يحتضن استاد نادي الريان موقعة (الأقوياء) التي تجمع البحرينوعمان وملعب السد المواجهة المرتقبة بين قطر المدعمة بجمهورها والكويت صاحبة التاريخ الزاخر اليوم الاثنين في نصف نهائي دورة كأس الخليج السابعة عشرة لكرة القدم. وأعطى النظام الجديد للبطولة زخماً قوياً للمنافسة على اللقب، حيث تأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور الأربعة وسيعبر منه الفائزان إلى المباراة النهائية، على أن يلعب الخاسران على المركز الثالث. وكانت منتخبات السعودية (بطلة الدورتين الماضيتين) والإمارات والعراق واليمن خرجت من الدور الأول. ومن المنتخبات الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي، وحدهما الكويتوقطر أحرزتا اللقب، فتحمل الكويت الرقم القياسي بعدد الألقاب (9 مرات أعوام 70 و72 و74 و76 و82 و86 و90 و96 و1998)، فيما فازت قطر به مرة واحدة على أرضها أيضاً عام 1992. وفشلت البحرينوعمان في إحراز اللقب الخليجي منذ انطلاق البطولة عام 1970، لكن رصيد البحرين أفضل من منافستها خصوصاً في الدورة الماضية في الكويت، حيث حلَّت ثانية بفارق نقطة واحدة خلف السعودية. وبدأت مباريات البحرينوعمان تلفت الأنظار في الآونة الأخيرة نظراً للتطور الذي طرأ على المنتخبين اللذين يضمان لاعبين موهوبين يتمتعون بمهارات فنية عالية ويقدمون عروضاً ممتعة من حيث جمالية الأداء والتكتيك وتبادل المراكز والتنويع في الهجمات واللمحات الفردية. وكانت مباراة المنتخبين في (خليجي 15) في الرياض قمة فنية انتهت بالتعادل 1 - 1، وتكرر المشهد في (خليجي 16) في الكويت وفازت البحرين 1 - صفر، وتهيأت الأجواء هذه المرة أيضاً بعد عروض باهرة لهما آسيوياً لكن مع تفاوت في الانطلاقة خليجياً، ما يؤهل لقاءهما لأن يكون قمة أيضا ويزيد من أهميته أنهما مطالبان بتقديم المستوى المعهود لأن الخاسر سيفقد فرصة المنافسة على اللقب استناداً ًإلى نظام البطولة. ويشكل المنتخب البحريني عقدة مستعصية لنظيره العماني الذي فشل في تحقيق أي فوز عليه في تاريخ لقاءاتهما في دورات الخليج، حيث تميل الكفة بوضوح لمصلحته برصيد 8 انتصارات و6 تعادلات (لم تشارك عمان في الدورتين الأوليين). وكان عيب المنتخبين افتقادهما الخبرة المطلوبة للتعامل مع البطولات والمنافسة على مراكز متقدمة رغم النقلة النوعية على الصعيدين البدني والفني، وتخطى المنتخب البحريني هذه المقولة جزئياً بتأهله إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، وبلوغه نصف نهائي كأس آسيا في الصين الصيف الماضي للمرة الأولى في تاريخه أيضا قبل أن يحل رابعاً، فيما خرج المنتخب العماني من الدور الأول في المناسبتين مع أنه قدَّم أروع العروض في البطولة الآسيوية. ويعتقد المسؤولون عن المنتخب العماني أن الوقت قد حان للبدء في إحراز الألقاب ويتوسمون خيراً بالمدرب التشيكي ميلان ماتشالا الذي أحرز اللقب الخليجي مرتين مع الكويت عامي 96 و98، ويقول ماتشالا نفسه إن (منتخب عمان قادر على الفوز على أي منتخب آخر وفرصته في إحراز اللقب للمرة الاولى كبيرة). وضرب المنتخب العماني بقوة في المباراتين الأوليين فحسم تأهله مبكراً إلى نصف النهائي من خلال فوزين مستحقين على العراق 3 -1 والامارات 2 -1، قبل أن يخسر مباراته الثالثة أمام اصحاب الأرض 1 -2 . وسيفتقد العمانيون النجم المتألق في وسط الملعب أحمد مبارك الذي طرد في الدقيقة الأخيرة من المباراة أمام قطر وهو ما اعتبره ماتشالا (خسارة كبيرة أمام البحرين). في المقابل، كانت بداية البحرين مختلفة، حيث عانت الامرين في أول مباراتين، فصدمت بتعادل أشبه بالخسارة أمام اليمن 1 -1 انعكس عليها أمام الكويت أيضا ففشلت في ترجمة فرصها إلى اهداف واكتفت بتعادل بالنتيجة ذاتها، لكنها انتظرت مباراتها الاخيرة الحاسمة والاقوى مع السعودية ليفرغ فيها لاعبوها خبرتهم وموهبتهم وفجروا قنبلة ما يزال صداها يتردد في أروقة الدورة والدول الخليجية حتى الآن بثلاثة أهداف نظيفة أهلتهم عن جدارة إلى نصف النهائي وأطاحت بحامل اللقب. قطر* الكويت لعب الجمهور القطري دوراً بارزاً جداً في تأهل منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي خصوصا في مباراته الأخيرة الحاسمة أيضاً ضد نظيره العماني الذي مني بالخسارة الوحيدة في الدور الأول 2 -1 . وما يجعل تشجيع الجمهور القطري مؤثراً وجود أكثر من 15 ألف مشجع في المباريات الثلاث ل(العنابي) وطراز استاد جاسم بن حمد في نادي السد الذي بني على طريقة الملاعب الإنكليزية أي أن مدرجاته قريبة جداً من أرض الملعب. ولم يخسر أي من المنتخبين القطريوالكويتي في الدور الأول، فتعادل الاول مع الامارات 2 -2 بعد أن كان متخلفاً صفر - 2 حتى ربع الساعة الأخير، وأهدر فوزاً كان في متناوله على العراق لأن الأخير أدرك التعادل في الثواني القاتلة 3 -3، ثم فاز على عمان وحجز بطاقته إلى دور الأربعة. وتحسن مستوى المنتخب القطري تدريجياً في هذه البطولة التي ظهر فيها بصورة مختلفة عن كأس آسيا الأخيرة وتصفيات كأس العالم، فقدم أداء جيداً في الشوط الثاني أمام العراق وأمام عمان وفرض نفسه مرشحاً جدياً لإحراز اللقب خصوصاً أن ثقة لاعبيه ازدادت لا سيما الصاعد وليد جاسم الذي يتصدر ترتيب الهدافين برصيد ثلاثة أهداف. وكانت قطر فازت على الكويت في (خليجي 16) على أرض الأخيرة 2 -1، وفازت عليها أيضا بنتيجة 3 - صفر في (خليجي 11) في الدوحة حين توجت بطلة للمرة الوحيدة في تاريخها. من جهته، جمع المنتخب الكويتي أكبر قدر من النقاط بين المنتخبات الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي، حيث حقق فوزين على السعودية 2 -1 واليمن 3 - صفر وتعادل مع البحرين 1 -1 . وتلعب الكويت في الدور الثاني إلى جانب السعودية وكوريا الجنوبية وأوزبكستان. تاريخيا، يتفوق المنتخب الكويتي على نظيره القطري برصيد 10 انتصارات مقابل 5 خسارات، فيما تعادلا مرة واحدة.