قبل 17 عاما وقعت روسياوالولاياتالمتحدة معاهدة تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية «ستارت 2» لتكون مكملة لاتفاقية «ستارت 1». وقد انتهى مفعول المعاهدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وعلى الرغم من تصديق واشنطن في عام 1997 على معاهدة «ستارت 2» وكذلك صادق عليها البرلمان الروسي عام 2000، إلا أن هذه المعاهدة بقيت حبرا على ورق، ولم تكتب لها الحياة؛ وذلك بسبب خروج الولاياتالمتحدة عام 2002 من اتفاقية الدفاع المضاد للصواريخ. إلا أن قرار الكرملين لم يتأخر، ففي اليوم التالي قررت موسكو الانسحاب من هذه المعاهدة على الرغم من كل التنازلات التي قدمتها في حينه لإنقاذها والتكلفة المالية الكبيرة التي كانت ستدفعها للتخلص مما تم الاتفاق عليه نتيجة هذه المعاهدة التي سلكت طريقا صعبا وطويلا حتى أجازها البرلمان الروسي. وكان يراد بمعاهدة «ستارت 2» تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية إلى مستوى أقل بكثير مما نصت عليه معاهدة «ستارت 1» التي أقرت تخفيض الصواريخ والقاذفات الإستراتيجية إلى ألف و600 وعدد الرؤوس النووية إلى 6 آلاف رأس ما عد إنجازا كبيرا في تاريخ الحد من سباق التسلح في العالم. إلا أن الاتفاقية الجديدة التي تسعى كل من موسكووواشنطن لإبرامها ستحل مكان «ستارت 1» وقد أوشك الجانبان على الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة عليها. وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أكد أن روسيا مستعدة لتقديم معلومات حول أسلحتها الهجومية لواشنطن مقابل معلومات مماثلة عن الخطط الأمريكية المتعلقة بنشر درعها الصاروخية، وهذا في إطار معاهدة الحد من الاسلحة الهجومية الاستراتيجية. وقال بوتين إن المشكلة الأساسية هي أن شركاءنا الأمريكيين ينشئون منظومات الدفاع الصاروخي، ونحن لا نقوم بهذا. ودعا إلى تطوير الأسلحة الهجومية الضاربة في روسيا لتفادي فقدان التوازن الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة. وحذر رئيس الوزراء الروسي أن الولاياتالمتحدة بعد إنجاز مظلتها النووية قد تشعر بالأمان وتقوم بخطوات عدوانية تجاه روسيا في مجالي السياسة والاقتصاد معا. وفي الوقت نفسه، وصف بوتين المفاوضات الجارية بين روسياوالولاياتالمتحدة حول المعاهدة الجديدة لتقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية بالإيجابية.