سجل الرئيس الروسي المنتخب انتصاراً استراتيجياً كبيراً بإقناعه مجلس الدوما النواب بالمصادقة على معاهدة "ستارت - 2" الروسية - الاميركية لخفض الأسلحة الهجومية مع الوثائق الخاصة بمعاهدة تقليص أنظمة الصواريخ المضادة. واعتبرت مصادقة البرلمان على المعاهدة بمثابة هدية الى بوتين الذي يبدأ زيارة الى بريطانيا غداً، ليظهر قوياً في مفاوضاته مع الغرب مقارنة مع الرئيس بوريس يلتسن. وصوت أمس الجمعة 288 نائباً يمثلون الكتل الموالية للكرملين لمصلحة "ستارت - 2" فيما عارض المعاهدة 131 نائباً معظمهم شيوعيون، وظل البرلمان الروسي يرفض المصادقة على المعاهدة الاستراتيجية منذ أبرمها الرئيسان بوريس يلتسن وجورج بوش مطلع 1993. وتنص المعاهدة على تقليص متزامن لعدد الرؤوس النووية لدى الجانبين الى ما بين 3000 و3500 قبل نهاية 2007، على ان تزيل روسيا كل صواريخها الضخمة "اس. اس - 18" ذات الرؤوس الانشطارية التي تشكل خطراً اساسياً على الأمن الاستراتيجي الاميركي. وتوقع فياتشيسلاف تيتيوكين مستشار لجنة الدفاع في البرلمان في تصريح الى "الحياة" ان تضطر موسكو لاحقاً الى إلغاء المصادقة والتنصل من التقيد ببنود المعاهدة، للحفاظ على صواريخها الثقيلة في حال ممارسة واشنطن سلوكاً عدوانياً تجاهها، أو إخلالها بالشروط التي وضعتها روسيا عند المصادقة على المعاهدة. وفي أول رد فعل اميركي وصفت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت التي تزور كييف حالياً، المصادقة على المعاهدة بأنها "خطوة تاريخية" ستدعم أمن العالم. وأضافت: "نتطلع بفارغ الصبر الى تكثيف محادثاتنا حول المرحلة المقبلة من حوارنا لنزع التسلح عندما يحضر وزير الخارجية الروسي الى واشنطن في نهاية الشهر الجاري".