سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تهدد بالانسحاب من المعاهدة إذا انتهكت واشنطن بنودها تصديق البرلمان الروسي على معاهدة ستارت 2 خطوة تاريخية لتعزيز الأمن العالمي
الشيوعيون يعتبرون التصديق على ستارت 2 هزيمة لروسيا وتدمير لدرعها النووي
اخيرا وبعد ثلاثة اسابيع من انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا صوت البرلمان الروسي على معاهدة ستارت2 لنزع الاسلحة النووية بعد سنوات من التأخير، ولكن مع تحذير من بوتين الى واشنطن بأن تتمسك بالمعاهدات السابقة. وفي بيان صادر عن الكرملين بعد التصويت، دعا بوتين الى اجراء محادثات مبكرة حول معاهدة ستارت3 قائلا ان التصديق على معاهدة ستارت2 يفتح الطريق أمام بدء المحادثات الرسمية حول معاهدة ستارت3، وان روسيا مستعدة لخفض رؤوسها النووية الى النصف مرة اخرى لتصل الى 1,500 رأس نووي . ولكن في كلمة سابقة بعد التصويت ارسل بوتين تحذيرا واضحا الى واشنطن حول خططها لنشر درع صاروخي دفاعي على الرغم من حظر مثل ذلك التحرك بموجب معاهدة عام 1972 الخاص بالصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية. وقال بوتين ان اي انتهاك للمعاهدة التي تحد من عدد الصواريخ لدى كل جانب، سوف يعني انسحاب موسكو من معاهدة ستارت2 وكل معاهدات الحد من التسليح ومتابعة سياستها الخاصة بالردع النووي. وقال بوتين بعد تصويت الدوما الآن الكرة في ملعب الامريكيين ، واضاف اننا نتوقع استجابة من الرئيس الامريكي بيل كلينتون . وقد صوت الدوما بأغلبية 288 صوتا مقابل 131 وامتناع اربعة اعضاء عن التصويت على التصديق على اتفاقية عام 1993 التي تنطوي على خفض الرؤوس النووية الى 3,000 في الجانب الروسي و3,500 في الجانب الامريكي. وكان الرئيس بوتين قد ألقى خطابا في البرلمان قبل التصويت حث الاعضاء فيه على التصديق. أولبرايت: المعاهدة خطوة تاريخية لتعزيز الأمن العالمي وقد رحبت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية بالتصويت الذي يأتي بعد اربعة اعوام من تصديق الولاياتالمتحدة على نفس المعاهدة، ووصفته بأنه خطوة تاريخية تعزز الأمن العالمي ، وفقا لبيان نقلته وكالة الانباء انترفاكس من كييف حيث تقوم الوزيرة الامريكية بزيارة عمل. وقال بوتين في كلمته التي سبقت التصويت ان روسيا لا تحتاج على الاطلاق الى سباق تسلح آخر . ونقلت وكالة انترفاكس عن بوتين قوله في جلسة البرلمان المغلقة ان تأخير التصديق على المعاهدة سيكون مضرا بقدرات روسيا الاستراتيجية النووية. وكان من المتوقع ان تأتي المعارضة الوحيدة من الكتلة الشيوعية الكبيرة في البرلمان الروسي، وكان الزعيم الشيوعي جينادي زيوجانوف قد صرح قبل التصويت ان عملا يتصف بالخيانة العظمى قيد الإعداد . واضاف زيوجانوف ان التصديق على المعاهدة بين واشنطنوموسكو هو مؤشر على تدمير الدرع النووي الذي يحمي روسيا . وحث زيجانوف النواب قبل الادلاء بأصواتهم على التفكير في ما اذا كان باستطاعتنا الحفاظ على دفاعنا العسكري أم لا اذا ما كانت عقود من العبودية بانتظارنا . وعلى الرغم من ان الشيوعيين لايزالون هم الكتلة الاكبر في البرلمان الجديد الذي تم انتخابه في كانون الاول/ديسمبر الماضي، إلا ان القوى التي تؤيد رغبة الكرملين في تطبيق المعاهدة تفوق الشيوعيين وحلفائهم الزراعيين عددا. وكان الاغلبية التي صوتت بالموافقة تفوق كثيرا العدد المطلوب للمصادقة على المعاهدة وهو 226 صوتا من بين 450 صوتا هي عدد أعضاء البرلمان. مصادقة الدوما على المعاهدة انتصار لبوتين وينظر الى مصادقة الدوما على المعاهدة على انه نجاح لبوتين قبل الزيارة التي سيقوم بها الى لندن الاسبوع القادم في اول زيارة له خارج البلاد منذ توليه الرئاسة. من ناحية اخرى نقلت وكالات الانباء عن وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف تأكيده على ان المصادقة على المعاهدة سوف تفتح الطريق للمزيد من خفض اسلحة الدمار الشامل بموجب معاهدة ستارت3. وقد بدأت المحادثات المبدئية حول المعاهدة الثالثة في سلسلة معاهدات ستارت، والتي ستؤدي الى خفض الرؤوس النووية الى 2,500 رأس نووية في كل جانب. الشيوعيون اعتبروا المعاهدة هزيمة لروسيا واعتبر غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي الذي لايزال يشكل المجموعة الاقوى في الدوما في تصريح للصحفيين ان تصديق المجلس على المعاهدة خطأ تاريخي وهزيمة جديدة لروسيا . واوضح الزعيم الشيوعي الذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الاخيرة بحصوله على 29% من الاصوات بعد فلاديمير بوتين الذي انتخب بحوالي 53% من الاصوات ان النواب اتخذوا قرارهم بدون تروٍ وكأنهم يتبعون نظاما عسكريا ، مضيفا ان الحكومة اظهرت مجددا رفضها تعزيز أمن البلاد . واضاف بهذا التصويت قضينا على وسيلة الدفاع الوحيدة التي كانت ماتزال فاعلة (,,,) لن يغفر الناخبون ذلك ابدا وسيتعين اجراء مساءلة على كل شيء . وتقضي الاتفاقية بخفض الترسانتين النوويتين الاستراتيجيتين الروسية والامريكية بنسبة الثلث، وقد وقعها في الثالث من كانون الثاني/يناير 1993 الرئيسان الامريكي جورج بوش والروسي بورين يلتسين، وهذه الاتفاقية امتداد لاتفاقية ستارت1 التي وقعها بوش وميخائيل غورباتشوف في تموز/ايلول 1991. وتنص الاتفاقية على خفض عدد الرؤوس النووية الى 3500 للولايات المتحدة و3000 لروسيا. وقد حث بوتين النواب على التصديق على ستارت2 وقال ان تأخير هذا التصديق يمكن ان يشجع على سباق جديد للتسلح لا تستطيع روسيا عليه وستكون عواقبه اوخم ايضا في المرة الاولى . وينص قانون التصديق على انه يمكن لروسيا ان تنسحب من الاتفاقية في حالة القوة القاهرة وفقا للمصالح الوطنية السيادية ، وحالات القوة القاهرة التي نص عليها قانون المعاهدة هي: انتهاك من قِبل الولاياتالمتحدة لبنود اتفاقية ستارت2 من شأنه ان يشكل تهديدا لامن روسيا القومي ، انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاقية اي,بي,ام لعام 1972 ، انتهاك معاهدة اي,بي,ام والاتفاقات المرفقة بها ، زيادة خطيرة على الامن القومي للاسلحة الاستراتيجية الهجومية من ِقبل الدول غير المرتبطة بمعاهدة ستارت2 . وكان الدوما يؤجل منذ سبع سنوات التصديق على المعاهدة تحت ضغط الشيوعيين والقوميين الذين احتجوا تباعا على توسيع نطاق حلف شمال الاطلسي والضربات الامريكية ضد العراق او العملية الدولية ضد يوغسلافيا. وصرح وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف بأن تصديق البرلمان الروسي على معاهدة الحد من التسلح ستارت2، سيفتح الباب أمام مزيد من التخفيضات في ترسانة اسلحة الدمار الشامل. ونقلت وكالة انباء ايتار تاس عن ايفانوف قوله ان الموافقة على المعاهدة التي تعطلت سبع سنوات بفعل القوى الشيوعية والقومية في الدوما مجلس النواب الروسي ستسمح بمزيد من المباحثات بين واشنطنوموسكو بشأن اتفاقية ستارت3. وتقضي معاهدة ستارت2 بخفض عدد الرؤوس النووية لدى كل من واشنطنوموسكو الى ما يتراوح بين 3,000 الى 3,500 لكل منهما. واضاف ايفانوف قائلا ان التصديق على ستارت2 سيعزز موقفنا في الكفاح من اجل استمرار معاهدة 1972 الخاصة بالصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية . وتخشى روسيا من مضي الولاياتالمتحدة قدما في خططها الرامية لنشر درع دفاعي من الصواريخ رغم الحظر الذي تفرضه معاهدة 1972 على مثل هذه الخطوة. يذكر انه بعد انتخاب برلمان اكثر ودا تجاه الكرملين في كانون الاول/ديسمبر الماضي لم يعد الشيوعيون وحلفاؤهم يسيطرون على عدد من المقاعد يكفي لعرقلة التصديق. ويمثل التصديق نجاحا ملحوظا للرئيس الروسي الجديد فلاديمير بوتين قبل توجهه الى لندن الاسبوع القادم في اول زيارة خارجية له بعد انتخابه رئيسا للبلاد.