاميون مدربون وعندما أريد معرفة معلومات عن حدث ما، أبحث في القنوات العربية أولا، وأفضل قراءة الصحف السعودية لانها خير متحدث عن المواطن العربي.
لا حقيقة مطلقة
تقول الدكتورة والكاتبة السعودية ملحة العبدالله، لا يمكن أن نطلق الأمور على أعنتها هكذا! ولا يمكن أن نسحب مفهوم الثقة من إعلامنا العربي، لأن هناك إعلاما جديدا وإعلاما متحفظا وإعلاما مهترئا إن جاز التعبير، ولا نستطيع هدمه بهذه القسوة. والحقيقة أن القارئ والسامع والمشاهد أصبح فطنا لما يجب أن يكون. فيقع الرديء منه في هوة سحيقة لا يمكن تداركها من وجهة نظر جمهوره فيتجه إلى إعلام آخر وهو ما سميته في موسوعتي "نقد النقد" ب(ثقافة النزوح الزمني) أي الهجرة الزمانية دون المكانية وهذه كارثة، لأن ذلك يعمل على حالة من الاغتراب النفسي لواقعه هو. وللأسف الشديد أن السمة العامة مع بعض التحفظ لتلك القنوات الجيدة، هو الإعلام الموجه، وهذه كارثة لم تعد تنطلي على المتلقي، فلم يبق إلا النزر القليل ونسدل الستار، إذا لم يتدارك الإعلاميون أنفسهم وليس الإعلاميون فحسب وإنما الجهات القائمة عليه، لأن الإعلام صناعة وسلاح، وأول ما يرتد على صاحبه إن أخفق في استعماله. فلو كان لدينا إعلام حيادي ومهني لما وقع العالم العربي الآن في كارثة الانقسامات والمهاترات، والانشقاقات والصوت والصوت المرتفع وغوغائية الحوار وما إلى ذلك، فالإعلام هو المنوط بتهذيب الوعي العام وصياغته وكما أن هي مسئولية الإعلام بصفة خاصة فهي أيضاً مسئولية الثقافة بصفة عامة، وإلا لم هذه النار المشتعلة في الشارع العربي والتي أعيت أي أحد على إطفائها.
وتلخص الأسباب إلى عدم استقلالية الإعلام.. وتوظيفه لحساب وجهات نظر معينة لمصلحة فصيل بعينه، وكذلك المهنية المتضائلة المطلوب توافرها بين الاعلاميين وتلك ترجع جذورها، إلى عوامل دراسية وتعليمية، إضافة للميزانيات الهزيلة للغاية وسوء توزيعها إن وجدت.
وتشدد العبدالله على توافر المهنية، لأن المحسوبية والواسطة هي سبب كبير من اسباب تدهور المهنية الإعلامية. فالإعلام مهنة تعتمد على الإبداع والتميز فيه أكثر مما تعتمد على شهادات دراسية ومعارف من هنا ومن هناك، وكذلك استقلال المؤسسات الإعلامية مع توافر سلطاتها الرقابية من داخلها التي تعرف مهنة الاعلام ومدى خطورتها.
غياب ثقة
من جهته، يقول محمد مبارك طالب ماجستير سعودي بكلية العلوم جامعة القاهرة، ان هناك مشكلة غياب ثقة بالاداة الحادة لها التي تتمثل بوسائل الاعلام واخص هنا العربية فغياب التخطيط لمواجهة الاعلام الاجنبي بل والاعتماد على البرامج الاجنبية واعادة بثها جعل منها مقلدا لا مبدعا ان تلك المنهجية المتبعة وعدم وجود المهنية العالية للتطوير بما يتماشى مع ثقافة الشعوب العربية والقاء الضوء على مشكلاتهم بحرفية وحيادية بالتأكيد سوف تظهر النتيجة السلبية وما الى ذلك من تهديد للهوية العربية ولكني واحمد الله واشكره ادرك تماماً اننا وفي المملكة العربية السعودية بقيادة والدي خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" ان عصرا جديدا اضاء يتضح فيه التطور الهائل للمهنية والحرفية الاعلامية المتبعة منهجاً بناء تطرح فيه القضايا المعاصرة بحيادية باتباع الاسلوب الوسطي الحر بحرية مطلقة لا تتعدى الثوابت الاساسية للامة وما الى ذلك من القاء الضوء على الاحداث دون اثارة فتن تمس بأمن الوطن والمواطن وهذا ما اعاد نسبة ثقة عالية للمطلع على وسائل الاعلام المقروءة والمرئية المحلية وهذا ما تناشد به كافة وسائل الاعلام العربي التي تسير على تلك الخطى.
الإعلام الحر
أما صبري موسى، عضو اتحاد الناشرين الاردنيين وعضو اتحاد الناشرين العرب فيقول، إننا فقدنا الثقة في الاعلام العربي منذ زمن بعيد نسمع إذاعة إسرائيل وإذاعة BBC والاعلام العربي يقوم على عدم المصداقية وعندما تسير الاحداث الحقيقية في اتجاه وهو يعمل في اتجاه اخر لا يوجد مصداقية لانه إعلام موجه يخدم الدولة والسياسة تغلب عليه ولا يقدم حقيقة للمواطنين فالسياسة تغلب عليه والامور غير واضحة.
وأضاف أن الثقة تعاد بالإعلام الحر الذي يقدم الحقائق بلا تزييف، ولكن الإعلام العربي دائما موجه لصالح الدولة أو تيارات حزبية أو لصالح شخصيات معينة من ليس معي فهو ضدي، موضوع النقد والنقد الذاتي غير مقبول في المجتمعات العربية، ومازال النقد لا يتقبله الساسة ولا الافراد، فدائما المعطيات خاطئة جدا.
معايير المحاسبة
من ناحيته، يرى محمد شعبان علوان بكلية الآداب الجامعة الاسلامية بغزة ومدرس الاعجاز القرآني وعضو اتحاد الناشرين العرب، أن إعادة الثقة في الإعلام العربي ترتبط بمعايير محاسبة الانسان بالكلمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما يلقي أحدكم بكلمة فتخر به في جهنم سبعين ذراعا، كلما التزمنا بتعاليم الدين وجعلنا هذه الكلمة تنبع من صدق وعلى لسان صدق وكلمة مؤثرة كنا أقرب، وهذا مرتبط بتعاليمنا في الدين وفهمنا لتعاليم ديننا، وحسبنا ان الكلمة مسئول عنها صاحبها.. وكلما انحرفنا عن ديننا كلمة قدمنا مهاترات عبر الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام فيجب توخي الدقة في المعلومة.


أسئلة حائرة بين التهمة والحقيقة والمفترض
العالم المتخلف هو الذى يعيش شعبه حالة من التعتيم الإعلامى والتغييب الفكرى ويظل حكامه يدعمون هذا التغييب ويحاربون كل وسائل الإعلام الجريئة التى تفضح ما يدور فى كواليس العمل السياسى أو تعتنق آراء ووجهات نظر مخالفة للرأى الرسمى للدولة، فهناك صنف من القيادات «الفاسدة» ولكنها تتمتع بقدر من الذكاء فتجدها تحاول استقطاب الإعلاميين وأصحاب الرأى والشخصيات العامة لجانبهم وتحولهم لأبواق إعلامية تهتف لسياساتهم وتحشد الجموع من أجل أهدافها، وهناك صنف آخر يستخدم القضايا العامة والحروب والعداوات بين القبائل أو بين الشعب وشعب آخر مجاور لكسب التعاطف العام. وهناك أيضا صنف يستخدم الترويع والتهديد والبطش بكل معارض وكل قلم حر أو إعلامى أو مبدع فى أى مجال لدحر أى محاولة لتوعية الشعب وإخباره بحقائق الأمور.. وفى إطار هذا الموضوع كان لنا السؤال الآتى: هل صحيح أن الإعلام العربى متخلف؟ وهل صحيح أنه فشل فى التعبير عن الواقع؟ وفيما يلى التحقيق التالى:
دور حيوي
فى البداية يقول الدكتور رفعت عزوز أستاذ مشارك بكلية التربية بالعريش جامعة قناة السويس: الواقع يقول إن الاعلام من المؤسسات التربوية التى تلعب دورا حيويا مكملا للمؤسسات النظامية بل أصبح الرفيق الرئيس لفئة كبيرة من أفراد الشعب. وبات له تأثير ايجابى قليل، وسلبى كثير وأضحت مضاره أكثر من منافعه. فبنظرة خاطفة أصبح الفاعل والمؤثر الأقوى في العلاقات الاجتماعية والسياسية والإنسانية على وجه العموم، ويظهر ذلك من خلال التأثير القيمى على شخصية الانسان التى وصلت الى حد المسخ والتبعية بدون تدوير للفكرة أو الكلمة الاعلامية.
وأضاف أن الإعلام خلف لنا سلبيات لا حصر لها أثرت اخلاقيا وسياسيا واجتماعيا على الشارع العربى أصابت القيم في مقتل وقللت من فرص العودة الى مثاليات الزمن الماضى. ويبدو لنا أن المستفيد الأكبر من هذا التدنى أصحاب رؤوس الاموال "القنوات الفضائية" للبرامج المقدمة الان والتى لا تمت للجانب الثقافى بصلة بل تميل كل الميل الى الجانب الترفيهى الرخيص. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يميل الاعلام العربى إلى قلب الحقائق والتضليل فى كثير من الاوقات.
ناهيك عن النواحى السياسية التى لعب الاعلام بتضليله دورا بارزا فيها فيما يتعلق بالربيع العربى في كل الدول التى ثارت بدءا من تونس نهاية بسوريا مرورا بمصر واليمن وليبيا فلقد أشاعت الكثير من البرامج واللقاءات والاخبار الكاذبة الكثير من الفتن الطائفية التى لا حصر لها وأريقت الكثير من الدماء بسبب خبر عار من الصحة.
سجال سياسى
وأوضح الإعلامى أشرف البيلى مقدم برامج قناة الدلتا الفضائية قائلا: على العكس الإعلام العربى مواكب للتحضر والتطور والمدنية بكافة أشكالها ولكن نستطيع أن نقول إن الإعلام العربى فى الفترة الأخيرة أصبح لا يقوم بنقل صدى الشارع بالصورة المرجوة وعلى نطاق أوسع وأشمل وأعم. وهنا نتساءل: هل هذا يرجع لعدم التوافق بين الإعلام ورجل الشارع؟ من المسئول عن أزمة عدم الثقة فى نقل الخبر أو المعلومة ما بين الإعلام ورجل الشارع وسواء الإعلام المملوك للدولة والذى يعبر عن الحكومة المالكة له كجهاز حساس فى الدولة ويتحدث بلسان حال الحكومة أو الإعلام الخاص المتمثل فى القنوات الخاصة والمملوكة لأشخاص وهؤلاء الأشخاص أصحاب نفوذ واتجاهات منهم من يعبرون عن هذه الاتجاهات من خلال نوافذهم التليفزيونية أو قنواتهم التليفزيونية. ومن هنا جاء الصدام بين ثلاثة أطراف وهم الإعلام الحكومى والإعلام الخاص ورجل الشارع الذى فقد المصداقية بين هذا وذاك. مما وضعنا فى حالة سجال سياسى أيهما نصدق الإعلامى الحكومى أم الإعلام الخاص؟.
الواقع يقول إن الاعلام من المؤسسات التربوية التى تلعب دورا حيويا مكملا للمؤسسات النظامية بل أصبح الرفيق الرئيس لفئة كبيرة من أفراد الشعب. وبات له تأثير ايجابى قليل، وسلبى كثير وأضحت مضاره أكثر من منافعه. فبنظرة خاطفة أصبح الفاعل والمؤثر الأقوى في العلاقات الاجتماعية والسياسية والإنسانية على وجه العموم.
مهنية الإعلام
ومن جهة أخرى قال الإعلامى رجائى مشعل: الحقيقة أنه إعلام نام ويجب أن يكون واعيا والدليل على أنه لم يصل إلى المستوى المرجو أنه لم يستطع حتى الآن أن يعبر تعبيرا جليا عن أهم القضايا، وأضاف أنه يجب أن نفرق بين نوعين من الإعلام أو الإعلام الرسمى الذى افتقد المهنية والتقى بالعمل الوظيفى الداعم لمن عينه ليكون بوقه الناطق بلسانه مما أدى إلى تدنى النظرة له ممن يفهمون معنى ودور وماهية الإعلام. مشيرا إلى الإعلام الحر والقنوات الفضائية التى أسسها رجال أعمال لإنها نزعت إلى المهنية والتقنية الفنية من خلال اختيار روادها وقياداتها الطبيعية إعلاميا ما جعل لها تواجدا لدى المواطن وخلق لها مصداقية أوجدت لها ماضيا من الجغرافيا رغم حداثة التاريخ. وكل ما نرجوه أن يبقى الإعلام حرا مستقلا ناقلا للواقع محافظا على أمانة النقل والكلمة حتى يحقق الدور الذى وجد من أجله فى أن يكون عيون المواطن على كل الوطن لحظة بلحظة.
صورة مبهجة
وأشارت الإعلامية الكبيرة كريمان حمزة قائلة: لا بد أن يهتم المسؤولون العرب بالبرامج الدينية فهذا الاهتمام غير موجود فلم نسمع عن قيام أحد المسؤولين في (التليفزيون) بالاجتماع بالعاملين في البرامج الدينية قبل شهر رمضان وناقش معهم مضمون البرامج الدينية وإذا أراد شخص ما أن يقدم برنامجاً دينياً ذا مضمون فإن عليه أن يكافح كثيراً من أجل هذا الهدف. أما من حيث الكيف فأنا أرجو الله قبل أن أموت أن أرى برنامجاً دينياً شائقاً يُقدم إخراجياً على مستوى عالٍ ويُقدّم فنياً على مستوى أعلى، ويقدم بشكل جميل ومبهج ومرغوب؛.
وأضافت: من خلال متابعتي لما تنقله شبكة (الإنترنت) من القنوات الفضائية دهشت تماماً عندما وجدت دراسات تطالب القنوات الفضائية بالبعد عن برامج الرأي والتركيز على البرامج المسلية الناجحة وإن الغرب يطالبنا بالبعد عن برامج الرأي حتى لا يكون لدى العرب رأي في وقت يفرض فيه الغرب رأيه وأسلوبه علينا بالقهر وما زال اللوبي الصهيوني يملي وجهة نظره على الإعلام الغربي ولا يوجد لدى الغرب دراية بوجهة النظر العربية والإسلامية وحقيقة العرب والمسلمين ولابد من وجود برامج رأى حتى نحسن تقديم أنفسنا للعالم. فالغرب قدموا أنفسهم على صعيد التكنولوجيا والعلم ونحن نملك الجانب الروحي الذي يتعطش له العالم ويحتاج إليه ونحن حتى الآن لا نملك سياسة واضحة لتقديم الإسلام على الوجه الصحيح..
الشعوب العربية
ومن جانب آخر يقول عبدالله المالكي من (السعودية): ليس صحيحا ان الاعلام العربي متخلف فهناك اعلام ديني يساهم في نشر الدين وتعاليم الاسلام والحث على رفعة الاسلام والمسلمين وتوعيتهم بما يزيدهم مكانة وعلو شأن والتخلف بدأ من تلك الأقلام والعقول التي اجتهدت لتفرقة العرب وشحن النفوس ليصل بهم الامر الى التفكك والبغضاء، أقلامٌ استغلت الوضع الاقتصادي وحاجة الشعوب العربية لتشعل الساحات وتُلهب نيرانها بل ان البعض منهم قد توصل به الامر الى ان يدفع المبالغ الطائلة من حسابه الخاص ليصل الى مبتغاه.
وهناك إعلام استغل فقر العرب الفكري والديني وضعف إيمانهم بالله ليحقق مبتغاه ومراده. والاعلام العربي ليس متخلفا قدر ما هو مُتحكم به من اصحاب العقول المتخلفة والأفكار الحقيرة وهو فعلا مثّل الواقع خير تمثيل ولكن الواقع يحتاج الى اصحاب عقول نيرة كي تتعايش معه وتُنقذ صغار العقول وفقراء الفكر.
تخصيص ومصداقية
من جانب آخر، وبينما دعا الدكتور محمد جابر، إلى إنجاز عملية تخصيص شاملة لجميع الوسائل الإعلامية قال الدكتور شريف صبحى، إن مصداقية وسائل الإعلام موضوعة دوماً على المحك ولا تراعي منه سوى ما يناسب طموحات من يتحكم بها فتميل حسب أهوائه وتوجهاته الآنية المؤقتة ومما يثير الريبة والحذر تجاه هذه الوسائل الإعلامية هو انحيازها المطلق لفريق ما في السلطة دون سواه ومهاجمة الفرقاء الآخرين ما يجعلها عملياً الناطق الرسمي باسم السلطة وما يزيد الموقف خطورة هو تشويه الحقائق في كثير من الأحيان والبث المسموم الذي تتبعه وبشكل متعمد ومبرمج ودون حدود أخلاقية..

شكاوى من تغلغل قوى غربية ودعوات للاستقلال المادي
تحمل وسائل الإعلام دوراً كبيراً من أجل المجتمع، بداية من نقل الأخبار بمصداقية حتى تناول مشاكل المجتمعات والاسهام في تقديم رؤية لحلها، وطرح اختلاف اداء وسائل الاعلام حول نقل الحقيقة، العديد من التساؤلات الخاصة بما وراء وسائل الاعلام ومن يدعمها خاصة وان الكثير منها مملوك لشركات خاصة ورجال اعمال.. (اليوم) استطلعت آراء الشارع العربي بشأن ماذا يريد من الاعلام.. وكيف يعتقد انه يخدم المجتمع الذى يعيش فيه؟..
الشرف والنزاهة
فى ذات السياق، قال أحمد الامام، طالب مصري بكلية الآثار، ان الإعلام سلاح ذو حدين، اذا كان طيبا صلح وقوم الجسد، اما اذا دس فيه السم امات الجسد، مضيفاً انه اذا كان صالحا ويلتزم ميثاق الشرف والنزاهة وكان حياديا وكان يعمل من أجل وطن يعيش فيه دون النظر او الميل الى فكر معين، ما كان هذا حالنا، قنوات كل منها يدافع عن وجهة نظره -بحسب قوله-.
وأوضح أحمد أننا أصبحنا نشاهد الآن قنوات وصحفا في مصر تدعي أنها إسلامية ولكنها للأسف أصبحت تخرج عن السياق بالألفاظ وتقدم النموذج الأسوأ في الاستهانة بالآراء والتحريض وإشعال الفتن، مضيفاً أن كل هذه الأخطاء يقابلها قلة ثقافة وتعليم فى مصر مما يؤدى لمشكلة اعتناق الخبر أو الرأي من شخص أيا كان دون التفكير والتأمل مما قد يدفع الناس الى الصدام. ويتمنى أحمد أن يكون الإعلام إيجابياً تجاه المجتمع وينقل الخبر بنزاهة عن طريق التحري من الخبر والمصدر قبل الإعلان، وان يقوم بدوره فى التوعية وتقديم حلول للمشاكل التي تواجه المجتمع، ونقل الحقائق دون توجيه الناس لفكر معين او لموقف معين مع انتقاء الألفاظ والكلمات وعدم استخدام الألفاظ السيئة والتي تضر بأخلاق المشاهدين وعدم استخدام طرق الحوار العنيفة والمشاجرات الكلامية.
سلطة ظالمة
من جانبه، أشار وجدي المحواشي، مدون وصحفي تونسي إلى أن الاعلام العربي يسير في الطريق السليم ويدافع عن نفسه بقوة، مضيفاً ان ذلك قوة ضاربة ضد السلطة الظالمة التى تريد إعادة الديكتاتورية –على حد وصفه-. وأوضح لذلك في تونس لم تنجح المعركة ضد الاعلاميين وهو ما يثبت اننا نسير على الطريق الصحيح. وأوضح وجدى أن المشاكل التي يعانى منها الإعلام تتلخص في التكوين والتمويل والإمكانيات التقنية العالية، أما فيما يتعلق بالضمير والمحتوى والعقليات فهو يتحسن بمنحنى تصاعدي سريع ورهيب ومبهر. قائلاً "لذلك لا اهتم ان بقيت العناصر المذكورة ناقصة".
من ناحيتها، قالت دينا فؤاد، طالبة مغربية بكلية التجارة بجامعة القاهرة، اننا نحتاج أن نطلق الحريات والرأى لوسائل الاعلام ومن ثم بعد ذلك نتساءل عن الدور الذى تقوم به، مضيفة أن السلطات الحكومية فى الكثير من الدول العربية تتدخل بشكل أو بآخر فى مؤسساتها الاعلامية لذلك تعمل الرقابة على تحجيم دور الاعلام ومن ثم لا تظهر هذه الوسائل بالشكل المطلوب.
تغطية متناقضة
وأوضح محمد حسان غسان قبش، طالب سورى بماجستير الطب البيطري بجامعة القاهرة، ان الاعلام العربي كان ولم يزل قاصرا عن حمل اعباء الظروف والتحديات التي تمر بها الأمة العربية. موضحاً أن هذا القصور ظهر بشكل جلي خلال ثورات الربيع العربي التي تباين فيها أداء الإعلام من مواقف دول الربيع العربي، بالشكل الذى ظهرت قنوات مباركة للحراك الثوري ومبالغة فيه الى قنوات اخرى مستنكرة حتى وجود طلبات للجماهير العربية كل ذلك كان فيه الاعلام العربي تابعا وبشكل مهين الى رؤوس الاموال والى الانظمة العربية الفاسدة التي كانت تسيره حسب الاهواء والمصالح الشخصية.
وكشف حسان، أنه في الوقت الذى من المفترض أن الاعلام يتسم بالاستقلالية والمصداقية ويؤدي رسالته الى الجماهير العربية بكل امانة، لا يمكن انكار وجود قنوات تروج لمشاريع غربية في وطننا العربي مما يفضح مدى تغلغل هذه القوى الغربية في جسد الامة، اما عن المطلوب من اعلامنا العربي، فأكد حسان انه لابد ان يكون بحجم التحديات المرحلية وبعيدة المدى التي تجابه الامة العربية مع المحافظة على الثوابت القومية ووضع المصلحة العربية والاقليمية وما يتعلق بالتحديات الحالية في قمة الاهتمام ولتحقيق ذلك لا بد من استقلال الاعلام ماديا ونبذ الايديولوجيات الغريبة عن الامة، قائلاً "إن معركتنا في هذه الايام هي اعلامية بحتة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.